الرئيسية » » أحياء جنوب شندي.. الأسلفت سبب الأذى

أحياء جنوب شندي.. الأسلفت سبب الأذى

Written By sudaconTube on الأربعاء، أغسطس 20، 2014 | 7:01 م

شندي: عباس عزت  

الأمطار الغزيرة التي هطلت على محلية شندي الأسبوع الماضي كشفت عن عيوب كبيرة وأخطاء هندسية جسيمة ارتكبتها الشركة المنفذة لطريق شندي - العواتيب، ماجعله يتحول إلى سد منيع أمام الوديان ومجاري السيول منذ أن خلق الله الأرض، واعتبر كثيرون أن تلك العيوب التي ظهرت مع الأمطار الأخيرة جرس إنذار مبكر وجهته أمطار الخير والبركة -بإذن الله تعالى- إلى مسؤولي ولاية نهر النيل بخطر كوارث قادمة لا سمح الله في ظل الاهمال المتواصل بسبب تلك الأخطاء الهندسية الواضحة للعيان على شارع شندي – العواتيب والتي تتمثل في سوء التخطيط وعدم وجود أنظمة تصريف فعالة لمجاري الأودية والخيران ما يؤدي الى احتجاز مياه الأمطار والسيول القادمة من الجنوب وارتدادها لداخل الأحياء المتأخمة للشارع..

ويؤكد مواطنون ومتخصصون في عمليات البناء والتشييد أن سبب غرق أحياء قريش والطندب جنوبي شندي وانهيار منازلها ليس لغزارة الأمطار فحسب وإنما لأخطاء فادحة صاحبت إنشاء الشارع المرصوف بالأسفلت الذي تسبب في حجز المياه داخل تلك الأحياء، وحال دون تصريفها لقنواتها الطبيعية ، فأرتدت المياه مرة اخرى إلى داخل المنازل ما أدى إلى انهيار بعضها انهياراً كاملاً وأخريات جزئياً وبالتالي تشريد عشرات الأسر..


ويقول مواطنون بحي قريش غرب الواقع جنوبي شندي ، وجدتهم يفترشون شريط السكة حديد ويلتحفون السماء في انتظار الإغاثة: إن سيولاً تدفقت من الجنوب باندفاع شديد ، ومن ثم اجتاحت الحي بعد أن اصطدمت بشارع الأسفلت وأدت إلى انهيار 75 منزلاً بينها 38 انهيارًا كاملاً إلى جانب سور المدرسة المختلطة الوحيدة بالمنطقة.

وأشاروا إلى أن هنالك مشاريع قامت على مسار مجرى السيل من غير دراسة جدوى مسبقة حسب قولهم ، منوهين إلى أن شارع شندي - العواتيب كان ذا تأثير سلبي عليهم ، حيث تسبب في ارتداد المياه إلى المنازل وطالبوا سلطات المحلية والولائية بالبحث عن حلول ناجعة لتلك المشكلة التي حولت حياتهم إلى جحيم. بتشييد جسور ومزلقانات على جانبي شارع الأسفلت وتقديم الشركة المنفذة لهذا الطريق للمحاكمة وتحميلها مسؤولية كافة الأضرار التي تعرضت لها المنطقة. وطالبوا أيضًا بتداركهم وحل أزمتهم بسرعة محذرين من خطورة تكرار اجتياح السيول لهم هذه الأيام، الذي يمكن أن يؤدي لاحتمال محو المنطقة من الوجود تماماً .. ويقول المواطن عمر محمد زين سعد : السيول اجتاحت المنطقة ليلاً واحتمينا بشريط السكة حديد وحملنا الأطفال والنساء وتركنا الأغراض وجلسنا على طريق الأسفلت رغم هطول الأمطار بغزارة علينا ورغم برودة الجو، لكن لولا ذلك لجرفت السيول الأطفال ولكن الله قدر ولطف..

