الرئيسية » » نحن بنغرق ليه (1) ... م. أحمد فؤاد

نحن بنغرق ليه (1) ... م. أحمد فؤاد

Written By Admin on الخميس، أغسطس 14، 2014 | 6:51 م

م. أحمد فؤاد*   

في البوست ده و الجايات ان شاء الله ها أحاول أتكلم عن الممارسات الحكومية البتؤدي للغرق السنوي. وها أحاول اكشف حقيقة انه الحكومة بعدد من الممارسات الغبية بتتسبب في غرق الناس والكوارث الخريفية السنوية. مش بي انها بتهمل تصريف المياه والاستعداد للخريف بل انها بتتسبب بالغرق بي انها بتقفل مسارات المياه الطبيعية وبترفع مستوى الموية بصورة مفتعلة لي درجة اغراق المواطنين.

ها اشرح ان شاء الله كيف السياسات الحكومية بتمنع المهندسين و المواطنين من اتباع المبادئ الأولية للهندسة وبتعيق اكتشاف الأخطاء الهندسية في المشاريع قبل ما الكوارث تحصل و بتساهم في تشتيت جهود الإنقاذ بعد ما الكارثة تقع.

الموضوع عنده علاقة بي تخصصات هندسية متعددة. انا ها أتكلم بس في تخصصي كمهندس مساحة وفي جزء من تجربتي القصيرة في شغل الطرق و الحفريات.

ها أحاول ابسط الشرح قدر الإمكان مع تقديم معلومات أولية مبسطة عن الموضوع قدر الإمكان.

أولا: الطرق:

تصاميم الطرق في السودان بتبدأ بارسال فريق مساحة لرفع محور الطريق ومستويات الأرض الطبيعية على جانبي المحور. بعد داك بيانات الرفع المساحي بتتسلم للمصمم البعمل تصميم الطريق: الارتفاعات على طول المسار و شكل المنحنيات و التقاطعات وووو. بعد داك الرسومات بتتسلم للمقاول المنفذ البيشتغل تحت اشراف الاستشاري و المالك المفروض الاتنين يتابعو التنفيذ و يشرفو عليه.

المشكلة دايما في التفاصيل!

الرفع المساحي:
اول حاجة التصميم مفروض يتعمل على خريطة كنتورية كاملة للمنطقة مش رفع مساحي للمحور بس. لأنه رفع المحور فقط ما بيدي فكرة كافية عن منسوب الأرض في المنطقة أو كمية مياه الامطار أو السيول المطلوب تصريفها.

المشكلة التانية عشان تربط بين الارتفاعات من الرفع المساحي و الخرائط الكنتورية الموجودة (أو منسوب النيل) لازم تسندهم لي مرجع رأسي مشترك. العملية دي بتتم عادة بربط كل الاعمال المساحية (و مراصد منسوب النيل) لنقاط معروفة الارتفاع (نقاط تحكم) المشكلة الأساسية انه الحكومة قررت انه قيم نقاط التحكم (والخرائط) في السودان تعتبر معلومات سرية ذات طبيعة امنية!! ومنعو تقديمها لأي مهندس حتى ولو كان بينفذ في مشروع للحكومة نفسها. مع العلم انه في العالم كله المعلومات دي متاحة للجميع. بل انه الشبكة الأساسية لنقاط التحكم في السودان تم انشاءها بالتعاون مع "نيما" وكالة التصوير والخرائط التابعة لوزارة الدفاع الامريكية. وانه التقارير و القيم للشبكة الاصلية كانت منشورة في كتاب نفد من الأسواق حاليا و بعد ده بعتبروها معلومات سرية!!

النتيجة المباشرة للموضوع ده انه الرفع المساحي بقى يتبني على ارتفاعات اختيارية: يعني المساح بيدق سيخة في الأرض و يفترض ليها قيمة 100 مثلا و يبني عليها شغلو. مع انه الارتفاعات في الخرطوم هي حوالي 382متر فوق سطح البحر في المتوسط.

الحركة دي بيترتب عليها انه المراجعة بتاعة الشغل المساحي بتبقى صعبة جدا. لأنه في الأحوال العادية بيكفي انك تقارن الرفع المساحي مع اقرب نقطة تحكم عشان تتأكد من صحته وهي عملية صعبة جدا لمن تكون الارتفاعات اختيارية و منسوبة لي "سيخة".

ولأنه المساح صعب عليه يتحقق من صحة شغله وبالتالي صعب على غيره كمان فاذا غلط أو "طبخ" الرفع المساحي فمن الصعب يتعرف. الموضوع ده تدريجيا أثر على جودة العمل المساحي في السودان و اندثرت كتير من التقاليد و الممارسات بتاعة ضبط الأخطاء و مراجعة الاعمال المساحية.

الملخص حتى الان:
المساح بقدم للمصمم معلومات مشكوك في صحتها مبنية على افتراضات و هي على علاتها ناقصة و غير كافية للتصميم.

لحدت هنا المصيبة كبيرة!
الأسوأ هو الطريقة البيتعاملو بيها المصممين مع الرفع المساحي. رغم انهم أصلا طالبين معلومات ناقصة فبعضهم "بيصمم" الطرق من غير ما يرجع للرفع المساحي أصلا. في أوائل ايامي في المساحة زارنا المصمم وهو مهندس "كبير" و مشهور و قال لينا انه مابيفهم الخرائط القدمناها ليه و انه هدفه أصلا انه يقدم تقرير عشان الطريق يتصدق و يبدا التصميم وانه لو "قال التكلفة مليار وطلعت تلاتة يعني شنو؟ أو قال خمسة و طلعت مليارين يعني شنو؟" وانه المهم "يورط" الوزير ويوافق على التنفيذ و بعد ما التنفيذ يبدأ ما ممكن يقيف! و انه كان في السعودية "بيورط الملك ذاتو". المهم بعد ما مرق نحن عملنا اجتماع و قررنا ما نشتغل بيه و نواصل في شغلنا البنعرفو. تاني يوم نحن شغالين جاء ماري فينا بي عربيته وكل مسافة بيقيف و يقيس المسافة بين البيوت و الشارع ويمشي بي عداد العربية ويقيف تاني و هكذا. بعدها بي أيام اكتشفنا انه سلم التصميم قبل ما نسلمه الرفع المساحي!!

الشارع اتصمم بالنظر!!

الملخص حتى الان:
المساح بيقدم معلومات ناقصة مشكوك في صحتها للمصمم الاصلا بيهملها وبيصمم الطريق من راسو.

كسرة: في عصر الاوتوكاد و الرسم بالكمبيوتر انا شفت تصاميم بتاعة طرق مبنية على المركب الراسي فقط مرسومة باليد في ورق رسم بياني. والله العظيم!!

العلاقة بين الطرق و الغرق في البوستات الجاية ان شاء الله

* من صفحة م. أحمد فؤاد علي الفيسبوك 
شارك هذا المقال :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

 
Support : Creating Website | Johny Template | Mas Template
copyright © 2011. سوداكون - All Rights Reserved
Template Created by Creating Website
Proudly powered by Blogger