الرئيسية » » هكذا الأداء يا شركة «أداء».. شارع النيل امدرمان

هكذا الأداء يا شركة «أداء».. شارع النيل امدرمان

Written By Amged Osman on الخميس، فبراير 21، 2013 | 1:00 م

بدر الدين عبد المعروف الماحي

كنتُ عندما أهمُّ بالخروج من منزلي للعمل أكون في قمة نشاطي، وما إن يلوح في خاطري شارع الوادي ومطباته وزنقة السوق الجديد وضيق شارع الهجرة وإستوب مكي وزحمة الشهداء ومحاولاتي المضنية لأجد مخرجًا وتخريمة لصينية أزهري ينتابني إحباط وملل وضيق غير عادي خاصة أن طبعي يغلب عليه القلق كما يصفونني، وأخواتي دائمًا ما يتجنبن الخروج بمعيتي ويرتحن في الطلوع مع أبو محمد «الماهل» زي ما بتقول الحاجة!! وبيني وبينكم أنا القلق ملازمني من زمن وأنا طالب ثانوي، فكنت دائمًا ما أستعد لجرس نهاية المذاكرة بجلوسي قرب الباب وأنا أتلفَّت بالشباك لمكتب المعلمين، وما إن يحمل الناظر جرسه إيذانًا بنهاية المذاكرة وقبل الرنَّة أكون أول المغادريين للفصل، وكان أول من يلحق بي صديقي الحبيب عبدالعظيم «أبو خالد» فهو كذلك قلِق مثلي، وقد قابلته في الإمارات بعد مرور «25» عامًا من تلك الذكريات بنفس الطبع الذي يغلب على التطبُّع برغم أنه أصبح من كبار المسؤولين والمتطوعين بدبي، لكنه يكون أول المغادرين للمسجد بعد الصلاة المفروضة!! ومناسبة تلك الرمية على قول أستاذنا عبداللطيف البوني أنني أصبحت لا أحمل همًا في طريقي وأنا ذاهب لمقر عملي وسط الخرطوم، بل بالعكس أكون أكثر نشاطًا وحيوية لما أستنشقه من هواء صباحي عليل وأنا أسلك طريق النيل أم درمان ذلك الطريق الذي نفذته بإتقان واحترافية وتميُّز شركة «أداء» للطرق والجسور والتي دون تطبيل ومصالح وتملُّق ستكون محور مقالي هذا..

