الرئيسية » » كبري سنار.. تجسيد الحلم واقعاً

كبري سنار.. تجسيد الحلم واقعاً

Written By sudaconTube on الجمعة، ديسمبر 12، 2014 | 10:01 ص

اليوم التالي

عندما انهزم ملوك مملكة (الفُنج) أو مملكة سنار كما يحلو للسنانير تسميتها، على يد جيوش (محمد على باشا) في نهاية القرن قبل الماضي، ركب البعض منهم النيل الأزرق واتجهوا نحو الخرطوم التي لم تكن في ذلك الوقت ذات شأن، ولكن موقعها بالقرب من مملكة سوبا آخر معاقل حلفاء (الفُنج) جعلها قبلة للذين نجو من مذابح الأتراك حينها. دراسات شحيحة أشارت إلى عدم اتجاه الفارين من تلك المذابح إلى الممالك التي كانت قائمة حينها في غرب السودان رغم ما بينها وبين مملكة سنار من تحالفات، لصعوبة الطرق ووعورتها في ذلك الوقت. ولهذا كانت وسيلتهم الوحيدة للنجاة هي مرافقتهم للنيل الأزرق في جريانه نحو الشمال!!

# تجسيد الحلم
منذ ما يزيد على المائة عام، ظل أحفاد رعايا وملوك المملكة السنارية يحملون على عاتقهم حلم أجدادهم بقيام معبر يربط ما بين شرق وغرب ضفتي النيل الأزرق لفك الصائقة المرورية على كبري خزان سنار الذي لا يسمح بالسير عليه إلا بميقات معلوم ومحدد مسبقاً. على كثرة المحاولات والجهود التي بذلت لقيام ذلك المعبر - الكبري- لم ير الحلم النور إلا قبل أعوام قليلة عندما تضافرت جهود عظيمة، ولائية قادتها ولاية سنار واتحادية عبر المركز، فتكللت بقرض مالي من دولة الصين في حدود (66) مليون دولار خصص لقيام أول كبري بالولاية تنطبق عليه كل المواصفات العالمية الخاصة بإنشاء الكباري. وأُوكل أمر التنفيذ لإحدى الشركات الأجنبية التي نفذته بذات المواصفات المتفق عليها على مساحة تقدر (310) أمتار، وهذا ما يجعله يكاد أن يكون أطول كبري تم إنشاؤه في السودان.

# تغير نمط الحياة
ليس من الحكمة شيء، محاولة عرض معاناة سكان الولاية بأكملها قبل إنشاء الكبري المعني وخاصة سكان محليتي سنار وشرق سنار الذين تتقطع بهم سبل الحركة والتواصل في موسم الخريف، حيث يصبح من المستحيل وصولهم لمدن الولاية، وكذلك يعاني المزارعون أثناء نقلهم محاصيلهم من أماكن الإنتاج في شرق الولاية إلى مدنها الرئيسية، فيلجأ المزارعون والمواطنون على حدٍّ سواء إلى أسواق الولايات الأخرى كولايتي القضارف والخرطوم. ورغم بعد موقع هاتين الولايتين لكن بسبب استحالة الوصول إلى الضفة الغربية للنيل، يفضلون قطع المسافات البعيدة للتسوق في أماكن أخرى تجنباً لمخاطر وصعوبة عبور النيل الأزرق. والمعاناة التي ظل المواطن يواجهها منذ قرون مضت، بدأت نهايتها تلوح في الأفق القريب بعد اكتمال الكبري وربطه بأهم طريقين قوميين هما طريقا الخرطوم، الدمازين وطريق الخرطوم، القضار، كسلا، خاصة وأن الأخير هو طريق قاري يربط بين دولتي السودان وإثيوبيا.

# بوادر تشكل المجتمع الصناعي
لو لم يكن قيام كبري يربط بين شرق وغرب ولاية سنار حدثاً مهماً في حياة السكان بالمنطقة، فأين تكمن الأهمية؟

هكذا تساءل (مبارك عبد القادر) المستشار الصحفي للمهندس (أحمد عباس) والي الولاية. وأضاف (مبارك) شارحاً المعاناة الحقيقية لمواطني محلية شرق سنار، بقوله: كانت أكثر من محلية تقع شرق النيل الأزرق تتعرض لعزلة شبه تامة خلال فصل الخريف وتمتد حتى نهاية شهر أكتوبر، وخلال هذه الفترة لم يكن أمام سكان الولاية بدٌّ غير الاتجاه شرقاً نحو ولاية القضارف أو شمالاً إلى الخرطوم لقضاء حوائجهم في أسواقها أو مستشفياتها، وحتى الذين يتكبدون المشاق إلى الوصول لمدينة سنجة أو سنار ليس أمامهم غير البنطون أو المراكب الأخرى، وهذه بدورها تشكل معاناة حقيقية للناس. بدوره أشار الأستاذ (محمد علي مساعد) معتمد محلية شرق سنار للدور المهم الذي سوف يلعبه الكبري المزمع افتتاحه بنهاية الشهر الجاري على يد رئيس الجمهورية، مؤكدا أن محليته كانت في السابق عبارة عن محلية رعوية زراعية، ولكن بعد افتتاح الكبري هنالك دراسات مكتملة لقيام مصنع للزيوت وآخر للصابون والأعلاف بجانب مصنع للحديد. وبإنشاء أي من هذه المصانع سوف تصبح المحلية من المحليات الصناعية، لتوفر رأس المال والمواد الخام بها، وهذا يجعل إنشاء المصانع بها وارداً ومجزياً للغاية.

# حلقة وصل بين الولايات
ليس قيام المصانع هو كل ما ينتظره مواطنو ولاية سنار من افتتاح الكبري، وإنما ينظرون له - بحسب (محمد علي مساعد) - بأنه سيكون الخطوة الأولى نحو إنشاء الطرق المسفلتة وربطها به، خاصة وأن الكبري المعني يعد حلقة وصل بين معظم الطرق القومية، فمنه يتفرع طريق يمتد حتى ود مدني والأبيض، بجانب آخر يربطه بطريق الدمازين وثالث من الناحية الشرق يمتد حتى طريق القضارف وكسلا وبور تسودان. ولهذا يرى (مساعد) أن ولاية سنار بعد افتتاح الكبرى ستتحول إلى معبر مهم لكل ولاية السودان مما ينعكس عليها اقتصادياً وثقافياً.
شارك هذا المقال :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

 
Support : Creating Website | Johny Template | Mas Template
copyright © 2011. سوداكون - All Rights Reserved
Template Created by Creating Website
Proudly powered by Blogger