الرئيسية » » خلاطات الأسمنت.. حين يتخلى (الطُلبة) عن (قدحه)

خلاطات الأسمنت.. حين يتخلى (الطُلبة) عن (قدحه)

Written By Admin on الجمعة، مايو 02، 2014 | 11:54 م

اليوم التالي - طيبة سر الله 

سواعدهم، ويسيل عرقهم مدراراً وهم منهمكون في إنجاز (ملطم) (مونة أو خرصانة مسلحة)، لكن مع التطور الذي شمل جميع المجالات عبر التقنيات العالية التي ظهرت مع بزوغ فجر الألفية الجديدة، لم يكن عالم البناء والتشييد استثناءً، فظهرت آليات البناء الحديثة المتمثلة – في هذه الحالة - في خلاطات الأسمنت، فكانت الخلاطات الحديثة واحدة من أهم الآليات التي استخدمت في عمل الخلطات الأسمنية، فحلت مكان الأيدي العاملة.. الشيء الذي أدى إلى تأثير مباشر على العمالة اليدوية رغم أن هذه الآليات وفرت كثيراً من الزمن والجهد مع زيادة الإنتاج إلى ثلاثة أرباع ما كانت تستخدمه العمالة اليدوية، أي (الربع) في ساعات العمل اليومية المعروفة.

احتلال قسري
وبذلك يكون الخلاط قد استحوذ على مهنة العمال التقليديين (الطُلب) قسراً، وبوضع (اليد الآلية)، لذلك فإن عملية خلط الأسمنت لعمل الصبّات الخرصانية من أعمدة و(بيم) وخلافهما مما يُنجز بأذرعة العمال وطاقاتهم وكدهم وعرقهم صادرته الماكينات التي اختصرت الوقت والطاقة المبذولة يدوياً، وأصبحت تقوم مقام الأيدي العاملة التي وجدت نفسها ملفوظة بعيداً عن أكوام الرمال وكثبان الخرصانة، فأنزلت (أقداحها) من رؤوسها المحتشدة بهموم العيش وشظفه، وتخلت عن مهنتها بفعل الحداثة، لتبدأ رحلة بحث مضنية عن أخرى بديلة.

الآن قل عدد عمال البناء (الطُلب)، قل كثيراً عما كان عليه سابقاً، خاصة بعيد امتلاك المقاولين والمهندسين لتلك الخلاطات الآلية الضخمة، ومن لا يملكها بمقدوره استئجارها من آخرين.

"مونة حُرة"
إلى وقت قريب أيضاً، كان خلط مواد البناء أو ما يعرف بـ(المونة)، يتم يدوياً، يبذل فيه هؤلاء العمال وقتاً كبيراً وجهداً مضنياً، وما كانوا ينجزونه خلال يوم عمل كامل، أضحت تنجزه هذه الآليات- ربما في – أقل من ساعة، ما أدى لخفض التكلفة المادية التي كانت تذهب كأجور للعمال، وترتب على ذلك كساد في سوق العمالة وزيادة عدد العمال الذين لا يجدون عملاً، وبالتالي زادت البطالة.

آليات صينية
وأغلب هذه الآليات التي تعمل في مجال التشييد والبناء صينية الصُنع، لذلك دخلت هذه الآلة واستصحبت معها العمالة الصينية (المرغوبة) لدى أصحاب المشاريع الكبيرة والإنشاءات الجديدة دون منافسة من العمالة المحلية والتي باتت عاطلة وخرجت من سوق العمل في هذا المجال . هذه الآليات أو الخلاطات تختلف أسعارها وفق اختلاف الحجم وسعتها، إذ بين 90 ألف جنيه، و70، حتى تدنو إلى 40 للمستعملة (سكند هاند).
شارك هذا المقال :

هناك تعليق واحد:

  1. مقال جميل جدا ، و أنا بفتكر إنو الموضوع مفروض يمشي أبعد من كدة كمان ، و المباني تبقى أرخص و أرخص ، لأنو المأوى هو الآن أعلى الاحياجات الآدمية سعرا.

    ردحذف

 
Support : Creating Website | Johny Template | Mas Template
copyright © 2011. سوداكون - All Rights Reserved
Template Created by Creating Website
Proudly powered by Blogger