الرئيسية » » حي الشاطئ شمال .. يصارع ثالوث (الظلام) و(النفايات) و(مجرى السيل) ... تحقيق وتصوير: عباس عزت

حي الشاطئ شمال .. يصارع ثالوث (الظلام) و(النفايات) و(مجرى السيل) ... تحقيق وتصوير: عباس عزت

Written By Admin on الخميس، أغسطس 28، 2014 | 4:16 م

تحقيق وتصوير: عباس عزت

اتهم مواطنون من سكان حي الشاطئ الواقع شرق مدينة النيل بأم درمان وزارة التخطيط والشؤون الهندسية بتحويل مجاري السيل في محلية كررى إلى قطع أراضٍ سكنية، و في الوقت نفسه حملوها مسؤولية توزيع المنح في تلك المناطق الخطرة على حد وصفهم.

ولم يتوقع الأهالي أن تداهمهم السيول التي وقعت في أم درمان أخيرًا ، إذ ما أن بدأت مياه السيول بالعودة إلى مجراها الطبيعي، حتى أطلت الكارثة برأسها وتحول المخطط إلى بحيرة هائلة بفعل ارتداد مياه السيول التي اعترضتها عدد من المنازل التي شيدت بمجرى السيل ، ما دعاها للدخول في المنازل.

وتقول مواطنة فضلت حجب اسمها: صرخاتنا وشكوانا السابقة من إغلاق مجرى السيل وعدم وجود قنوات لتصريف مياه الأمطار، لم تجد صدًى عند مسؤولي المحلية، وتساءلت عن سبب إغلاق قنوات المجرى وتغطية بعض أجزائه في وقت سابق، مطالبة بمحاسبة المتسببين في أسرع وقت.

وقالت: إن التجاوزات التي نتج عنها إحداث قطع أراضٍ سكنية في مخطط الشاطئ واضحة على أرض الطبيعة، وأغلق بسببها مجرى السيل أمام الجميع.

واستدلت على كلامها بمنزل مجاور لمنزلها ، أقيم في قطعة أرض على مجرى السيل ليس لها مدخل سوى من جهة المجرى الجنوبية وقام صاحبه بتشييد كبري أضيق من مجرى السيل وقام بردم المجرى الطبيعي ما أدى لارتداد مياه الأمطار إلى القطعة الفاضية.

وقالت السيدة انتصار التجاني من سكان حي الشاطئ : عندما انتقلنا إلى السكن بهذا الحي في العام 2000م كان مجرى السيل الطبيعي يقع جنوب منزلنا وكانت مياه الأمطار تنساب بطريقة سلسة جدًا، ولكن قبل عام فوجئنا بقيام منزل بمجرى السيل وقام صاحبه بعمل ردميات غطت جزءًا كبيراً من المجرى مع تشييد كبري صغير أمام منزله ما أدى لحجز مياه السيل الهادر و جعل المياه تتسرب إلى منزلي من الجهة الغربية ماتسبب في غمر المنزل بالمياه وهدم الجدار الغربي واتلاف حديقة المنزل وبعض الأثاثات مما كلفني مبالغ طائلة في إعادة تشييد الجدار، (وكانت قد عرضت عليَّ مجموعة من الصور تحتفظ بها بهاتفها الجوال لبعض الأضرار التي لحقت بمنزلها جراء السيول)، وهذا دليل على ما تعرض له مخطط حي الشاطئ في السنوات الماضية من تدخل أيادي المتنفذين، مطالبة وزارة الشؤون الهندسية بالتحقيق في وضع مخطط حي الشاطئ. 




