الرئيسية » » كلفتة المشاريع الهندسية في السودان ... إستاد الأبيض أنموذجاً

كلفتة المشاريع الهندسية في السودان ... إستاد الأبيض أنموذجاً

Written By Amged Osman on الثلاثاء، أكتوبر 14، 2014 | 1:51 ص

د. أمجد عثمان  

أستن الإتحاد العام لكرة القدم سنة حسنة وهي قيام نهائي كأس السودان في أحدي المدن السودانية كل عام ...
المهم السنة دي الدور علي مدينة الإبيض ...
ولمن لا يعلم فإن مباراة نهائي كأس السودان هذا العام (كما جرت العادة) بين الهلال والمريخ ...
ومزمع قيامها يوم 19 أكتوبر الجاري ...
أي والله ...
بعد 5 أيام بالتمام والكمال ...
طيب المشكلة وين ؟؟؟
المشكلة شنو ؟
كدي شوفو شكل الاستاد (في الصور المرفقة) اليوم عامل كيف ؟؟



المدرجات لم تكتمل ؟؟؟
المقصورة لم تكتمل ؟؟؟
أرضية الملعب لم تكتمل ؟؟؟
النجيل (الصناعي) لم يصل الي مدينة الابيض بعد ولم يتم تركيبه ؟؟؟
بي إختصار مافي شيء جاهز ؟؟
شيء لا يصدق ؟؟
؟؟


الاتحاد العام يقول انه سيقف علي مدي جاهزية الاستاد يوم الخميس 16 اكتوبر ؟؟
معقولة بس دايرينو يجهز في 3 أيام ؟؟
لا كورة لا مقصورة ؟؟
اي منطق ؟؟
الشركة المنفذة تقول إن تركيب النجيل وحده يحتاج في العادة الي 10 أيام لكن يمكن تسريع العمل (كلفتة بالدارجي) في 5 أيام ؟؟
ولنفترض إنه تم إنجاز كل ماتبقي في الفترة المتبقية وإن كان أشبه بالمستحيل ؟؟
هل سيكون بمقدور المقاول انجاز العمل بالمستوي والجودة المطلوبة ؟؟
هل سيكون بمقدور الاستشاري مراجعة العمل قبل المباراة ؟؟
نري في الصور إن متبقي العمل قد يحتاج الي شهور الي إكماله ؟؟

فحتي لا يهدر المال العام !!
ويتم التنفيذ حسب المواصفات والجودة المطلوبة !!
فصوت العقل يقول يحب أن تحول المباراة إلي استاد آخر (جاهز)
وإعطاء إستاد الأبيض الزمن الكافي لإكماله ... 
حتي لا نظلم المدينة ...
ولا نبدد أمولنا ..
!!
ولا مكان للحديث عن اسباب التأخير في هذا المشروع حالياً ..
فالعجلة من أجل الافتتاح مشاكلها لاتحصي ولا تعد ...


وفي البال إنهيار الواجهات الزجاجية لمطار الشهيد صبيرة بالجنينة بعد 3 أسابيع فقط بعد الإفتتاح ...
!!!
ودا كلو سببو الكلفتة عشان يحصل الافتتاح ...
؟؟؟
ففي إعتقادي إن صاحب القرار هو المهندس الإستشاري ...
هو الذي يحدد إذا كان بالامكان الاكمال في المواعيد أو عدمه ..
ولا رأي بعده ..
!!!

هذا فقط نموذج ومثال لكثير من المشاريع القومية التي يتسارع العمل مع نهايتها من أجل إفتتاح سياسي فتكون المحصلة منشأة غير مطابقة للمواصفات ...
!!!
ممارسة تفتقد أبسط القواعد الهندسية المتعارف عليها ..
فهذه الطريقة تعطل عجلة الجودة الأساسية (رباعية ديمنغ PDCA) ...
 تخطيط ثم تنفيذ ثم مراجعة ثم تصحيح وهكذا
وتقفز فوق خطوات تحقيق الجودة المستمرة قفزاً ..
وتتخطي مسئوليات الأطراف المشاركة تخطياً...
فيكون الناتج منشأة ذات جودة مشوهة !
وعمر منقوص !
ومشاكل لا تحصي ولاتعد !

فقط أقول ..
المسئولية في المقام الأول تقع علي عاتق المهندس الشجاع في قراره القوي في إرادته الأمين علي ما أؤتمن عليه ..
إخطاء الأطباء تدفن في باطن الأرض وأخطاء المهندسين تبقي فوقها ليتذكرها الجميع !!

كلمات ليست كالكلمات
- في العجلة الندامة
- لا تهدرو أموالنا

ملحوظة:  
المصادر والصور من كووورة سودانية (خالد شيبا + أحمد دراج)





شارك هذا المقال :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

 
Support : Creating Website | Johny Template | Mas Template
copyright © 2011. سوداكون - All Rights Reserved
Template Created by Creating Website
Proudly powered by Blogger