الرئيسية » » جامعة النيلين تئن من وطأة النفايات والعشوائيات ... تحقيق عباس عزت

جامعة النيلين تئن من وطأة النفايات والعشوائيات ... تحقيق عباس عزت

Written By sudaconTube on الخميس، نوفمبر 13، 2014 | 5:21 م

عباس عزت

أثناء تجوالي بشارع الزبير باشا جنوب جامعة النيلين لفت نظري مشهد مريع يستحق الوقوف، إذ بدا الشارع أشبه بسوق (أم دفسو)، يعج بالطلاب، وبائعات الطعام، وسط غابة من الرواكيب العشوائية، وأكوام من النفايات.

التقيت بعدد من منسوبي جامعة النيلين في شارع الزبير باشا أكدوا لي معاناتهم من هذا الوضع المذري، في الشارع الجنوبي الذي يحوي المداخل الرئيسة لكلية القانون، ومطبعة الجامعة، ومسرح النيلين، وعمادة المكتبات، وأمانة الشؤون العلمية، مطالبين بعكس التردي البيئي المريع الذي يجتاح الشارع، بعد أن بحت أصواتهم في مطالبة جهات الاختصاص بالتدخل اليومي لرفع القمامة، التي شوهت المداخل الرئيسة لجامعة النيلين، التي تعد الأكبر من حيث عدد المنسوبين، وأكد المشتكون في افاداتهم أن تراكم النفايات والأوساخ المبعثرة هنا وهناك أصبح يشكل قلقاً لانبعاث الروائح الكريهة، وأنه رغم النداءات الموجهة إلى السلطات، إلا أنه لا حياة لمن تنادي، مطالبين والي الخرطوم بالتدخل قصد تمكينهم من استرجاع الوجه الجمالي المألوف لجامعتهم العريقة، التي تفتقر إلى الوجه الحضاري من الناحية الجنوبية..

ما أن تطأ قدماك الشارع المعني، حتى ترى آثار التلوث بشكل واضح في جنبات ذلك الشارع، الذي تنتشر فيه رواكيب بائعات المأكولات الشعبية، اللائي يساهمن بقدر كبير في المزيد من التلوث، الذي يجتاح الشارع، سواء بإلقاء بقايا الطعام، أو دلق مياه غسيل أواني الطبخ على قارعة الطريق.


فالشارع الجنوبي لجامعة النيلين بات يعيش حالة من الفوضى والإهمال، وغياب خدمات النظافة، وتغطت جنباته بأكوام من النفايات، وبقايا الأطعمة، التي يقوم برميها أصحاب المحلات، ما أدى إلى تراكم تلك المخلفات في الشارع والأرض الخالية، التي تقع في الاتجاه الجنوبي للجامعة.

ويقول عامل في إحدى الكافتريات التي تتبع إلى اتحاد طلاب جامعة النيلين- فضل حجب اسمه: (ذلك المشهد اعتدنا على رؤيته بشكل يومي، وهناك تذمر واضح من هذه المشكلة التي لا يوجد لها أي حل حتى الآن)، عازياً ذلك إلى قلة عدد عمال النظافة، وعدم اكتراث المحلية بمعاناة المواطنين، ومتابعتها لما يجري من مشاكل يومية بشكل فعلي، ويضيف قائلاً: إنّ السطات تصم آذانها عن معاناة المواطنين، فيما يتعلق بالنظافة، وإصحاح البيئة، والقمامة المزدادة، ولكنها لا تتنازل عن الجبايات التي تفرضها على أصحاب الكافتيريات والطبالي المنتشرة خارج أسوار الجامعة دون تقديم أية خدمات مقابل تلك الجبايات الباهظة، مؤكداً أنّ عدد عمال النظافة في الشارع ضئيل جدًا، ولا يتناسب مطلقاً مع حجم سوق الرواكيب العشوائي، والقمامة التي تخرج منه، وأن الجهات المختصة لا تقوم بدورها على الوجه الأكمل؛ لتحسين الحياة في الأسواق، والتخفيف من معاناة المواطنين. 



