الرئيسية » » قطاع الانشاءات و جائحة فيروس كرونا - حقائق و ارقام (5-6) بقلم: د. م. م. مالك دنقلا

قطاع الانشاءات و جائحة فيروس كرونا - حقائق و ارقام (5-6) بقلم: د. م. م. مالك دنقلا

Written By Amged Osman on الجمعة، يوليو 17، 2020 | 9:42 ص

بسم الله الرحمن الرحيم

قطاع الانشاءات و جائحة فيروس كرونا حقائق و ارقام (5-6)
دكتور مهندس مستشار مالك علي محمد دنقلا

في المقالات السابقة تناولنا مختلف التداعيات السلبية التي تسبب فيها فيروس كورونا علي صناعة التشييد و بالأخص ارقام عن نقص مساهمة القطاع في الناتج الإجمالي المحلي و فقدان العمالة لوظائفهم و ارتفاع معدلات البطالة وتراجع التمويلات و التوجيهات التي صدرت لأعمال التشييد في المستقبل القريب و العوامل المؤثرة التي يجب ان تتداركها شركات المقاولات خاصة بالنسبة للعقود، وفي هذا المقال سنتناول التوقعات السلبية والايجابية المحتملة على المدى المتوسط إلى البعيد لهذا القطاع في ظل وباء كورونا.
ورغم انه حتي الان لا نستطيع التنبؤ بدقة بالتأثيرات الكاملة لهذه الأزمة على الاقتصاد العالمى وتداعياتها على القطاعات المختلفة خاصة قطاع الانشاءات،نظرًا لحالة عدم اليقين غير المسبوقة، حيث لا يعلم احد حجم الفيروس و كم من الوقت سيستمر هذا الوباء في العالم ، وما مدي تأثيره الكامل. "، الا انه مما لا شك فيه أن يؤدي تفشي فيروس كرونا إلى عواقب سلبية وايجابية طويلة الأمد وقصيرة الأجل.
تشمل التوقعات السلبية إلغاء المشروعات، او تعطيل المشاريع بسبب انخفاض القدرة التشغيلية وتوقف معظم العمالة عن العمل ، او أن يكون الطلب أقل على المشاريع "غير الضرورية" مثل المكاتب واماكن الترفيه والمرافق الرياضية ؛ او بسبب عدم طرح طلبات التعاقد على مشروعات جديدة نظرا للانتعاش الاقتصادي البطيء للعديد من الصناعات، هذا اضافة الي ارتفاع تكلفة تنفيذ المشروعات القائمة بالفعل بسبب التكاليف الاضافية الناتجة عن اتخاذ إجراءات السلامة الوقائية.
و تشير التوقعات بناءً على بيانات مثل مؤشرات الثقة في الأعمال التجارية ومطالبات البطالة ، "قد تمثل شهرًا آخر من الخسارة الساحقة في العمالة الإنشائية. كما إن تأجيلات المشروع وإلغائه أصبحت شائعة الآن ، ما يعني فشل قطاع الإنشاءات في أن يكون الدرع الواقي الذي كان عليه عادةً خلال المراحل الأولى من الركود الاقتصادي."
على الجانب الإيجابي ، هنالك مشاريع جديدة سوف تنشأ استجابة للازمة ، مثل الرعاية الصحية والسكن وصناعة تكنولوجيا الاتصالات والانترنت، علاوة علي حدوث تحسن ملموس علي البيئة.، وتخفيضات كبيرة في أسعار بعض السلع مثل الوقود ؛ وانتعاش بطيء لأسعار السلع الأساسية.
وفي حين أن التوقعات تشير إلى أن الاقتصاد الأمريكي سيدخل قريبًا في مرحلة الركود ، إلا أن الإنشاءات غير السكنية عادة ما يتخلف ظهور تاثيراتها عن الاقتصاد الكلي لمدة تتراوح من 12 إلى 18 شهرًا ، حسبما يشير اليه كبير الاقتصاديين في اتحاد مقاولي البناء و التشييد الامريكي، وهذا يعني أن العديد من المقاولين يمكنهم توقع "ظروف أكثر صعوبة" العام المقبل "، ولكن علي حد قوله يمكن للشركات التي لديها حجم أعمال كافية أن تزدهر حتى في الأوقات الاقتصادية الصعبة، و بالتالي علينا ان نظل متفائلين وإيجابيين ، و لا يجب ان نعتقد ان آثار الجائحة ستكون مدمرة تماما كما يعتقد الكثيرون فالأمل بالله كبير ونحن مأمورون بالتفاؤل.