وتواصل انتصار حديثها قائلة : بعد انهيار الجدار ومداهمة المياه لمنزلي قمت بالاتصال بمهندسي غرفة الطوارئ الذين هبوا لنجدتنا بعد عشرين دقيقة فقط من مداهمة السيل لمنازلنا، لمعالجة الوضع وفتح مجرى السيل وإزالة الردميات التي قام بها مالك المنزل الجديد. إلا أنهم فوجئوا بوجود كيبل كهرباء ضغط عالي كان مدفوناً بمجرى السيل وقامت المياه بكشفه الأمر الذي أدى لتوقف فريق الشؤون الهندسية عن العمل في إزالة الردميات بحجة أن المكان خطر ويجب معالجة الكيبل أولاً.

بعدها قام أحد الجيران بالذهاب لكهرباء مدينة النيل وتقدم ببلاغ رسمي موضحاً خطورة الوضع على سكان الحي جراء هذا الكيبل المكشوف على مجرى السيل , وبدلاً من أن يخفوا إلى مكان الخطر فورًا, طلبوا منه أن يذهب وسوف يلحقون به بعد لحظات، إلا أنهم لم يحضروا , وبعد عشرة أيام على البلاغ الأول تقدمت أنا بنفسي وقمت بفتح ثلاثة بلاغات خلال ثلاثة أيام متتالية لكن لا حياة لمن تنادي. ثم قمت بمقابلة مدير كهرباء محلية كرري نور الدين يحيى الذي حضر بنفسه وقام برفع تقرير لجهات أعلى لعمل اللازم، وبعد مرور أسبوع من زيارة مهندس كهرباء كرري للموقع قمت بتقديم بلاغ لمهندس كهرباء مدينة النيل مطالبة إياه بالإسراع في معالجة المشكلة (خصوصاً والجهات المختصة تحذر من أمطار قادمة) إلا أنه صرخ في وجهي قائلا : (امشي بلغي الشرطة)، ونحن الآن في انتظار معالجة وضع الكيبل الذي قد يتسبب في وقوع كارثة لاتحمد عقباها.



ويقول مواطن فضَّل حجب اسمه: نعاني من عدم وجود شارع أمام منازلنا التي تقع غرب الحي وتطل على مجرى السيل ونطالب بمعالجة هذا المجرى بتشييد مصرف مغطى حتى نتمكن من الخروج والدخول إلى منازلنا، لأننا نعاني بشدة في فصل الخريف لامتلاء المجرى بمياه الأمطار ما يعوق حركة السكان المطلين على الخور. وأصلاً المنطقة التي نسكنها هي مجرى سيل طبيعي إلا أن الحكومة قامت بتخطيطها وبيعها استثمار، وأشار إلى أن الشارع الرئيس بالحي كان أيضاً مجرى سيل وقامت المحلية بتشييد مصرف من مواسير البلاستيك العملاقة وتجاهلت شارعنا وتركت المواسير ملقاة على قارعة الطريق لمدة تزيد عن العام إلى أن قام بعض المشردين بحرقها وأخذ ما بداخلها من أسلاك وبيعها، وفي هذا اهمال وتبديد للمال العام.

وذكر أن المحلية لاتقدم لهم أي خدمات مقابل العوائد التي تأخذها منهم سنوياً، وأن اللجان الشعبية لا دور لها سوى استخراج شهادات السكن فقط .مضيفاً بأنهم يعانون انتشار السكن العشوائي بالمنطقة وما يترتب عليه من ازعاج وتلوث للبيئة حيث يقضي سكان العشوائي حاجتهم في الهواء الطلق . وأشار إلى أن حيهم يغرق في الظلام الدامس طوال ساعات الليل لافتقاره لأعمدة الإنارة إضافة لتراكم النفايات التي تحوِّل الحي الحديث إلى مطرح لها تختمر فيه البكتيريا تنبعث منها الروائح الكريهة والحشرات الضارة وتتجمع حوله الكلاب الضالة.
شارك هذا المقال :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

 
Support : Creating Website | Johny Template | Mas Template
copyright © 2011. سوداكون - All Rights Reserved
Template Created by Creating Website
Proudly powered by Blogger