الخرطوم : بابكر الحسن:
رحبت القطاعات العاملة والمنتجة بقطاع الاسمنت بالبلاد ترحيبا واسعا باتفاقية التعاون المشترك بين السودان وجنوب السودان، وطالبت القائمين على الامر بالإسراع في وضع رؤية واضحة، ومنح امتيازات حق التصدير حتى تتمكن مصانع الاسمنت من تفعيل طاقتها القصوى وتعود على البلاد بعملات صعبة، بجانب دور سلعة الاسمنت في تحريك عجلة الاقتصاد في شتى المجالات، حيث تبلغ الطاقة التصميمية والإنتاجية لمصانع الاسمنت بالسودان نحو (7) ملايين طن في العام ، وتعمل بطاقة تشغيلية لا تتعدى الـ(3) ملايين طن في العام، نسبة لضعف طاقة البلاد الاستهلاكية من الأسمنت.
وأكد المهندس عبد الوهاب محمد عثمان وزير الصناعة اهتمام الدولة بصناعة الأسمنت بالبلاد باعتبارها الأولى من حيث الاستثمار والمادة الرئيسية التي تسهم في البنى التحتية. وقال الوزير لدى إطلاعه على تقرير حول صناعة الأسمنت في السودان أن اهتمام الدولة بصناعة الأسمنت ينعكس على المصنعين لتقليل تكلفة الإنتاج ، وأشار الى ضرورة بحث مقترحات التقرير وعرضها على القطاع الاقتصادي وإمكانية معالجة المعوقات التي تهدد صناعة الأسمنت بالبلاد ، ودعا للاستفادة من نقل التجارب والتقنيات العالمية التي لها أثر في تقليل تكاليف الإنتاج واستهلاك الطاقة من خلال المشاركة في مؤتمر التعدين.
وأضاف : أن تحدينا الرئيسي أن نصل لطاقة رئيسية للاستفادة من حجم المعادن الموجودة في السودان والتي من أهمها معدن الحديد . ومن جانبه أكد بلال يوسف وكيل وزارة الصناعة ان وزارة الصناعة هي اول المستفيدين من توقيع اتفاقية التعاون مع دولة جنوب السودان، سواء في تصدير الاسمنت او السلع الصناعية الاخرى ، واعتبر دخولها للجنوب مكسبا كبيرا.
وأكد بلال فى حديثه لـ(الرأي العام) ان الطاقة الحالية لصناعة الاسمنت تكفي حاجة البلاد وتفيض، ويمكن تصديرها للجنوب بكل يسر وسهولة، وأضاف : كلما زادت الطاقة الانتاجية لمصانع الاسمنت، كلما كان التوزيع اكبر لقلة تكاليف المنتج وزادت الانتاجية وارتفع العائد، ونوه الى ضرورة الاستفادة من النقل النهري مع دولة الجنوب باعتباره ارخص وسائل النقل وأضمنها. وأضاف : بمجرد اكتمال الترتيبات الخاصة بالعملية التجارية بين البلدين ، فانه سيتم الاعفاء الكلى لأي رسوم على سلعة الاسمنت للصادر، حتى تجد فرصتها في المنافسة، وأضاف : دولة الجنوب في امس الحاجة لمنتجاتنا بما فيها الاسمنت، ولابد ان تحدث في ذلك تفاهمات تصب في صالح البلدين.
وفي السياق اكد الاستاذ اكرم امين مدير التسويق بشركة اسمنت عطبرة ان شركات الاسمنت هي اول المستفيدين من الاتفاقية، باعتبار ان الجنوب يمثل اكبر سوق، وأوضح ان ذلك حقق عائدا لشركات الاسمنت قبل حدوث التوترات باعتبارها دولة نامية وتحتاج لمواد البناء، والسودان يمثل افضلية لجودة صناعة وتوافق المزاج والثقافة في استخدام منتجات السودان، وأضاف : نحن اول المتضررين من قفل الحدود والإشكالات مع دولة جنوب السودان، وبالاتفاقية يحقق السودان اكبر عائد من العملات الصعبة، والتي بدورها تؤدي الى انخفاض سعر الدولار ، وبالتالي ينعكس ذلك على قيمة مدخلات الإنتاج وبدوره يؤدي الى انخفاض اسعار الاسمنت فى السوق المحلي، ويزيد من نسبة المنتج وتقليل تكاليفه.
وناشد امين جهات الاختصاص بتفعيل النقل النهري، ودعم جميع قطاعات النقل، باعتبار ان تكلفة الترحيل تمثل نسبة عالية من التكلفة، خاصة وان الاسمنت قد يمر بكل وسائل النقل، وطالب بمنح شعبة الاسمنت فرصة لزيارة دولة الجنوب حتى تجد لها موطئ قدم ، والسودان هو المنفذ البحري الوحيد لدولة الجنوب مع الاخذ في الاعتبار معوقات الاستيراد من الدول المجاورة لدولة الجنوب.
الرأي العام