ووفقًا لتقارير دولية قدر اقتصاديون أن 30٪ من منتجات التشييد في الولايات المتحدة يتم استيرادها من الصين ، مما يجعلها أكبر مورد في البلاد، ورغم انه يبدو حدوث تحسن في الصين من الوباء ، الا انه لا يزال من المتوقع أن يؤثر انخفاض إنتاجها التصنيعي على حركة البناء في الولايات المتحدة.
و إشارت استطلاعات راي لممارسي الاعمال أن حوالي الثلث (34 ٪) من أصحاب صناعة البناء اشاروا الي تأثير ضئيل أو معدوم على أعمالهم وقت إجراء الاستطلاع، ولكن في الأشهر الثلاثة المقبلة ، يتوقع 13 ٪ فقط أن يظلوا بمناي عن الخسائر ، ونصفهم تقريبًا ( 48٪) يتوقعون تأثيرات مابين عالية الي عالية جدًا على أعمالهم بسبب تأثير تفشي.الفيروس
وعندما طلب منهم تقييم مخاوفهم بشأن المخاطر المختلفة التي يفرضها تفشي المرض ، قالت النسبة الاكبر (64٪) انهم يشعرون بقلق بالغ إزاء الركود المحتمل الناتج عن الاستجابة للفيروس، وأكثر من (50%) يشعرون بقلق بشأن انتقال عدوي الفيروس.
ومن المثير للاهتمام ، أنه لم يكن هناك فرق كبير بين المخاوف بشأن انتقال العدوى بالنسبة للعمال في المكاتب الادارية (55٪) ونفس المخاوف بشأن انتقال المرض في الموقع (51٪).
ويعتقد عدد قليل جدًا من المقاولين أن شركاتهم مؤمنة بما يكفي لمساعدتهم على التخفيف من آثار تفشي المرض على مشاريعهم أو أعمالهم، حيث يعتقد خمسة في المائة فقط أن مشاريعهم لديها تغطية تأمينية لهذا النوع من الأحداث ، ويعتقد سبعة في المائة فقط أن أعمالهم لديها أكثر من ذلك بكثير، و (40٪ و 38٪ على التوالي) ذكروا أنهم غير مشمولين بهذا النوع من الأحداث ، وأعلى نسبة (55٪) لا يستطيعون التوقع، الأمر الذي يزيد من عدم اليقين الذي يواجهونه حتى بعد أن يبدأ الاقتصاد في الانفتاح ، مع تخفيف الاجراءات الاحترازية ورفع الحظر.
فيما يتعلق بالتأثيرات على مشاريع شركات الانشاءات ، تنقسم نسبة التوقعات ، حيث يتوقع نصف المقاولين تقريبًا (خاصة اصحاب الشركات الصغيرة) إغلاق مواقع العمل لفترة طويلة من الزمن، و من بين أولئك الذين يتوقعون عمليات إغلاق ممتدة ، يعتقد 51 ٪ أن شركاتهم تواجه مخاوف جدية بشأن جدوى أعمالهم إذا استمرت عمليات الإغلاق لمدة ثلاثة أشهر ، وحوالي واحد من كل خمسة (18 ٪) سيجد صعوبة في استمرار الشركة نفسها، ويعتقد ما يقرب من ثلث (32 ٪) أن أعمالهم معرضة للخطر إذا امتدت عمليات الإغلاق لمدة تصل إلى ثلاثة أشهر.
وفي المقال القادم والاخير سنتحدث عن ما الذي يجب علينا اتخاذه كأرباب قطاع الانشاءات لتخفيف آثار أزمة فيروس كورونا وكيفية التعامل معها للخروج بأقل الخسائر.


شارك هذا المقال :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

 
Support : Creating Website | Johny Template | Mas Template
copyright © 2011. سوداكون - All Rights Reserved
Template Created by Creating Website
Proudly powered by Blogger