ونصح صاحب إحدى الكافتيريات - فضل حجب اسمه- أيضاً جهات الاختصاص بإزالة الرواكيب العشوائية التي ظهرت كالنبت الشيطاني فجأة!، لكنه استدرك: نحن لسنا مع قطع أرزاق هؤلاء النسوة، ولكن نطالب بتقنين عملهن بطريقة نظامية، أو تقوم الجامعة بالتنازل عن قيمة الإيجارات العالية التي ندفعها لاتحاد طلاب جامعة النيلين مقابل تشغيل هذه المحلات المنتشرة داخل وخارج أسوار الجامعة، وهناك العشرات من المحلات، وبالرغم من ذلك انتشرت الرواكيب التي تبيع نفس المأكولات التي نعمل فيها وبأسعار أقل لأن صاحباتها لا يدفعن إيجارات ورسوم محلية كما نفعل نحن، وليس هذا من العدل، وانهى حديثه الغاضب مطالباً اتحاد طلاب جامعة النيلين تخصيص أماكن لبيع الوجبات المدعومة للطلاب في ظل هذه الظروف المعيشية الصعبة التي لا يستطيع فيها الآباء القيام بواجبهم كاملاً تجاه أبنائهم، خاصة أن جامعة النيلين من أكبر الجامعات من حيث عدد الطلاب، وتابع: نوجه هذا الأمر إلى البروفيسور أحمد الطيب الذي عرف عنه اهتمامه بالجوانب الإنسانية.



ويقول أستاذ جامعي: بائع الأطعمة في الشارع قد يكون له موقع ثابت للبيع، ويقدم خدمة غذائية قليلة التكاليف، مطلوبة من قطاع عريض من الجمهور، لا سيما محدودي الدخل، وطلاب الجامعات، والعمال، والموظفين، وغيرهم، ولكن بائعي الطعام في هذا الشارع يفوق عددهم العشرات، وهم خليط من النساء والأطفال، الذين يقومون ببيع الأطعمة والمشروبات، وأغلبهم (أميون)، ومشكلة هؤلاء الباعة الجائلين قلة الوعي الصحي الخاص بالنظافة والتغذية والصحة العامة، وعدم توفر الرعاية الصحية المتكاملة للبائع، وعدم وجود رقابة صحية على الأطعمة والمشروبات، التي يبيعونها، بالإضافة إلى تعرض تلك الأطعمة والمشروبات إلى البكتيريا، والغبار المتصاعد من أكوام النفايات المتعفنة التي تغطي الشارع تماماً، والتي تنقل العديد من الأمراض وتسبب التسمم الغذائي.

ويرى أن تقوم ولاية الخرطوم بتصميم أنموذج لعربة صحية لبائعي أطعمة الشارع، وتوزيعها عليهم، بشروط ميسرة، مع رفع كفاءة هؤلاء الباعة، وتقديم دورات ثقافية وصحية لهم من الكشف عليهم، وعلى أسرهم كل فترة (ثلاثة شهور مثلاً)، مع أخذ عينات من مبيعاتهم وتحليلها في معامل وزارة الصحة؛ للتأكد من سلامتها، وخلوها من الأمراض.

ويضيف: أن طريقة عرض تلك المأكولات والمشروبات والسندوتشات تحت أشعة الشمس الحارقة كافية لفسادها ونمو أنواع شتى من البكتيريا والفطريات والفيروسات عليها، مذكراً أن انتشار الأغذية الفاسدة في الأسواق والشوارع، أدي إلى ارتفاع حالات التسمم بين المواطنين في ظل انتشار الأغذية واللحوم الفاسدة وبيعها للمواطنين ممّا يؤدي إلى إصابة العديد منهم بحالات تسمم كبيرة..

