الرئيسية » » اختناقات مرورية وكوبري الجيش!! «1» ... د. حسن التجاني

اختناقات مرورية وكوبري الجيش!! «1» ... د. حسن التجاني

Written By sudaconTube on الخميس، سبتمبر 18، 2014 | 4:11 م

 د. حسن التجاني - الانتباهة

> الاختناقات المرورية التي مرت بها العاصمة الخرطوم قبل يومين مضت كانت مزعجة بحق وحقيقة في شكلها ولونها.. وقد شهد الكثيرون كيف أنها كانت مشكلة حقيقية عانى منها سكان الولاية.

> الذي يلحظ الأمر بكلياته يجد أن الحديث لا يخرج ابداً عن النظرية المرورية التي تقوم على أركان ثلاثة في السلامة وهي السائق ــ الطريق فالسيارة، ويا سبحان الله حدوث أي خلل في أي من هذه الأركان الثلاثة يؤدي للذي حدث يومها ذاك.

> المعنى المقصود من الحديث هذا لا يتطلب أن تعمل ذات الأركان بنسبة صلاحية مائة بالمائة، بل يمكن سلامة الطريق بنسبة تفوق الستين على الأقل في ذات الأركان التي تقوم عليها نظرية السلامة المرورية.

> نحن نفتقد كثيراً من أبجديات السلامة المرورية ــ نفتقد السائق الحصيف أو قائد المركبة المتجرد من الذات غير المحب لنفسه.. السائق الذي يستصحب معه فكرة أن الطريق شراكة بين الجميع وأن إفساحك لأخيك في الطريق هو ذاته سلاسة الانسياب لك ولغيرك من الآخرين في الطريق.. لكن للأسف نحن نملك العكس من هذه الشخصية التي تحمل هذه الصفات.. فالذي لدينا للأسف في غالبيته أناني ــ خاو الذهن من مفاهيم كيف أعمل على سلامتي وسلامة من هم حولي.

> أما الطريق عندنا فحدث ولا حرج، فقد قام في كله على مفاهيم الهاشمية والإنجاز المؤقت.. طرق جديدة لم تمر عليها شهور حتى شهدت انهياراً كبيراً في أطرافها وأوساطها غير التي تدخلت فيها الأيادي العابثة التي لحقتها «أُمات طه»، فأصبح الطريق كجلباب الدرويش رقعاً وتقطع أرباً أرباً... وربما جلباب الدرويش فيه فهم مقصود به رمز الزهد أو التقرب لله بهذا الوضع كما يعتقدون.. «ما علينا»... لكن ما يهمنا هنا أن هناك مشكلة في صناعة الطرق ظلت لصيقة بها في كل مراحلها.. وكثيراً ما كنت اقول إننا لا نلجأ للطرق والوسائل العلمية التي يجب أن تتبعها الدولة في كل شؤونها عند إنشاء مثل هذه المشروعات ــ ما الذي يمنع أن يكون هناك اجتماع طارئ في وزارة الطرق والجسور حين ترد لديها فكرة إنشاء طريق جديد يضم كل جهات الاختصاص من الكهرباء والمياه والطرق والجسور والاتصالات وشرطة المرور والدفاع المدني، وأية جهة لها جزئية في عمل الطريق.. أليس هذا الأفضل بكثير من أن كل شخص يتعجل عمله دون الانتظار للآخر، وبعد أن يتم إنشاء الطريق تأتي الجهات الأخرى تخرب العمل الذي تم وتشوهه حتى يصبح كارثة كما هو حادث بالضبط الآن؟!.. ما الذي يمنع إذا كنا نهتدي للعلمية في عملنا كله... وضع خريطة واحدة يشارك او تشارك فيها كل هذه الجهات ذات الاختصاص؟ فهذا هو الأفضل كما ظلت تعمل به الدول المجاورة التي أنشأت بيئات تحتية راقية جداً لعهود قادمة طويلة تظل محافظة بجودتها هذه، فقط لأنها لجأت للعلمية واهتدت إليها.. والمدهش حقاً أن الناس جميعهم يتحدثون عن ذلك ويعرفونه وينتقدونه هم أنفسهم ولا يأتون بمثله، فإن ذلك خير لهم.

> أما الحديث عن المركبة فهي مسؤولية مشتركة بين إدارة المرور بالمراقبة والتوجيه والإرشاد والعقوبة الرادعة كحجز السيارة وسحب الرخصة الخاصةبها أو ترخيصها.. وإجراء الفحص الآلي الدقيق لكل شئ فيها.. وملاحقة السيارات التي تهرب دون ترخيص لتعمل في الطريق العام بواسطة شرطة المرور بالمواتر المختصة بذلك.

> صدقوني هذا الإنسان الذي في كثيره يكون عديم الضمير لا يستحق غير ذلك من المعاملة التي تعيده لصوابه.. وهذه البلاد التي وصلت ببنياتها التحتية إلى هذا المستوي الرفيع لم تحافظ على ما أنجزت من جودة فيها إلا بالعقوبة الصارمة. وعلى المواطن مساعدة شرطة المرور ــ أقصد السائق من الناس ــ بأن يكون ملتزماً بضوابط المرور في جميعها.. ولو فعل ذلك سيرتاح الناس جميعهم.. ونكون كما «نود».

> باكر نواصل.... «إن قُدِّر لنا سنعود».ش
شارك هذا المقال :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

 
Support : Creating Website | Johny Template | Mas Template
copyright © 2011. سوداكون - All Rights Reserved
Template Created by Creating Website
Proudly powered by Blogger