الرئيسية » » الم.. طار - د. ناهد قرناص

الم.. طار - د. ناهد قرناص

Written By Amged Osman on الاثنين، ديسمبر 18، 2017 | 10:19 ص

صباحكم خير - د ناهد قرناص

الم.. طار

قيل إن كلمة (المطار) هي أكثر كلمة مريحة للقلب.. فلو قسمتها الى جزءين ستكون (الم.. طار).. يعني أن الألم قد ركب جناحين وطار.. وأنك يا صديقي ستلاقي كل السعادة والهناء ما أن تغادر سماء هذه البلاد.. لكن التقسيمة غير صادقة.. يعلم الله أن الألم ما طاير بل (راااكي).. في مطارنا الدولي.. أدام الله عزه.

الحقيقة إني كنت أكتم وجعاً قد برى جسدي من مآسي المطار وأردد لنفسي كل مرة (فصبر جميل ).. لكن الأقدار وحدها هي التي جعلتني أتابع حلقة (حال البلد) للإعلامي القدير الطاهر حسن التوم.. تلك التي استضاف فيها إدارة مطار الخرطوم.. والشهادة لله أن الرجل كان هادئاً طوال الوقت.. ولم تستفزه كل تعليقات المسافرين.. ونحمد الله انه لم يتهم جهة خارجية بتشويه صورة المطار.. فالحال يغني عن السؤال.. والوجع راااقد.

لو ساقتك الأقدار لوداع أحدهم للمطار وكان الوقت نهاراً.. يستحسن أن تأخذ معك مظلة ومقعد متحرك.. فليس هناك ما يقيك حر الشمس غير مظلات قليلة تكون قد امتلات عن آخرها ومقاعد صغيرة.. افترض صانعوها أن المودوعين مجموعة من أبطال سبيس تون..والغريب أن المساحة كبيرة وواسعة وكان من الممكن أن يتم تظليلها بالكامل وفتح العطاء للاستثمار في فتح مقاهي ومطاعم وجبات خفيفة.. (ما عارفة دي فاتت كيف على جماعة الحتات كلها باعوها).

تحدث أحد المسافرين عن المعاناة في إيجاد العربات الصغيرة التي يتم بها نقل الأمتعة.. وبشرنا السيد مدير المطار بأنه قد تم الاتفاق على استيراد عربات جديدة.. فرددنا جميعاً (مين يعيش!!).. هل المشكلة هي أن العربات قديمة؟ أم أن سوء الإدارة سيمتد لتلك العربات الحديثة أيضاً؟.. .العربات يجب أن تتم نظافتها يومياً.. وصيانتها دورياً ويجب ترتيب جمعها وتنظيمها من قبل العمال المنوط بهم فعل ذلك.. فمن غير الممكن أن يصل المسافرون.. ولا يجد أحدهم عربة ليستخدمها.. ولو سأل أي موظف سيهز كتفيه قائلاً.. دي ما شغلتي.

قال السيد المدير.. عندما سئل عن نظافة الحمامات.. أن ثقافة النظافة ضعيفة عند العامل السوداني!!.. فما عرفت أضحك ولا أبكي.. طيب يا سعادتك.. مش في حاجة إسمها تدريب؟؟ تحفيز؟؟ ترغيب؟؟ ترهيب؟؟.. أنا متأكدة.. أن السادة القائمون على أمر المطار.. قد سافروا الى عدة مطارات للوقوف على التجارب المماثلة.. (طبعاً دي الفرمالة التي تتخذ سبباً لتعدد السفر لجهات مختلفة بذات الهدف).. يسافرون ويعودون.. ولا يفكر أحدهم في نقل التجربة.. المهم حتى لا نكثر الكلام نقولها من الآخر.. الحمامات (لا مؤاخذة) تنظف في كل مطارات العالم على مدار الساعة.. .ليلاً أو نهاراً.. ستجد عمالاً ينظفون الحمامات.. مما يعني أن هناك مراقبة لصيقة ومتابعة دؤوبة.. ولا يكتفي المدير هناك بالقاء الأمر على شماعة ثقافة الشعوب.

آخر نقطة.. وليست الأخيرة.. فلن تكفينا المجلدات في حكايا المطارات.. لكن إحدى البشريات كانت أن (المطار الجديد).. قد تم تسويره.. إيه الهناء دا.. يعني الموضوع قرب.. باقي فقط المباني.. والمدرجات.. وصالات المغادرة والقدوم.. وأماكن الانتظار.. ومكاتب الشحن.. وكالات السفر.. والطيارات... أبشرن يا بنات.. كل الميزانيات والاجتماعات.. واللجان.. لم تضيع هدراً.. ووقتنا لم يذهب سدى.. فقد تم تسوير المطار.. لا أدرى لماذا خطرت ببالي المدينة الرياضية؟؟... يا ربي ليه؟؟

أستاذي الطاهر حسن التوم.. نشكر لك تلك الهمة العالية.. وذلك الذكاء الناضج الذي تشرحون به مشاكل البلد.. لكن رجاء.. عند بث حلقات مثل التي أشرنا لها في هذا المقال.. الرجاء تنبيهنا مسبقاً.. (يمنع مشاهدة البرنامج لمرضى السكري والضغط.. وأصحاب المزاج الحاد).. ذلك إنني ما فتئت أنادي إبني (جيب حبوب الضغط ياااا ولد).

الجريدة
شارك هذا المقال :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

 
Support : Creating Website | Johny Template | Mas Template
copyright © 2011. سوداكون - All Rights Reserved
Template Created by Creating Website
Proudly powered by Blogger