فتلك الشركة الوليدة في اعتقادي وحسب علمي ومتابعتي فقد أُنشئت في أو بعد العام «2007» ولا أذيع سرًا إن قلت إن فكرة إنشائها تمَّت في وجودي، وحتى الشعار التجاري لتلك الشركة شاركت في اختياره، وأصدقكم القول بأن أول ختم للشركة كنت مكلفًا به!!! ولعلَّ ما قامت به تلك الشركة الحديثة من إنجاز لعمري يستحق الإشادة والتقدير، فالطريق رغم ما به من وعورة وصعوبات تشق على أي شركة محترفة الدخول فيه كمقاول للتنفيذ وأنتم تعلمون أن الطريق قد أنشئ بمحاذاة النيل بأم درمان، وكم كانت الصعوبات والمشكلات التي صاحبت إقناع ناس أبروف بتحويل تجارتهم في الحطب والفخار والمراكب، وكم عانت تلك الشركة في تثبيت الأرض رغم رخاوتها وقساوة تربتها، فاختصرت لنا تلك الشركة الكثير بذلك الإنجاز، فبدلاً من الإحباط والقلق وأنا أقطع «22» كيلو بخروجي من مدينة النيل بشارع الوادي وأدخل وسط أم درمان مرورًا بالشهداء والبوستة وشارع الموردة وزحمته أصبحنا نحن سكان الوادي من الكلية الحربية نسلك الطريق الذي ربطتنا به الشركة أسفل كبري الحتانة بمسار واحد حتى مدخل كبري شمبات أو الخرطوم، وقد جرَّبت بنفسي عدة مرات ووجدتُ أن المسافة التي كنتُ أقطعها حتى وسط الخرطوم اختصر لنا شارع «أداء» «50%» منها مسافة وزمنًا، وقبل أيام طلعتُ من شارع الوادي وبالضبط من المهداوي حوالى الساعه «4» صباحًا ووصلت حتى مطار الخرطوم في «7» دقائق فقط!!! تخيلوا معي!! أي إنجاز وأي فرحة وانتعاش من المفروض أن نعيشه بما حقتتموه يا مهندسي وفنيي وعمال ومستشاري ومقاولي وحتى ممولي هذا الطريق، فهنيئًا لكم بدعوات الصالحين من أهل تلك الديار!! أما ما حاولت أن أتجنَّبه في مقالي هذا فهو الحديث عن مدير تلك الشركة، فأنا أعلم أنه لا يحب هذا ويتوارى دائمًا خجلاً وتجردًا أن يرى أو يسمع الثناء والشكر، وهذا هو طبعه منذ أن عرفناه قبل سنين عددا متجردًا، ورعًا، تقيًا، أمينًا، صبورًا، مخلصًا، هادئًا، قليل الكلام، متميزًا في كل شيء!! وأقولها بصدق أُسأل عنه يوم البعث العظيم طيلة مدة إنجاز تنفيذ الطريق لم أمرّ يومًا في أي وقت إلا ووجدته في كل المواقع والأزمان!! لم يكترث للمعوِّقات الفعلية أو المصطنة ولم يلتفت للمتاريس التي حاول الحاسدون والراصدون رميها أمامه لم يأبه إطلاقًا لتعثر التمويل ومعوقات النقل والترحيل، تجده طول اليوم في سعي دؤوب مع بنك أم درمان الوطني لإكمال التمويل!! وجدته وقد مرَّت على الطريق أشهر «صعيبة» من فيضان وزيادة في منسوب النيل لكن تجده دائمًا مبتسمًا ومتفائلاً وكأنه يردِّد «لكل مجتهد نصيب» فكان نصيبه هذا الإنجاز!! ولا أريد أن أتحدث وأقصم ظهره ولكن للأمانة رغم تلك الظروف والمشغوليات الجسام تجده أمامك في كل مجمع اجتماعي!!! فتجده في كسلا لتقبل عزاء وتفاجأ به في جامع الشهيد حاضرًا عقد قران الزملاء، تجده سبقك بصدق لأسر الشهداء متفقدًا ومواسيًا ومضمدًا جراحاتهم حافظًا الود والوفاء لأولئك الشهداء!!! وكثيرًا ما نجده عقبنا في زيارة فجرية للوالدة متفقدًا حالها وصحتها لا لأنها أم الجنرال أو الصديق بل لأنها أم دفعته الشهيد الذي لازمه في آخر ساعات اسشتهاده بمعركة شالي الشهيرة في مارس «1997» !!! وتمعَّن معي أخي القارئ تلك الخصال والتجرد فهو مصاب وذو عجز في أحد أعضائه من تلك المعارك فهل ستجد الغرابة فيما منَّ عليه الله به من توفيق بهذا الطريق وهذا الإنجاز المميَّز؟ فما حققه ذلك الفتى يستحق الإشادة والتقدير والثناء والتكريم ولا بد للدولة من أن تحفز أمثاله!! ولا أريد أن يُسرق عرق المخلصين الصادقين أمثاله بضجيج الآخرين المتسلقين، فما قامت به شركة «أداء» من عمل جليل وإنجاز لا بد أن يوضع نموذجًا لكل مبتدئ ولا بد من الاستفادة من تجربة هؤلاء الشباب اليافعين وأنا أعلم أن معظم مهندسي وفنيي تلك الشركة هم حديثو تخرُّج إلا القليل منهم، وقد كان مدير الشركة يُصر على أن يوظفهم بحداثتهم حتى يثبتوا امتيازهم على أرض الواقع علمًا وتطبيقًا!! وإن كان لي من الشكر والثناء أزفُّه لكل من شارك في هذا العمل الوطني وكل من سهر وصبر وتلفح السماء في تلك الليالي القارس بردها!! وما قامت به شركة «أداء» عمل مميَّز بكل المقاييس تم تنفيذه بإتقان واحترافيَّة يُحسدون عليها، وأنا أعتقد أنه يمكن الاستفادة من الرصيف الملاصق للنيل ليكون مسوَّرًا بسياج آمن للراجلين والرياضيين ليستنشقوا نسيم النيل العليل، ولا أنسى أن أذكِّر الإخوة في المحلية والمختصين بضرورة متابعة وتكملة الترميمات مع الشركة المنفذة ولا بد من مراجعة الإنارة لتحافظ على ذلك المنظر البديع، وإن كان لي ملاحظة بسيطة فهي الدربكة المرورية التي يلاحظها من يمرون بأبروف فلا أرى أننا بحاجة لشارع متفرع أقصى اليمين، ومن المفروض أن يتدخل الإخوة في المرور حتى لا تبدأ مآسي الحوادث، ولعلني وغيري نشهد بأن الطريق لانسيابه واتساع مساحته في الاتجاهين لم يسجل أي حادث مروري منذ افتتاحه وتلك محمدة نحمد الله عليها!! لكم التقدير جميع منفذي ذلك الطريق ولكم الثناء والإشادة إخوتي في شركة «أداء» بذلك الإنجاز الكبير ولك التميُّز والتكريم أخي «خالد»، فأنت مميَّز بكل صفاتك، ونعلم أنك لا تحب ما كتبناه عنك تحديدًا ولكن القاعدة الثابتة عندنا من لا يشكر الناس لا يشكر الله، وأشكرك فقد أزلت عنا الكسل والعناء وأصبحنا نخرج من ديارنا بنشاط وحيويَّة وفارقنا القلق وهكذا روعة الأداء الذي يستحق هذا الثناء يا شركة «أداء» .!!

الإنتباهة
شارك هذا المقال :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

 
Support : Creating Website | Johny Template | Mas Template
copyright © 2011. سوداكون - All Rights Reserved
Template Created by Creating Website
Proudly powered by Blogger