الرئيسية » » كيف يواجه قطاع البناء والتشييد الموجة الارتدادية لفيروس كورونا - دكتور مهندس مستشار مالك علي محمد دنقلا

كيف يواجه قطاع البناء والتشييد الموجة الارتدادية لفيروس كورونا - دكتور مهندس مستشار مالك علي محمد دنقلا

Written By Amged Osman on الأحد، ديسمبر 20، 2020 | 7:51 ص


دكتور مهندس مستشار مالك علي محمد دنقلا  

رغم المخاوف الشديدة من تداعيات الموجة الثانية لفيروس كورونا علي قطاع التشييد والبناء إلا أنني أري أنه قد أصبح في الإمكان الآن مواجهة هذه الأخطار ، خاصة وأنه تم اكتساب خبرات كبيرة في التعامل مع فيروس كورونا، وأصبح الجميع يتمتع بمعرفة أكبر بشأن طبيعته وآليات انتشاره، وتبعاته الصحية و الاقتصادية على عكس ما كان عليه الأمر عند إندلاع الموجة الأولى ، وكل ذلك يقودنا للاعتقاد بأن الموجة الثانية ستكون أقل ضررا علي قطاع التشييد، ولكن بشرط  اتخاذ الشركات لبعض التدابير والإجراءات التي تخفف من حدة التداعيات السلبية ولتصبح أكثر مرونة في المستقبل ومن هذه التدابير ما يلي: 

- الاستمرار دون تهاون في متابعة و تشديد الإجراءات الاحترازية اللازمة والتطهير الدورى لمواقع المشروعات، وتوفير أدوات التعقيم والكمامات اللازمة للعمالة بشكل يومى، و تطبيق بروتوكولات السلامة ، وتوفير كافة مقتضيات الأمان والرعاية الصحية لهم أثناء استمرارهم في العمل أو العودة إلى منازلهم، وتقليل فرصة مواجهة بعضهم للبعض.

- تطوير قوائم المراجعة والإرشادات التي وضعتها مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها وتعديلها استجابة للتطورات الجديدة، وتعيين مسئول في مواقع العمل مهمته التأكد من تنفيذ واتباع البروتوكولات التي تهدف إلى حماية العمال من التعرض لفيروس كورونا .

- يعد أساس النجاح المالي للشركات هو التأكد من أن العمال يتمتعون بصحة جيدة ، وهذا يعني تعزيز سياسات تشجعهم علي عدم القدوم إلى العمل إذا كانوا على غير ما يرام : "ابق في المنزل عندما تكون مريضًا".  

- تسريع اعتماد التكنولوجيا الحديثة و التقنيات الجديدة ، ومنها نمذجة معلومات المباني والحوسبة السحابية وإنترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي وزيادة الاعتماد علي الآلات والأجهزة في مواقع العمل.

- اعتماد البرامج المتعلقة بتوفير الوقت والجهد ، وذلك لأن هذه البرامج تقلل الكلفة وتضبط الأداء وتختصر زمن تسليم المشروع، فضلاً عن ترشيد الإنفاق.

- ممارسة بعض الأعمال والاجتماعات مع المصممين والاستشاريين ومقاولي الباطن عن طريق تطبيق Zoom  هذا بالإضافة إلى الاجتماعات المقررة التي تعقد على مدار الأسبوع، وتدريب 

موظفي الشركات الذين ليسوا على دراية بأدوات Zoom ، حتي يشعر الجميع ، بما في ذلك العملاء والمصممين والمقاولين من الباطن أنهم أصبحوا أكثر راحة في ممارسة الأعمال بهذه الطريقة.

- تجهيز العمال بأجهزة استشعار تكتشف ما إذا كانوا لا يحتفظون بمسافة آمنة، ويمكن تحذيرهم على الفور باستخدام الإشارات السمعية والبصرية، من خلال البيانات التي تم جمعها بواسطة أجهزة الاستشعار القابلة للارتداد.

- توفير الشركات لتقنية الكشف عن درجة الحرارة المرتفعة لتحديد ما إذا كان أي عامل قد يعاني من الحمى دون الحاجة إلى الاتصال الجسدي ما يجعل فحص موقع العمل للكشف عن فيروس كورونا أكثر كفاءة.

