الرئيسية » , , » رحلة الأهوال: وسط حلقة من الجبال يتخذ سد النهضة الإثيوبي موقعا له ولا يبالي بما يقال حوله.. قابلنا مدير المشروع برحابة.. العمل في السد يشبه خلية النحل تماما

رحلة الأهوال: وسط حلقة من الجبال يتخذ سد النهضة الإثيوبي موقعا له ولا يبالي بما يقال حوله.. قابلنا مدير المشروع برحابة.. العمل في السد يشبه خلية النحل تماما

Written By sudaconTube on الجمعة، يوليو 11، 2014 | 2:29 م

اليوم التالي  

ثمة ملاحظات كانت بالنسبة لنا مزعجة جدا، وضعت في مخيلتنا بعض التصورات، بدا واضحا أن هناك ربكة في ترتيب الرحلة، رغم أن مسؤولا في وزارة الري الإثيوبية وفتاتين وشابين رافقانا خلال الرحلة بالإضافة إلى خالد وماركوس اللذين ذهبا معنا من الخرطوم، إلا أن الأمر فيما يبدو لم يكن مرتبا بما يكفي، الصيام ساعدنا في التغطية على كثير من هنّات الرحلة، لا نملك برنامجا واضحا يحدد أجندة الرحلة سوى أننا متجهون إلى السد وبعض المناطق، لا أحد يعطيك الزمن الحقيقي الذي يمكن أن تستغرقه أي رحلة.. فقط يكتفي الناس هناك بأن المسافة ليست بعيدة، ساعة أو ساعتان ولكن عندما تصل تكون قد تجاوزت اليوم، وبالتالي مع الوقت بدأنا لا نحسب المسافة بالساعات وإنما باليوم لأن أقل رحلة أخذت منا حوالي 10 ساعات، خمسة أيام نفطر بعد الوقت المحدد للإفطار بساعتين على أقل تقدير، بسبب أن القائمين على أمر الرحلة لم يضعوا اعتبارا لشهر رمضان، وهذا واضح من خلال عدم اكتراثهم بتوفير ولو القليل من الأكل داخل البص، لمرة واحدة جلبوا لنا القليل من البسكويت، البعض حمد الله أن السفر جاء في رمضان وإلا لصمنا إجباريا، ربما لا يقع اللوم على المسؤولين من الجانب الإثيوبي بقدر أن المسؤولية المباشرة تتحملها الجهات المتعاونة من السودان سواء شركة النيل للبترول أو غيرها، لأننا كثيرا ما ننبه خالد ثابت إلى هذه الملاحظات باعتباره المشرف المباشر لسفرنا، لكنه لم يكترت لها كثيرا.. لا أدري هل لأنه لا يملك قرارا أو لا يريد أن يفعل!

* خلية نحل
وسط حلقة من الجبال يتخذ سد النهضة الإثيوبي موقعا له، لا يبالي بما يقال حوله؛ وصل بعضها درجة التهديد بالنيل منه.. قابلنا سمنقوي بيكلا مدير مشروع السد برحابة، رجل سمته التواضع.. العمل في السد يشبه خلية النحل تماما، يقول بيكلا إن العمل يستمر 24 ساعة لا يتوقف طيلة أيام الأسبوع، يجزم الرجل بأن بناء السد سينتهي في المدة المحددة في العام 2017، نسبة مقدرة تمت في جسم السد حتى الآن، في مؤتمر صحفي تنويري قصير عبر شاشة العرض شرح المدير أهمية السد والمراحل التي يمر بها والمنتظرة، ركز حديثه في الجانب الفني.. عندما سأله الصحفيون بعض الأسئلة التي فيها نفس سياسي.. قال الرجل: هذه ليست من تفويضي ولكن يمكنكم أن تسألوا عنها السلطات الرسمية في أديس أبابا.. ضمن ما قاله بيكلا إن السد بطول 1780 مترا وارتفاع 145 مترا، متوقع منه توليد 6 آلاف ميقاواط من خلال 10 توربينات، اللافت في الأمر أن هذا السد يأمل منه أن ينتشل ملايين الإثيوبيين من الفقر المدقع، كونه سيصدر الكهرباء إلى أفريقيا والعالم العربي وحتى الأوروبي في المستقبل، من بينه السودان.

* إلى سد "قلقل"
الرحلة كانت شاقة بكل المعايير، دخل بسببها بعض الزملاء في حالات إعياء نقلوا إثرها إلى المستشفى، من بينهم مراسلة لوكالة السودان للأنباء التي تم نقلها فيما بعد إلى الخرطوم بالطائرة، لأن حالتها أصبحت لا تسمح بوجودها في ظل ظروف غاية السوء.

بعد أن انتهينا من معاينة السد تحركنا إلى منطقة أخرى عبر مسافة طويلة نسبيا من أقصى الغربي الإثيوبي إلى أقصى الجنوب الشرقي في مسافة تقدر بأكثر من ألف كيلو متر، بعد أن قطعنا 14 ساعة من السير المتواصل، وصل بنا الأمر إلى حد التمرد، دخل الجميع خاصة الصحفيين باستثناء المنتمين لشركة (كابو) في حالة من الغضب، عند منطقة (نقلتي) بإقليم أروما الواقع إلى الغرب من العاصمة أديس على بعد 400 كليو متر، استقبلنا المسلمون هناك حيث جهزوا لنا الإفطار، يتحدثون العربية وينتمون إلى الطريقة التجانية، قالوا نحن فرحون لمجيئكم.. في تلك المنطقة رفض الزملاء مواصلة المشوار الذي يفترض أن نزور بموجبه سدا آخر يقع في الحدود مع كينيا يسمى (قلقل)، فاضطر المشرفون على الرحلة إرجاعنا إلى أديس أبابا، لكن شركة (كابو) واثنان من الصحفيين أصروا حيث واصلوا رحلتهم إلى سد (قلقل).
شارك هذا المقال :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

 
Support : Creating Website | Johny Template | Mas Template
copyright © 2011. سوداكون - All Rights Reserved
Template Created by Creating Website
Proudly powered by Blogger