الرئيسية » » صندوق إعمار الشرق.. الحساب ولد (1-2)

صندوق إعمار الشرق.. الحساب ولد (1-2)

Written By Admin on الثلاثاء، أبريل 15، 2014 | 11:14 م

السوداني

* تقرير فني: مخالفات وقصور في تنفيذ المشروعات بالولايات الثلاث
* تقرير اللجنة كشف عن أموال ذهبت في مشروعات غير ذات جدوى

هذه أبرز مآخذ التقرير على مشاريع محوري الصحة والتعليم، بعض المشروعات نفذت في مناطق غير آهلة بالسكان

صندوق إعادة بناء وتنمية الشرق هو الجسم المناط به تنفيذ الملف الاقتصادي لاتفاقية سلام الشرق، حيث أن الهدف الاستراتيجي الأول منه هو تنمية المناطق المتأثرة والمتضررة مباشرة بالحرب وفق برامج ومحاور وميزانيات تكون إضافة للميزانيات القومية والولائية والمحلية، ويلتزم الصندوق بالتخطيط والتنفيذ والإشراف والمتابعة، لكن تقريراً أعدته لجنة فنية شكلها مساعد رئيس الجمهورية رئيس جبهة الشرق موسي محمد أحمد، برئاسة مدير المشروعات في الصندوق بابكر البدري، و مدير إدارة التنمية الأمين الطاهر الأمين رئيسا مناوبا، ومعهم آخرون؛ كشف هذا التقرير عن إشكالات صاحبت تنفيذ عمل الصندوق خلال الفترة من 2008 م وحتى العام 2013 م بالولايات الشرقية، الأمر الذي دفع اللجنة إلى تقديم جملة توصيات لإصلاح وتدارك الأخطاء. (السوداني) حصلت على التقرير الذي تم رفعه للنائب الأول لرئيس الجمهورية الفريق بكري حسن صالح، وكذلك لمسؤول ملف سلام الشرق بالمؤتمر الوطني د. مصطفى عثمان إسماعيل، وقد سلَّط التقرير الضوء على العديد من الحقائق الغائبة وهذا استعراض ما ورد في التقرير..

عبدالقادر باكاش
أول ما يجب الإشارة إليه هنا هو أن اللجنة المناط بها إنجاز التقرير بتكليف من مُساعد رئيس الجمهورية؛ رئيس جبهة الشرق والتي ضمَّت إلى جانب بابكر البدري، والأمين الطاهر؛ كُلاً من المهندس مصطفى كاظم عن مكتب ولاية البحر الأحمر مقررا، وعضوية مدير مكتب الصندوق بولاية كسلا تاج السر محمد حمد ومدير مكتب الصندوق بولاية القضارف مصطفى ربيع محمد. حيث دشَّنت اللجنة عملها بطواف على ولاية البحر الأحمر بدأ يوم الثلاثين من يونيو واستمر حتى التاسع من يوليو 2013 م، وقامت اللجنة بوضع جدول الزيارات ومواعيد الاجتماعات مع جهات الاختصاص التي لها علاقة مباشرة بالصندوق، ثم طافت على كل المحليات وغطت جميع المحاور وأثناء الطواف التقت اللجنة ببعض الفعاليات الشعبية من مواطنين ولجان شعبية وخلصت اللجنة إلى نتائج نوردها تباعاً في الفقرات الآتية..

ولاية البحر الأحمر.. محليات خارج التغطية
أهم ما ورد في تقرير اللجنة عن ولاية البحر الاحمر هو أن معظم المباني والمنشآت بحالة جيدة، فلا توجد عيوب إنشائية وكل المشروعات تم تنفيذها بنسبة 100%، ما عدا خط مياه الشجرة ويعود السبب لعيوب في التصميم حيث أنه لم يكتمل تنفيذه وتمت تسوية استحقاقات المقاول.

ويلاحظ أنه لم يتم توفير المعينات من كادر متخصص وأثاثات ومكونات تشغيل وغيره خاصة في محوري الصحة والتعليم، مما أثر سلباً في عمليتى التشغيل والمخرجات النهائية في العملية التعليمية أو الصحية. حيث بلغ عدد المرافق الصحية غير العاملة منذ إنشائها 29 من 33 منشأة، كما وأوكلت عملية إدارة مرافق المياه لكوادر شعبية محلية غير مؤهلة وغير مُدرَّبة، ولم توفر لها ميزانيات مما جعل تلك الجهات تقوم بجباية الأموال وفق رؤيتها.

أيضاً يُلاحظ أن بعض المشروعات لم يتم اختيارها بصورة مدروسة حيث أن بعضها يقع في مناطق غير آهلة بالسكان وبعضها لا توجد به خدمات ولا مقومات حياة (سد كور – مدرسة تنقلاي – مدرسة هللباب).

وكذلك فإنَّ المحليات المتأثرة بالحرب (محلية عقيق – طوكر – شرق درديب) لم تحظ بنصيب مناسب من المشروعات لإزالة آثار الحرب ومكافحة الفقر وسبل كسب العيش (الزراعة – المرعى- منتجات البحر) كهدف استراتيجي ورد في الاتفاقية.

