«مافيا المياه»..هاشم عبد الفتاح

الإنتباهة

تظل نعمة المياه ربما السلعة السياسية الأوحد التي تحرك أطماع الطامعين وتلبي أشواق وأحاسيس المواطنين رغم أن هذه الخدمة لا يمكن لها أن تتحقق لولا أن الجهد الشعبي هو الذي يسبق الجهات الرسمية ويفرض عليها سياسة الأمر الواقع.

ولكن على نحو مريب وغريب تجري تفاصيل مؤلمة حول مشروع مياه منطقة جادين بالصالحة الذي يشهد الآن مرحلة تقاطعات حادة رغم اكتمال كل مراحله الإجرائية بشكل جاد ومحسوس تحمل فيه المواطن العبء الأكبر وبدأت الخطوات العملية على الميدان بوصول الدفعة الأولى من أنابيب الخط الناقل ولكن الذي حدث أن سماسرة المياه وأصحاب الآبار الذين عاشوا مجدهم وما زالوا يستمتعون بمعاناة المواطن الباحث عن جرعة ماء جن جنونهم فحاولوا إجهاض المشروع بكل الأساليب والحيل فجاؤا بسيناريو التقسيم لمنطقة جادين ودفعوا به إلى السيد المعتمد رغم أن هذا التقسيم حق مشروع لكنه يتكي على أباطيل ومصالح وهذا يعني إيقاف مشروع المياه الذي ظل حلمًا منتظرًا لأكثر من «13» ألف نسمة عانوا كثيرًا من غياب المياه وصبروا لأكثر من سبع سنوات.

فالقضية تقف من خلفها جهات مستترة ربما لا يدري السيد معتمد أم درمان كل الحقيقة التي تدعو لتقسم أحياء جادين إلى لجان شعبية منفصلة والكارثة أن كان المعتمد يعلم ويمضي في الاتجاه الذي يوقف مشروع المياه ويشتت إرادة الجماهير التي تدين بالولاء للمؤتمر الوطني وحملت العديد من القيادات على أكتافها إلى الكراسي الوثيرة لماذا لا يزور المعتمد هذه المنطقة ويجلس مع مواطنيها حتى لا تخرج قراراته فطيرة وغير مدروسة.. والسيناريو الذي تجري تفاصيله الآن يتجه في غير إرادة المواطنين وضد خدماتهم التي يستثمر فيها آخرون في ظل غياب المحلية وانقطاع البرلمانيين وانشغال السياسيين، فالمواطن تملكته الحيرة والغضب من التوجهات الأخيرة للمعتمد تجاه قضايا جادين رغم التفاؤل بمقدمه فانقلبت الصورة على ما يبدو سيكون المؤتمر الوطني أول الخاسرين في هذه المؤامرة ربما تتصاعد هذه القضية وإن غدًا لناظره قريب.

أخي معتمد أم درمان نناشدك بالله ألا تقدم على خطوة التقسيم هذه قبل إكمال مشروع المياه وقبل أن تقف على حقيقة ونوايا هؤلاء المطالبين.. أنزل إلى أرض الميدان وتحسس آراء ورغبات ومواقف المواطنين قبل أن تمارس عليهم الوصايا هم الآن على قلب رجل واحد ضد من يعرقل حلم المياه مجموعات كبيرة من المواطنين احتشدت عقب صلاة الجمعة الفائتة وعزمت على تسيير حشد كبير لمقابلة المعتمد لإيصال صوتها وقناعتها ليس من أجل مناصرة لجنة على أخرى ولكن من أجل مشروع المياه والخدمات الأخرى وأكدوا أن وقفتهم لن تكون على بوابة المحلية فقط ولكنهم سيطرقون أبواب من هو أعلى من سلطة المحلية فالشعور الذي تملك كل مواطني جادين أن هناك مؤامرة تديرها شبكة ربما تسندها جهات نافذة تمارس الفساد والإفساد إلى حساب خدمات المواطنين تدفع الآن بقوة لتعطيل مشروع المياه..

أخي المعتمد.. أرجوا أن تبحث في خلفيات ومنطلقات هذه المطالب هل هي فعلاً تمضي في صالح المواطن.. وأرجو أن تتحقق عبر أجهزتك الرسمية من هم أصحاب الآبار التي تبيع المياه في المنطقة؟ ومن هم الذين يتملكون الأعداد الكبيرة من أساطيل «كوارو المياه»؟ التي تبيع برميل المياه بأسعار خرافية فالقضية تحتاج إلى دفع سياسي يرد الوفاء للذين ناصروا الحزب في معاركه الانتخابية.. لماذا إذن لا تتدخل قيادة المؤتمر الوطني بالولاية لتفي بالقدر القليل من تعهداتها التي قطعتها على جماهيرها عبر برنامجها الانتخابي؟ سنحاول فتح ملف المياه بكل تقاطعاته الإدارية والتنفيذية والسياسية.