- يجب أن تتضمن عقود البناء أحكامًا محددة للسلامة من فيروس كورونا ، مثل بروتوكولات السلامة الإلزامية بحيث يتم في العقود الجديدة إضافة بند جديد مرتبط بفيروس كورونا والتي بموجبها يشترط علي الجميع الالتزام بتدابير السلامة المتعلقة بالفيروس مع تمرير تلك الأحكام إلى المقاولين من الباطن.

- يجب علي شركات البناء التأكد من أن العقود الموقعة مع جهات الإسناد تتضمن  البنود التي تطبق أحكام القوة القاهرة والتي تهدف إلى توفير إعفاء للمقاولين من التزامات معينة أثناء الأحداث غير المتوقعة والمؤثرة، أو يجب حل هذه المشكلات بطريقة ودية بين المالكين والمقاولين، ولكن يمكن أن تؤدي بعض الحالات إلى التقاضي، لذا  لمنع التعارضات والمنازعات القانونية فإن أفضل حل هو تغطيتها بشكل صريح في العقود الجديدة بشروط القوة القاهرة مع تعريفات واسعة ، حتى لو لم يتم ذكر فيروس كورونا بالاسم عند كتابة العقد.

- علي شركات التشييد التأكد من توافر التغطية التامينية اللازمة في حالة توقف العمل بسبب الحرائق أو الأوبئة حتي لا تتعرض الشركات لأضرار مادية مباشرة عند انقطاع الأعمال بسبب بفيروس كورونا.

- حان الوقت لشركات التشييد لتبني سياسة العمل عن بُعد في أداء بعض المهام والأعمال التي لا تتطلب التواجد في مواقع العمل، حتى أثناء مرحلة البناء، حيث يعد العمل من المنزل أحد أكثر التدابير فعالية ضد فيروس كورونا ، لسبب بسيط هو أن العمال لا يتفاعلون شخصيًا، ويمكن تصميم مشاريع البناء من خلال تحديد أدوار كثيرة للعمل عن بعد.

- يجب أن يكون لدي الشركة خطة طوارئ تغطي جميع جوانب العمل في حالة حدوث تفشي كبير للفيروس وتوصيل تلك الخطة إلى أعلى وأسفل منظومة العمل، مع ضرورة اشراك الموظفين في وضع الخطة حتى إذا كانت هناك حاجة إلى تنفيذها ، لن تكون مفاجأة للموظفين،  ما يؤدي ذلك أيضًا إلى تسهيل تنفيذ الخطط.

- يجب علي مديري المشروعات الحد من عدد الأشخاص في مناطق معينة،  ويمكن أيضا تعديل جداول المشروع بحيث تعمل الأطقم في ساعات مختلفة، وإعادة جدولة الأنشطة أو تغيير تخطيطها ما يقلل من خطر انتقال فيروس كورونا بشكل أكبر.

- يمكن لشركات البناء أيضًا نشر طائرات مراقبة بدون طيار وكاميرات لمراقبة مواقع المشروع بأقل قدر من التفاعل، بدلاً من إجراء تفتيش مباشر، ويمكن لأجهزة الاستشعار التي تعمل بالأشعة تحت الحمراء أيضًا اكتشاف العمال المصابين بالحمى ، وفحص حالات الإصابة بشكل أكثر فعالية. 

وأخيرا يمكن القول أنه في ظل التحذيرات التي أطلقتها منظمة الصحة العالمية من أن فيروس كورونا قد يستمر لفترات طويلة، فإن الحل الأمثل للتعامل معه هو التكيف مع اتباع الإجراءات الاحترازية وتشديد إجراءات التباعد الاجتماعي؛ خاصة وأنه قد أصبح هناك وعيا كبيرا لدى كافة الناس بكيفية مواجهة الفيروس، كما أن الحكومات عملت فى الفترة الماضية على زيادة قدرات وكفاءة قطاعاتها الصحىة وكذلك ارتفاع درجة الاستعداد مع قرب التوصل إلى لقاح آمن، ما يدعونا جميعا للتفاؤل.


شارك هذا المقال :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

 
Support : Creating Website | Johny Template | Mas Template
copyright © 2011. سوداكون - All Rights Reserved
Template Created by Creating Website
Proudly powered by Blogger