الرئيسية » » شارع مانديلا ..يفتح الله..!! عبدالباقي الظافر

شارع مانديلا ..يفتح الله..!! عبدالباقي الظافر

Written By sudaconTube on الأحد، أبريل 06، 2014 | 12:34 ص

عبدالباقي الظافر-- الصيحة

قبل سنوات كنا مجموعة من الإعلاميين ضيوفا على اسرة الراحل بشير النفيدي بديوانهم الرحب بضاحية سوبا..المناسبة الجامعة كانت على شرف تدشين شارع النفيدي الذي كان يحمل سابقا اسم شارع الستين..فيما كان عدد من الاساتذة يقدم مقترحات تساعد في ترسيخ الاسم في الوجدان الشعبي قدمت اقتراحا لم يعجب الحضور يفيد ان تبحث الحكومة والأسرة عن مشروع تحت التأسيس ليطلق عليه اسم النفيدي منذ الطلة الاولى..سببت ذاك الاقتراح ان السودانيين ميالون للارتباط بالأسماء القديمة المستوحاة من حياتهم اليومية ولهذا سيقاومون تغيير اسم شارع الستين..اعتقد ان التجربة الطويلة أكدت صدق ومنطقية ذاك الاقتراح فما زال اسم الستين راكزا في الذاكرة الشعبية رغم انف اللافتات الحكومية والمجهودات الكبيرة من اسرة النفيدي في تزين وتشجير الشارع.

لم يكن شارع النفيدي وحده الذي قاوم سنة التغيير..في ذات يوم (هفت ) لوالي الخرطوم يومها عبدالحيلم المتعافي ان يطلق اسم الشيخ زايد على شارع النيل اعرق شارع بالخرطوم..الوالي دعى الاعلام وبعض اعضاء السلك الدبلوماسي ليشهدوا (السماية )..ولكن بعد قليل عاد الشارع الى قواعده الأصيلة حاملا اسمه القديم..ولكن مفارقة اخرى واجهت الخرطوم مع شارع القذافي الذي يخترق الريف الجنوبي نواحي العيلفون..من شدة ضعف خيالنا ارتضينا ان يشيد القذافي شارعا لا يتجاوز طوله الثلاثين كيلومترا ويمنح شرف الاسم ..المازق حدث بعد الثورة الشعبية التي خلعت القذافي من الحكم وجعلت الخرطوم في حيرة ما كان لها ان تحدث لو تمت تسمية الطريق باسم طرابلس او بنغازي.

امس تحدث السفير علي يوسف رئيس لجنة تأبين الزعيم الخالد مانديلا بانهم بصدد اعادة تسمية شارع (١٥) بحي العمارات بالخرطوم ليحمل اسم مانديلا ..بداية ان تهتم الخرطوم ويرعى واليها مثل هذا التأبين يعتبر عودة للوعي بأهمية الاهتمام بجذورنا الافريقية التي تعتبر مكون أساسي للامة السودانية ..فقد غالت الخرطوم الرسمية في توقير البعد العربي فتجد عدد اكبيرا من احياء الخرطوم يحمل اسماء مدن وعواصم إفريقية اقل عراقة من عاصمتنا القومية..بيدا ان الأهم في الموضوع هو تخليد ذكرى زعيم عالمي ناضل من اجل العدالة والكرامة ودفع ثمن ذلك غاليا ..الزعيم مانديلا حينما كان مصنف إرهابيا فتحت له الخرطوم أبوابها وزارها يلتمس النصح عند قادتها في ذاك الزمان الذي لم تكن بلادنا في عزلة من الأولين والآخرين .

في تقديري ان على ولاية الخرطوم الا تكرر مسلسل الأخطاء وتبيع الوهم لأنصار الزعيم الخالد..شارع (١٥) سيظل كذلك شارع (خمستاشر) مهما رفعت الحكومة من لافتات وأطلقت من اسماء..ان كانت حكومة الخضر جادة في تخليد ذكرى مانديلا فارض الخرطوم واسعة وهنالك اكثر من مشروع قيد الإنشاء..مانديلا يستحق تخليدا أكبر من وضع اسمه على شارع صغير ومغمور..ماذا اذا تمت تسمية الجسر الجديد الرابط بين الكلاكلة وأم درمان باسم مانديلا ..ستكون التسمية لمشروع عملاق بمثابة رسالة تعضد السلام الاجتماعي في السودان وكذلك تخرج الحكومة من حرج التنازع على الاسم بين المقيمين على ضفتي النهر كما حدث في جسور سابقة كان آخرها جسرا الحلفاية والمنشية.

علينا ان ننتهز السانحة لنسأل لماذا ظلت الخرطوم عاصمة تغرق في المجهول..رغم ان مشروع العنونة الالكترونية قد شارف الانتهاء الا ان العاصمة مازالت شوارعها لا تحمل اسماء وان حملت غابت عنها اللافتات المرشدة ..واقترح في هذا الصدد ان تقسم الخرطوم بأرقام فردية تشير الى الشوارع الرئيسة المتجهة من الشمال الى الجنوب وأخرى زوجية لإشارة للطرق التي تربط الشرق بالغرب..ما بين هذه الشوارع والطرق نخلد ما نشاء من زعماء ورجال اعمال ومدن إفريقية وعربية..هذه التسمية الرقمية معمول بها في عدد كبير من مدن العالم وتيسر لمستخدم الطريق العام سرعة الاستدراك حينما يتوه في الخرطوم الكبرى ..اتمنى ان تصمم الخرطوم مثل المشروع الكبير فيما تبقى من دورة انتخابية التي اجلها عام ان لم تحدث متغيرات.




شارك هذا المقال :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

 
Support : Creating Website | Johny Template | Mas Template
copyright © 2011. سوداكون - All Rights Reserved
Template Created by Creating Website
Proudly powered by Blogger