الرئيسية » » "بكتها قطوعات المياه" خرطوم النيلين تذرف دموع العطش

"بكتها قطوعات المياه" خرطوم النيلين تذرف دموع العطش

Written By sudaconTube on الثلاثاء، يونيو 10، 2014 | 5:31 م

اليوم التالي   - الزين عثمان  

شهران ويزيد، (عوض) المقيم في أحد أحياء الخرطوم، المدينة التي ترقد في حضن نهرين. كان ظنه "يومين تلاتة" وتعود المياه إلى مواسيرها، يتجاوز حالة شخير الحنفية بعد أن فارق النوم عينيه في انتظار "موية الهيئة" التي تجيد الغياب. لم يجد أمامه سوى أن يفعل ما يفعله العطشى، مرتبه بالكاد يوفر الرغيف فهو لا سبيل له للحصول على مياه الشركات المفلترة..

ما يهزم البشر تقوم به "الحمير"
الكارو صارت أول ما يدق على بابه.. قبل وصول الترحيل يملأ براميله بالمياه ويدفع الخمسة عشر جنيهاً مثل غيره؛ فالظلم يوحد في أحيان كثيرة.

إذاً، هي فاتورة جديدة عليه دفعها كما عليه أن يدفع فاتورة شخير الماسورة كل شهر حين يريد الحصول على الكهرباء.

وهزمهم احتمال العطش
خرجت الأحياء إلى الشوارع تطالب (المواسير) بجلب المياه إلى المنازل كحق طبيعي لا تستمر الحياة بدونه، إغلاق الشوارع دفع الشرطة للقيام بواجبها في الحفاظ على النظام وهو الأمر الذي أدى لموت أحد الضحايا مختنقاً.. ودفع بالشرطة لأن تذيل بيانها بالأسف على وفاة مواطن.. ودفع بوالي الخرطوم ورئيس لجنة الأمن فيها إلى أن يقوم بتقديم واجب العزاء لأسرة الضحية أمس.

لو أن المواسير في أحياء الخرطوم جنوب تدفقت منها المياه لما فاضت روح الطفل ذي الأربعة عشر عاما بالاختناق، وما كان الوالي ليرهق نفسه بمشوار إلى تلك الفيافي من أجل تقديم واجب العزاء بسبب ماسورة رفضت أن تقوم بواجبها في نقل المياه من النهر إلى البيوت.

وشوارع الخرطوم في شرعتها أن الإنسان يموت من زيادة "الموية" ويموت من قلتها. "الموية" أولى لبقاء العباد ولا سبيل سوى أن تضع الولاية معالجات ناجعة لمشكلتها.. من غير المنطقي أن تغيب المياه عن حي الشجرة الذي ما زال يحتضن متبقي مباني هيئة الري المصري، وتنقطع عن الكلاكلة رغم عن أنف بياض "موية" النهر، ويعطش الناس في الفتيحاب وفي بقية الشوارع الخرطومية كما أن المبررات التي ربطت شخير المواسير بأزمة الكهرباء في محطات التغذية الرئيسة في الولاية قد تبدو غير مقنعة للمواطنين الذين ذهبوا إلى الصناديق واختاروا شجرة الخضر لتسقيهم لا لتمنحهم الموت بالعطش.

لا يمكن احتمال أن تبكي خرطوم النيلين من غياب المياه وأن يبكي أهلها بقدرتهم المنتهية في انتظار معجزة أن تنقط الماسورة "موية".
شارك هذا المقال :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

 
Support : Creating Website | Johny Template | Mas Template
copyright © 2011. سوداكون - All Rights Reserved
Template Created by Creating Website
Proudly powered by Blogger