#ونسة
= الفيهو عمار يخش معمار! =
طيّب بمناسبة "الناس تخت جزمها وين" [1] ممكن نخش على معمار؛
بس قبل ما نرتقي لي معمار خلّينا سريع كدا نكمّل ونسة هندسة..
* * * * *
-- ماهية الهندسة ٢ --
بعد اتكلّمنا عن الاقتصاد، بعد كدا ممكن نكمّل تعريف الهندسة:
"تسخير الموارد (والمعارف) لتحقيق المنافع وحلّ المشاكل، بأقلّ الخسائر"
فالهندسة لا معنى لها بدون اقتصاد؛ لو التكلفة ح تكون أكبر من المنفعة يبقى ماف فايدة!
زي ما قلنا، الناس عقلانيين، فما ح يتكبّدوا خساير أكبر من منفعتهم.
التكلفة تقل عن المنفعة دي درجة المرور للمهندس؛
كلّما التكلفة قلّت و\أو المنفعة زادت المهندس قيمته بتزيد؛
ح نرجع للنقطة دي في الاقتصاد يوما ما إن شاء الله.
-----
الحاجة المهمّة إنّه المهندس بيحقّق، realizes، المنفعة،
وليس هو من يحدّد المنفعة؛
كذلك: هو بيحل المشاكل البيتجيو، والبتقابله، لكن ما بيخلق المشاكل
(يمكن كلمة "مشاكل" خالقة لبس: المقصود problems وليس troubles)
فالمهندس بيقاولوه شان يحل مشكلة،
وبيستخدم الموارد المتاحة: معرفته (من الكليّة) وخبرته وعلاقاته (للحصول على المعلومات مثلا) وكدا دي بيجيبها من عنده؛
وبعد كدا بيدّوه رصيد، budget، محدّد من الزمن والمواد والقروش والخ يتحرّك فيو.
طيّب البيحدّد المنفعة منو 😳
زي ما قلنا قبل كدا، في ناس أخطر من المهندسين؛ هم البيدّوهم الشغل، منّهم المعماريين موضوع ونستنا الليلة.
* * * * *
-- مشكلة الهندسة --
وقفت ذات مرّة، أيّام الكلّية، أمام أحد البوردات،
أطالع مقال ديني مكتوب في شكل حوار؛
فسأل: "ماذا نفعل والكثير من المراحيض في الكليّة مقبّلة على القبلة؟"
وأجاب من حديث أبي أيّوب، ما معناه: "لمن مشينا الشام لقينا المراحيض تجاه القبلة، فبقينا نتضاير ونستغفر"؛
لم تهمّني الإجابة بقدر ما همّني سؤال: ليه الحمّامات في الكليّة مقبّلة غلط؟
بتاعة الشام دا اتبنت قبل التاريخ، لكن هنا ليه؟!
نفس الحكاية: ليه كلّ المساجد فيها إشكاليّة المصلّين ينتظروا المتأخّرين بعد الصلاة؟
منبع المشكلة، في الحالتين، إنّها أوكلت من المالك للمهندس: دار نبني حمّامات، وللا دار نبني جامع.
المهندس ح يحل مشاكل متعلّقة بي توصيلات الموية والتصريف، هيكل المبنى، الخ.
لمن كمان مهندس زيي يفكّر اكتر، ويقدّم #اقتراح يحل مشكلة الدخول والخروج في المسجد [2]، بيقدّم حل للمشكلة، لكن الحل ممكن يخلق مشكلة زي بتاعة "تخت جزمتك وين"؛
بعدين لمن يبقى النقاش بين مهندسين، زي النقاش الدار في موضوع المسجد (أغلب الناس العلّقوا مهندسين)، فبيواصلوا شغل رقّيع ومباصرة؛
أو زي ما بيقولوا fire-fighting:
سلسلة بتاعت مشاكل، حلول، مشاكل جديدة، حلول؛ لحدّي ما المشاكل تخلص؛ بس ممكن الحل النهائي يكون غير مجدي اقتصاديّا؛
ومع هذا فدي ما مشكلة المهندسين، مشكلتك إنتا المشيت لي مهندسين.
* * * * *
-- وما أدراك ما معمار؟ --
أحد الأصدقاء، ما استأذنته شان أسمّيو، كان كتير لمن يزور بيتنا، أبو 384 متر، بتحسّر على بيتهم، أبو 750 متر، اللي رسموا خرطته أبوه وعمّه؛
أبدع المعماري احمد البشير، عليه رحمة الله، في خريطة منزلنا؛ في ال384 متر دي طلّع حديقة، حمّام سباحة (ما اتعمل طبعا 😂)، ..
إلّا تشوفوا البيت غايتو.