وتؤكد أستاذة في أحدى الكليات: أن جامعة النيلين هي امتداد لجامعة القاهرة فرع الخرطوم التي أنشأها المصريون في مطلع خمسينيات القرن الماضي وكانت كلياتها محدودة لا تتجاوز أربع الكليات وكذلك عدد طلابها، وبعد سودتنها عام1993م، وبدا عدد كلياتها يزداد إلى أن وصل في عام 2014م إلى (21) كلية، وأصبح عدد طلابها في كافة المستويات الدراسية أكثر من 7 آلاف طالب وطالبة، وهذا يتطلب مضاعفة الخدمات التي تقدم للطالب، والتي يتركز معظمها في ساحات النشاط الطلابي للكليات العريقة (التجارة - القانون)، أما الناحية الجنوبية لمجمع إدارات الجامعة فممتلئة بالمكتبات التي لا غنى للطلاب عنها، معظمها يتبع إلى إدارة الاستثمار بالجامعة، وبقيتها يتبع إلى محلية الخرطوم، كما نلحظ انتشار بائعات الأطعمة في الساحة الجنوبية التي تتبع إلى وزارة الداخلية، والتي كانت سكناً لأفراد الشرطة وأسرهم (قشلاق)، وبعد أن تمت إزالته قبل سنوات لم توظف الساحة لأي غرض من الأغراض بطريقة منتظمة، ولم تتبع إلى الجامعة بطريقة رسمية، وبلا شك أن الجامعة متضررة من جراء هذاء المنظر غير الحضاري، وفي كل مرة تتم إزالة تلك الرواكيب بواسطة إدارة المخالفات والنظام العام بالمحلية، ولكنها سرعان ما تعود من جديد بشكل أكثر قبحاً، خاصة أن الناحية الجنوبية لمجمع إدارات الجامعة فيها مسرح الجامعة، الذي تنفذ فية أنشطة الجامعة الثقافية المختلفة، ومنظر الرواكيب، والتجمعات مع عاملات الشاي، يشكل عائقاً كبيراً، يحول دون توظيف المسرح بالشكل المطلوب، علاوة على ذلك- وبحسب علمي- فإن هنالك مساعي من إدارة الجامعة مع ولاية الخرطوم لسفلتة الشارع الجنوبي المسمى (شارع الزبير باشا)، وقد تمت الموافقة على ذلك من لجنة مشتركة بين ولاية الخرطوم والجامعة، ومعتمد الخرطوم عمر نمر الذي أولى هذا الأمر عناية فائقة، لكنه لم يبدأ خطوة عملية على الطبيعة- لعل المانع خير؟ لا نوجه له نقداً بل نلفت نظرة إلى ضرورة الاهتمام بهذه المنطقة؛ حتى نتفادى أي سلوك غير لائق خاصة أن تجمعات الطلاب في بعض الأحيان قد تكون سبباً في انشار عدد الظواهر السالبة، ونحن نلفت النظر إلى هذا الموقع، نؤكد أننا نقدر الظروف الاقتصادية التي يعيشها المجتمع، وأن بائعات الشاي لديهنّ أسر في انتظارهم، فقطعا حديثنا ليس لقطع رزقهنّ وإنما بغرض تنظيم عملهنّ، وفقا للضوابط الإدارية والصحية.

إذن ملاحظتي تتلخص في تقدير كبير لمجهودات الإدارات المختلفة لمحلية الخرطوم، ولكن الأمر يحتاج إلى تدخل من جهات أعلى، ونأمل أن تعلن الإدارة العامة للشرطة أيلولة هذا الموقع إلى الجامعة أو الموافقة على استغلاله ملاعب (خماسيات) للطلاب، وأن تكون الكافتيريات منظمة وصحية تناسب حرم جامعة ضخمة وعريقة كجامعة النيلين الرائدة أبداً.

وتعد مشكلة النفايات من أبرز المشاكل التي تؤرق حياة سكان ولاية الخرطوم بأكملها؛ حيث تحولت إلى أزمة معقدة، بعد أن عجزت الولاية بأجهزتها المسؤولة عن إيجاد مخرج للتخلص من تلال القمامة، التي غطت شوارع وميادين العديد من أحياء العاصمة، وعلى الرغم من الوعود التي يطلقها والي الخرطوم منذ زمن طويل بجعلها واحدة من أنظف العواصم، ما زالت أكوام القمامة كما هي في الشوارع، وأصبحت مرتعاً للعديد من الأمراض والأوبئة والكلاب الضالة والحشرات والناموس، في حين اختفت معظم صناديق القمامة، بينما اتجه معظم عمال النظافة التابعين إلى شركات النظافة إلى احتراف مهنة نبش القمامة؛ نتيجة لأوضاعهم المالية المتردية، فضلاً عن الوجه القبيح الذي تمثله في الشارع.

قوة القلم (وذلك أضعف الايمان):
فى استجابة سريعة للمقال حول تدهور البيئة بشارع الزبير باشا الواقع جنوب جامعة النيلين تفقد اللواء عمر نمر معتمد محلية الخرطوم وعدد من قيادات شرطة ولاية الخرطوم، الشارع المعنى والارض الفضاء الواقعة جنوب الجامعة والتى تتبع للشرطة, واصدر تعليماته بازالة المخالفات التى تشوه المنطقة فورا وتحويل الساحة الى حدائق ومواقف سيارات وكافتيريات حديثة لخدمة منسوبى جامعة النيلين بأسعار مخفضة وسفلتة شارع الزبير باشا ورصف جنباته بالانترلوك وانارته وجعله بصورة تليق بجامعة النيلين العريقة وقال نمر فى تصريح للصحيفة ان هذا العمل يعتبر هدية بسيطة لاساتذة الجامعة الاجلاء وابناءنا الطلاب، حيث لم تصل يد التطوير لهذا الشارع التاريخى منذ عشرات السنين .. وبالفعل قد بدأت الآليات فورا فى ازالة المخالفات واكوام النفايات المكدسة بالشارع.




شارك هذا المقال :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

 
Support : Creating Website | Johny Template | Mas Template
copyright © 2011. سوداكون - All Rights Reserved
Template Created by Creating Website
Proudly powered by Blogger