الرئيسية » » من داخل المرابيع .. الاحد

من داخل المرابيع .. الاحد

Written By sudaconTube on الاثنين، أغسطس 05، 2013 | 6:10 م

م. مجاهد بلال طه

أقر إتحاد مُهندسي ولاية الخُرطوم في إجتماع طارئ ميزانية إضافية لغُرفة الطواري .. أعددنا (800) وجبة وكميات من المياه وتحركنا بعربة دفع رُباعي عازمين أن نصل الي مركز الكارثة، الطريق كان ممهداً نوعاً ما (كميات المياه بدأت تنحسر قليلاً لتوزيعها في مساحات واسعة).

ما زال الأسفلت مغموراً بالمياه بإرتفاع يصل الي أكثر من نصف متر في بعض المناطق وتنحسر المياه كُلياً عن الاسفلت في أُخري. واحدة من المُشكلات الان هي ضياع مسار الاسفلت داخل المياه .. في الطريق الكثير من الأسر يفترشون الاسفلت .. في بعض المناطق يتقاتل الناس علي عربتنا .. شركة زين كانت هُنالك بعدد (8) عربات مُحملة، واصلنا الي أن بلغنا مرابيع الشريف .. المياه إنحسرت تماماً .. المنطقة صارت أثراً بعد عين .. لمحنا مظاهر حياة في الداخل فقررنا الدخول تقدمنا لقُرابة الكيلومتر وكنا نجد الاُسر والاطفال والنساء ..كانت معنا سيارتان تفعلان ما نفعل.

ظني أن جهات مُتعددة كانت تُقوم بما نقوم به ، هناك وجدنا أتحاد طلاب الولاية ، وفرق إسناد الدفاع الشعبي ، وفريق من وزارة الرعاية ، وشاحنة مياه ضخمة تتبع للقوات المُسلحة لتوفير مياه الشُرب وبعض المُنظمات. الكارثة لم تنتهي بعد بل تغير لونها .. بعد إنحسار المياه سيكون التحدى الطبي ماثل فى الامراض التى تصاحب مثل هذه الاوضاع، فريقنا الطبي قرر نصب معمل ميداني والتواجد هُناك، تحدي آخر هو مخاطر المُنشآت المنهارة أو التي تحت الانهيار، العودة في ظروف كهذه تعرض المواطنيين لمخاطر الكهرباء وانهيارات الابار والمباني غير المُستقرة، قررنا عمل نشرة تعريفية للمواطنيين نشرح كيفية التعامل مع الوضع عند العودة.

ما لا نستطيع فعل شي تجاهه هو فٌقدان الاثاث والمباني، فاذا علمنا بان مُعظم المباني من الطوب الاحمر والسقوفات الخرسانية، وأن المتر المُربع في حدود (2) ألف جنية، تكون كُل أُسرة قد فقدت (400) ألف جنية في المتوسط، إنها إنتكاسة كبيرة في عرف شعب يُمثل المنزل والسكن مشروع حياة بالنسبة له. سيبدأ مُعظم هولاء من الصفر مرة أخري بعدما إعتقدوا بأنهم قد وصلوا (الميس) .. القفزة القادمة هى لماذا حدث هذا .. و كيف نمنع حدوثه فى المستقبل او التقليل من آثاره على اسوأ الفروض .. ههنا تبدأ المهنة بعد ان ساهمنا فى الصدمة.
شارك هذا المقال :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

 
Support : Creating Website | Johny Template | Mas Template
copyright © 2011. سوداكون - All Rights Reserved
Template Created by Creating Website
Proudly powered by Blogger