المعماري ما بيبني منزل، house، زي ما كتير من الناس بيفتكروا، وإنّما بيعمل بيت، home، للأسرة المعنيّة.
ما بيبني مسجد، بل بيخطّط جامع،
ما ببني قاعات، بل بيخطّط كليّة.
--- الفرق شنو؟
الفرق إنّه:
- لمن يخطط بيت، بيسأل عن ثقافة الأسرة، هل يعمل بيت نسوان وللا لا، الحمامات تقبّل على وين، الخ. بيسأل البيت دا قاعد وين، الشمس بتجي من وين، الهواء بيجي من وين (الحاجات دي كلّها اتأخدت في الاعتبار في بيتنا)
- لمن يخطّط جامع بيدرس الـ function بتاع الجامع؛ بيتجنّب يخت أعمدة شان الناس تشوف الإمام، بيكون فاهم حتّى صلاة المسبوق دي ويلقى ليها حل، بيفهم ثقافة المنطقة، وهل في سرقة جزم وللا لأ؛ وهكذا.
باختصار، المعماري بيخطّط حياة، بيقدّم حلول متكاملة، لا تترك وراءها أسئلة؛
وطبعا بعد كدا المعماري بيقاول مهندسين ينفّذوا الحلول دي بأقلّ تكلفة.
(ما محتاجين نقول إنّه التكلفة بتكون نصب عين المعماري طول الوكت)
حياة ما بالضرورة حياة ناس، وإنّما المقصود بيئة فيها تفاعل، interaction.
مثلا لمن نقول Solution Architect؛ فهو بيقدّم تخطيط متكامل، وليس حلّا مفردا لمشكلة معزولة.
* * * * *
-- منتجكم سمح، بس نحنا ما دايرينّو! --
قبيل قلنا المهندسين ما بيحدّدوا المنفعة؛ لكن مرّات بتحصل: بيلمح منفعة ويبتكر منتج جديد؛
مثلا هوندا كانت بتصنع محرّكات لي تويوتا، وبعد كدا فكّروا إنّهم ممكن يركّبوا المحرّك دا للعجلة 🚲؛ فكان الموتر 🏍!
بس مشكلة منتجات المهندسين إنّها بتعاين للمنتج أكتر من احتياج المستخدم؛ يعني بيركّزوا على الحاجة البيقدروا يعملوها أكتر من الحاجة الإنتا دايرها.
لو داير تشوف الفرق بين العقليّة المعماريّة، والعقليّة الهندسيّة،
عاين لي أبل مقابل سامسونغ؛
أخد مثلا الـ touch ID، منسابة جدّا، لأنّها ما كلّفتك أيّ حاجة زيادة: نفس الكنتا بتعملوا من أوّل آيفون.
سامسونغ، في المقابل، فكّرت تستخدم بصمة العين، وما قصّروا في المعرفة العلميّة، كتّر خيرهم ثقّفونا إنّه بصمة العين أدقّ بين مليون مرّة من بصمة الأصبع؛
بس في مشكلة بسيطة، زي تخت جزمك وين، إنّك إلّا تعاين للتلفون، ويعاين ليك، حتّى يشتغل!
أمّا البيعرفوا يميّزوا بين الـ product oriented والـ user oriented فديل ناس برضو أخطر من المهندسين، وربّما من المعماريين؛ ألا وهم ناس البزنس؛ وما أدراك ما البزنس.
* * * * *
نختم ونستنا دي بي أبيات شعر من أيّامنا [3]، أيّام معمار كانت قسم في هندسة:
يا الزاهية ف نضارا ××× زي نور المنارة ××× لابسالا نضّارة ××× رايقة وقلبي دارا ××× موقدة ف قلبي نارا ××× وما بتطفيها إلّا × أزور قسم العمارة!
وييييين سميري!
___________________
إبراء ذمّة Disclaimer
- الكلام الفوق دا ونسة سااااي ما فيو أيّ معلومة موثّقة، فلا يصلح لأغراض الاستدلال والغلاط
- نعتذر بشدّة لحبايبنا في معمار، عن التقديم لي مجالهم بالجزم والحمّامات؛
ونيابة عن المهندسين بنقول ليهم إنتو ناسنا وتاج راسنا.
_________
تحرير:
لو دار تشوف عقليّة ناس معمار لاحظ تعليقهم في الاقتراح بتاع أبواب الجامع [4]:
"ممكن كل زول منكم في تعليقي دا يحكي لي تقريبا هو بعمل شنو من يقرب من المسجد لحدي ما يطلع؟؟"
جدير بالملاحظة إنّها كتبت تعليقها قبل ما أنشر البوست دا، وأنا كتبت البوست دا قبل ما أشوف تعليقها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق