الإنتباهة
لقد أنعم الله على السودان بمقارن الأنهار في الخرطوم وعطبرة والفشقة بولاية القضارف، وهناك ملتقى نهري عطبرة وستيت.. لكن يبقى مقرن النهرين في محلية الفشقة بشرق البلاد الذي يقع جنوبه مشروع مجمع سدي أعالي نهري عطبرة وستيت هو الدعامة الاقتصادية والخدمية المهمة جداً في البلاد. وإذا قلنا إن مقرن النيلين في ولاية الخرطوم يشكّل مشهداً سياحياً للمواطنين والزائرين من مختلف دول العالم، وقد كان من قبل منطقة سكنية هي قرية المقرن التي سكنها وعمَّرها الجابراب والعظايمة، فإن مقرن النهرين في عطبرة (مدينة الحديد والنار والماء) ليته كان بديلاً لسد كجبار الذي قال أهله إن أكثر من مائتي قرية ومنطقة ستكون متضررة جداً من قيامه.. أي أن (الظلام) أفضل لها من الغرق.. إذا كان السد سينتج الكهرباء لها. وكذلك شظف العيش.. ولو أمكن قيام سدين ببحيرة واحدة في عطبرة على نهري النيل وعطبرة على طريقة مشروع سدي أعالي عطبرة وستيت في الفشقة سيعوض عن مشروع سد كجبار ليوفِّر وقتاً ثميناً على الحكومة ويجنبها مشكلة مع بعض المواطنين وميض نارها تحت رماد (التأجيل) لن تنطفئ قريباً. ثم إن عدد سكان قرى الشمال الأقصى على ضفاف النيل يمضي في انحسار فمعظم أهالي ذاك الإقليم خارجه في ولايات السودان والمدن النفطية ومدن العمارات السوامق والأسامي الأجنبية، ومع ذلك يربطهم بأرضهم الحنين.. ولسان حالهم يردّد مع مصطفى سيد أحمد:
ياما شايلك فيني حايم
لا الليالي المخملية
ولا العمارات السوامق
ولا الأسامي الأجنبية
تمحو من عيني ملامحك
إن مثل هذه المشروعات تبقى قومية.. وليس بالضرورة أن تقام في مناطق مهولة بالسكان ويمكن أن يقام المشروع القومي في الصحراء إذا كان سيعود بالنفع على المواطن في كل بقعة من بقاع الوطن.. لكن المحكمة تقول دفع الضرر مقدّم على جلب المصلحة. وإذا كان الاقتصاد هو علم البدائل، فلتكن السياسة في مثل هذه الحالات هي (طريقة البدائل).
لقد كان مشروع سدي أعالي عطبرة وستيت حلماً لحكومة نميري منذ قرابة أربعين عاماً.. لكن القوى المعارضة حينها كانت تحاول نسف الاستقرار السياسي ولا تبالي بذلك حتى ولو كان على حساب المصلحة العليا فالسودان نعم كان يستحق الحياة الديمقراطية لكن من كانوا هم القائمين بها؟! ضاعت فرصة وقف الحرب في الجنوب باتفاقية أديس أبابا 1972م بسبب نسف الاستقرار السياسي رغم أن دوائر الحكم كانت خالية من العناصر الشيوعية اللهم إلا المنافقين منهم.. ثم عادت الحرب بعد المصالحة الوطنية ثم انتفاضة وديمقراطية (تعويضات عائلية).
لقد بدأت الدراسات للمشروع في عهد الرئيس نميري، ولم نسمع صوتاً يقول إن المشير نميري ابن الشمال الأقصى يريد إلحاق الأضرار بأهل الفشقة وود الحليو وقلع النحل والقريشة وغيرها.. والآن يقوم شمال مجمع السدين سد خشم القربة ويبعد منه بثمانين كيلو مترًا، أي أن ولاية القضارف التي هي أصلاً دعامة اقتصادية كبيرة للبلاد ستكون أيضاً دعامة خدمية للمواطنين بزيادة إنتاج الكهرباء للانتفاع بها في المساكن والمرافق الصحية والتعليمية والمساجد والخلاوي. ولقد ولّى عهد الحنين إلى الأرض؛ لأن الغيرة على العرض هي الأولى إذا انتعش اقتصاد البلاد فلا حاجة للمرأة إلى العمل الذي ينتقص منها. فالناس تتحدَّث عن أن الفقر من أسباب المشكلات الأخلاقية.
غداً نلتقي بإذن الله..
لقد أنعم الله على السودان بمقارن الأنهار في الخرطوم وعطبرة والفشقة بولاية القضارف، وهناك ملتقى نهري عطبرة وستيت.. لكن يبقى مقرن النهرين في محلية الفشقة بشرق البلاد الذي يقع جنوبه مشروع مجمع سدي أعالي نهري عطبرة وستيت هو الدعامة الاقتصادية والخدمية المهمة جداً في البلاد. وإذا قلنا إن مقرن النيلين في ولاية الخرطوم يشكّل مشهداً سياحياً للمواطنين والزائرين من مختلف دول العالم، وقد كان من قبل منطقة سكنية هي قرية المقرن التي سكنها وعمَّرها الجابراب والعظايمة، فإن مقرن النهرين في عطبرة (مدينة الحديد والنار والماء) ليته كان بديلاً لسد كجبار الذي قال أهله إن أكثر من مائتي قرية ومنطقة ستكون متضررة جداً من قيامه.. أي أن (الظلام) أفضل لها من الغرق.. إذا كان السد سينتج الكهرباء لها. وكذلك شظف العيش.. ولو أمكن قيام سدين ببحيرة واحدة في عطبرة على نهري النيل وعطبرة على طريقة مشروع سدي أعالي عطبرة وستيت في الفشقة سيعوض عن مشروع سد كجبار ليوفِّر وقتاً ثميناً على الحكومة ويجنبها مشكلة مع بعض المواطنين وميض نارها تحت رماد (التأجيل) لن تنطفئ قريباً. ثم إن عدد سكان قرى الشمال الأقصى على ضفاف النيل يمضي في انحسار فمعظم أهالي ذاك الإقليم خارجه في ولايات السودان والمدن النفطية ومدن العمارات السوامق والأسامي الأجنبية، ومع ذلك يربطهم بأرضهم الحنين.. ولسان حالهم يردّد مع مصطفى سيد أحمد:
ياما شايلك فيني حايم
لا الليالي المخملية
ولا العمارات السوامق
ولا الأسامي الأجنبية
تمحو من عيني ملامحك
إن مثل هذه المشروعات تبقى قومية.. وليس بالضرورة أن تقام في مناطق مهولة بالسكان ويمكن أن يقام المشروع القومي في الصحراء إذا كان سيعود بالنفع على المواطن في كل بقعة من بقاع الوطن.. لكن المحكمة تقول دفع الضرر مقدّم على جلب المصلحة. وإذا كان الاقتصاد هو علم البدائل، فلتكن السياسة في مثل هذه الحالات هي (طريقة البدائل).
لقد كان مشروع سدي أعالي عطبرة وستيت حلماً لحكومة نميري منذ قرابة أربعين عاماً.. لكن القوى المعارضة حينها كانت تحاول نسف الاستقرار السياسي ولا تبالي بذلك حتى ولو كان على حساب المصلحة العليا فالسودان نعم كان يستحق الحياة الديمقراطية لكن من كانوا هم القائمين بها؟! ضاعت فرصة وقف الحرب في الجنوب باتفاقية أديس أبابا 1972م بسبب نسف الاستقرار السياسي رغم أن دوائر الحكم كانت خالية من العناصر الشيوعية اللهم إلا المنافقين منهم.. ثم عادت الحرب بعد المصالحة الوطنية ثم انتفاضة وديمقراطية (تعويضات عائلية).
لقد بدأت الدراسات للمشروع في عهد الرئيس نميري، ولم نسمع صوتاً يقول إن المشير نميري ابن الشمال الأقصى يريد إلحاق الأضرار بأهل الفشقة وود الحليو وقلع النحل والقريشة وغيرها.. والآن يقوم شمال مجمع السدين سد خشم القربة ويبعد منه بثمانين كيلو مترًا، أي أن ولاية القضارف التي هي أصلاً دعامة اقتصادية كبيرة للبلاد ستكون أيضاً دعامة خدمية للمواطنين بزيادة إنتاج الكهرباء للانتفاع بها في المساكن والمرافق الصحية والتعليمية والمساجد والخلاوي. ولقد ولّى عهد الحنين إلى الأرض؛ لأن الغيرة على العرض هي الأولى إذا انتعش اقتصاد البلاد فلا حاجة للمرأة إلى العمل الذي ينتقص منها. فالناس تتحدَّث عن أن الفقر من أسباب المشكلات الأخلاقية.
غداً نلتقي بإذن الله..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق