الرئيسية » , » مصائب قوم عند قوم فوائد: أسواق مواد البناء المحلية.. انتعاش بفعل الكوارث

مصائب قوم عند قوم فوائد: أسواق مواد البناء المحلية.. انتعاش بفعل الكوارث

Written By sudaconTube on الأربعاء، أغسطس 13، 2014 | 11:38 م

اليوم التالي

أقسم (الطيب متوكل) بائع الحطب الصغير بأم بدة بأنه لا يستطيع تخفيض مبلغ (750) جنيهاً مطلقاً، متعللاً بأنه أجرى تخفيض أكثر من مرة على أسعار الحصير وحِزم القنا، لهذا ظل يؤكد بأن تخفيضاته السابقة كانت كافية ونهائية، وطالب أن يُدفع له المبلغ المتفق عليه دون أى تخفيض وإلا رفض تسليم الحطب الذي توزع بين ثمانية أعمدة من شجر البان وأربع قطعة حصير وحزمتين من القنا. بعد القسم المغلظ والرفض القاطع بعدم التخفيض، لم يكن أمام الحاجة (عائشة مبارك) بداً غير الانصياع لطلب دفع المبلغ الذي لم يكن بطرفها منه سوى (640) جنيهاً، جمعتها بحسب وصفها بعد (مباصرة) واجتهاد أجبرها على تخفيض مصاريف أسرتها اليومية إلى النصف رغم أنها كانت دون مستوى المعيشة مذ ثلاثة أعوام تقريباً!

*الحال من بعضه
ليست الحاجة (عائشة) وحدها، من أجبر على شراء الحطب بمثل ذلك السعر الخرافي بمقياس وضعها الاقتصادي بل غيرها كثر ازدحمت بهم أسواق الحطب التى عان أصحابها أشد المعاناة في الأشهر الماضية بسبب ضعف حركة الشراء، فكانت (سوسن) تشاركها ذات المصير ولكن بمقياس أقل، إذ لم تتجاوز حاجتها أربع (شعب) وأعمدة قليل واكتفت عن الحصير والقنا بمشمعين بلاستيك، لأنها رأت أن إمكانياتها المادية لا تمكنها من شرائها على الأقل في الوقت الراهن، سوسن أيضاً كانت إحدى ضحايا السيول والأمطار التي هدمت جزءاً وافراً من بيتها، وللأسباب الاقتصادية المعلومة لا تستطيع تشييد الجزء المنهار منه فاكتفت بعدد من المجمعات والأعمدة لسد الجزء المنكوب لحين تتمكن من شراء طوب وأسمنت بحسب وصفها لأنها قالت لا تأمل وبكل يقين في أي مساعدة من محلية أم بدة التي لم توف بوعدها لمتضرري العام الماضي، فهم لا زالوا في العراء ينتظرون إعانة المحلية التي وعدتهم بها أكثر من مرة وحتى لا تهدر وقتها في انتظار وعد ترى يقيناً أنه لن يتحقق قررت عدم التشبث به والالتفاتة إليه مطلقاً، وأشارت بسخرية إلى (المقالب) بحسب وصفها التي ظل يتعرض لها المتضررون منذ العام الماضي الذين ترددوا كثيراً عن المحلية التي لم تمنحهم شيئاً حتى انضموا لقائمة المتضررين الجدد.

موسم صيد الحطب!!
تظل أسواق الحطب كاسدة طيلة أشهر العام، ثم ما تلبث أن تنتعش قليلاً في فصلي الشتاء والصيف، لكنها أسعارها تبلغ عنان السماء، بداية الخريف، عندما تغمر المياه المنازل وتجرف السيول الأسوار، وتغرق المدينة في شبر ماء فيبلغ سعر العمود الواحد ما بين (60 -80) جنيهاً والحصير يقفز إلى (50) جنيهاً وحزمة القنا (100) جنيه و(الشِعبة) الواحدة يبلغ سعرها (60) جنيها. ويعزي (الطيب متوكل) الارتفاع المباغت في أسعار الحطب إلى الإقبال الكبير عليها بين ليلة وضحاها من ثلثي سكان العاصمة الذين فقدوا مأواهم جراء السيول والأمطار التي أصبحت تدمر المنازل كل عام مما جعل تجار الحطب ينتظرون هذا الموسم، وهم على يقين تام بأن كل مجهودات السلطات واستعداداتها للخريف سوف تتلاشى في لمح البصر وتتكشف سوأة المدينة التي يلجأ معظم سكانها لتشييد الرواكيب من الحطب والمشمعات لتقيهم السيول والأمطار على حدٍّ سواء.

ويؤكد عدد من تجار الحطب أن حاجة المواطنين تفوق طاقتهم مهما استعدوا لموسم الخريف بجلب المزيد من الحطب والحصير من مناطق الإنتاج للعاصمة لأن عدد المتضررين دائماً في اضطراد، وكذلك استحالة جلب المزيد من الحطب في الخريف بسبب أن الأمطار في مناطق الإنتاج تغلق الطرق وتجعل سير شاحنات الحطب مجازفة قد تجعل صاحب الشاحنة يفقد عربته، ولهذا لا أحد يجازف بالذهاب لمناطق الإنتاج في الخريف لوعورة الطرق.

*عداء الخيام على قبحها!!
معظم سكان المناطق المتضررة لم تبصر أعينهم الخيام التي يتحدث عنها الجهات التي يزعم القائمون على أمرها أنهم يعملون على إيواء المتضررين قبل تعويضهم لاحقاً عن الأضرار التي لحقت بهم، ولهذا أقبل معظم المتضررين من السيول على أسواق بيع الحطب من أجل شراء الحطب والحصير لإنشاء رواكيب تقيهم شر الحر لأنها مهما يكن من شيء لا يمكن التفكير في أنها يمكن أن تجنبهم ولو قليلاً من تساقط مياه الأمطار.

وأشار (الطيب متوكل) إلى أن بعض تجار الحطب كانوا يتخوفون من أن توزيع الخيام على المتضررين من السيول سوف يجعلهم يخرجون من موسم السيول صفر اليدين، ولكن هذا لم يحدث مطلقاً، لأن الكثير من المتضررين لم يجدوا أدنى اهتمام من السلطات، ولهذا أقبلوا باهتمام على أسواق الحطب ليتمكنوا من سد حاجتهم والأضرار التي لحقت بهم.
شارك هذا المقال :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

 
Support : Creating Website | Johny Template | Mas Template
copyright © 2011. سوداكون - All Rights Reserved
Template Created by Creating Website
Proudly powered by Blogger