ويعزو الكثير من المواطنين في المنطقة الذين لجأوا الى ظلال أشجار المسكيت للاحتماء بها من حر الهجير وسوء منقلب المنازل حال البنى التحتية السيء إلى الفساد الذي يشوب بعض شركات المقاولات بصرف أموال أقل من التي يتم تحديدها على المشاريع التي تخدم البنية التحتية واستخدام أدوات ومواد أقل جودة من التي يجب استخدامها واستغلال بقية الأموال لمصالح شخصية..

أما قرية الطندب الواقعة جنوبي شندي فتعيش واقعاً آخرلا يقل مأساوية وسوداوية عن ما ذكرنا سابقًا إذ أبدى كثير من مواطني القرية والذين تضرروا جراء موجة السيول والأمطار العنيفة التي ضربت المنطقة منذ أسبوعين تذمرهم من تردي البيئة بالمنطقة والتي خلفتها السيول الأخيرة. وأكد المواطنون خشيتهم من تفشي الأمراض والوبائيات في المنطقة في ظل توالد الذباب والباعوض بكثافة شديدة وأظهروا عطفًا خاصًا على الأطفال أن يصيبهم مرض لاسيما وقد أصبحوا بلا مأوى..

وذكر مواطن فضل حجب اسمه أن جميع السكان تضرروا جراء الأمطار والسيول وكل المنازل دمرت بالكامل والبعض فقد المال الذي طمر تحت أنقاض المباني التي دمرتها المياه العاتية . وأوضح أن الأمطار انهمرت لأكثر من 6ساعات، ثم اعقبتها السيول. وأضاف : نطالب الجهات المسؤولة ومنظمات المجتمع المدني بالدعم ومد يد العون لنا .. وكسابقيهم في حي قريش أرجع مواطنو الطندب سبب الغرق إلى شارع الأسفلت الذي شيد بدون دراسات كما يبدو، وذكروا أن قرية الطندب التي يعود تاريخ إنشائها إلى 400 سنة لم تشهد مثل هذه السيول المدمرة إلا بعد إنشاء شارع الأسفلت الجديد والذي نفد بدون مصارف مما تسبب في حجز المياه واندفاعها بقوة تجاه القرية..

أما الحاجة خصيصة وقيع الله صالح من سكان الطندب فقد أوضحت أنها تضررت تضررًا كاملاً وفقدت كل ممتلكاتها المنزلية وقالت بحزن عميق : بسبب الدمار أصبحنا عبارة عن لاجئين وأضافت قائلة: نشكو من انتشار الباعوض والذباب ونطالب بتعويضنا ودعمنا من الخيرين ومعظمنا أرامل وأسر فقيرة.. مضت علينا عشرة أيام لم نأكل في المنزل وإنما بعض المنظمات الخيرية يمدوننا بالأكل والشراب والكساء..

وتقول الحاجة آمنة : الأمطار والسيول المنحدرة من الجنوب حاصرت القرية وبعد ساعات تلاشى كل شيء، وأصبحت القرية أثرًا بعد عين.. وخرجنا بما نرتديه من ملابس فقط..



وكشفت الجولة التي قامت بها (التيار) للمناطق المتأثرة بالسيول والأمطار بقرية الطندب جنوب شندي عن أوضاع مأساوية يعيشها سكان تلك المنطقة، بعد أن دمرت السيول والأمطار منازلهم وأصبحوا في العراء يواجهون حرارة الشمس والتردي البيئي الخطير خاصة وأن فصل الخريف ما زال مستمراً..

وبعد الانتهاء من جولتي القصيرة بقرية الطندب توجهت إلى حيث يقام السرادق الذي أعد لاستقبال نائب رئيس الجمهورية ووالي ولاية نهر النيل وعدد من المسؤولين كانوا قد قاموا بجولة تفقدية للمنطقة حيث أقر نائب رئيس الجمهورية بوجود أخطاء هندسية في الطرق والمساكن ووجه بإعادة تخطيط القرى ورصد لذلك مبلغ 20 مليار جنيه!!
شارك هذا المقال :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

 
Support : Creating Website | Johny Template | Mas Template
copyright © 2011. سوداكون - All Rights Reserved
Template Created by Creating Website
Proudly powered by Blogger