أما آخر ما ورد في شأن ولاية البحر الاحمر فهو أن كل مشروعات الكهرباء ذات التوليد الحراري (مولدات) تعمل ساعات محددة في اليوم و بعضها لا يعمل إطلاقا نظرا لعدم وجود جهة تقوم بأعباء وتكاليف التشغيل اليومية مما قلل ساعات التشغيل اليومية إلى أربع ساعات في معظم المشروعات وأحيانا لا تعمل (عقيق).

كُرة طائرة.. بالقضارف!!
ومن ثم ننتقل إلى (قضروف سعد) وفيها حسبما أورد التقرير، فإنَّ اللجنة قامت بزيارة ولاية القضارففي الفترة من 17/7/2013م إلى 27/7/2013م، وتم تحديد برنامج الزيارات وخط السير بالتشاور مع الإخوة في مكتب القضارف، وذلك تفاديا لصعوبات التنقل خلال فصل الخريف، وغطت الجولات كل محليات الولاية بمحاورها المختلفة، كما قامت اللجنة أيضا بمقابلة بعض الجهات ذات الصلة بعمل الصندوق، وأثناء الطواف التقت اللجنة بالفعاليات الشعبية والمواطنين، وأشاد معظمهم بالخدمات المقدمة من قبل الصندوق وفي نهاية عملية التحليل والتقييم للزيارة خلصت اللجنة للنتائج التالية: معظم مشروعات الصندوق بحالة جيدة من الناحية الإنشائية وتم تنفيذها بنسبة 100%. وكذلك وجدت اللجنة أن المشروعات التي أقيمت في القضارف مستفاد منها جيدا لوقوعها في مناطق مستقرة.

لكن التقرير أشار إلى أن مشروعات الكهرباء ذات التوليد الحراري (مولدات)، بهذه الولاية لا تعمل وغير مستفاد منها في ثلاثة مشروعات هى (بلوس- أم سقطة - بازورا). وأيضاً أشار تقرير اللجنة إلى أن هناك مشاريع أقيمت خارج إطار استراتيجية الصندوق مثل ملعب الكرة الطائرة بمدينة القضارف.

( بروش كسلا..!)
وفيما يتعلَّق بولاية كسلا فقد قامت اللجنة بزيارتها خلال شهري (7 و6) من العام الماضي، وتم وضع جدول زمني لزيارات المشروعات ومقابلة الجهات ذات الصلة بعمل اللجنة وتمت زيارة جميع المحليات حيث غطت اللجنة جميع المحاور، وأثناء الطواف قابلت اللجنة بعض الفعاليات الشعبية والمواطنين لاستقراء الآراء ومعرفة أثر المشروعات على المواطنين وبعد الجولة توصلت اللجنة للنتائج التالية: كل المشروعات بحالة جيدة من الناحية الإنشائية وتم تنفيذها بنسبة 100%. لكن اللجنة لاحظت أن المراكز الاجتماعية ومراكز نقل التقانة والسلخانات عبارة عن منشآت غير عاملة بسبب ضعف معينات التشغيل أو بسبب عدم وجود الدراسات المتكاملة.

أما في محور التعليم فالمدارس معظمها نصفية وربعية ولم تكتمل منشآتها خلال الأعوام التالية لتكون مدارس مكتملة إلا أن إدارات المدارس والمواطنين قاموا ببناء فصول إضافية بمواد محلية هشة كالقش والحصير والبروش لاستيعاب الطلاب مع ضعف المعينات من أثاثات وكتاب مدرسي وكادر مؤهل مما يؤثر سلبا في مخرجات العملية التعليمية. ولم تنشأ أي داخليات والتي أشارت إليها الاتفاقية.

وفي محور الصحة فالمنشآت الصحية في معظمها لا تعمل ( 19منشأة صحية) بسبب ضعف التشغيل ويشمل ذلك مستشفى حلفا القربة (3). وأما مستشفى تواييت وعد موسى التي صرف عليها الصندوق مبالغ طائلة تفوق المليار لتوفير معدات طبية وأثاثات فهي الاخرى لم يستفد منها.

أيضاً من الملاحظات التي رصدتها اللجنة انه تم نقل مدرسة ثانوية تحتاج إليها منطقة الشعبية بكسلا إلى حي الرواشدة بالقضارف رغم وجود مناطق أثر أولوية تحتاج إلى هذه الخدمة في نفس الولاية.

أما عن مشاريع المياه بولاية كسلا فأكدت اللجنة أن هناك مضخات يدوية بعضها متوقف.

وترى اللجنة ضرورة عمل مشاريع مياه متكاملة ذات شبكات – صهاريج – آبار حيث أن استخدام المضخات اليدوية به مشقة وعدم جدوى.

كذلك هناك مرشحات رملية (slow sand filter) أضيفت لها مرشحات تعمل بالكهرباء (pressure filter) إلا أنه لم تتم الاستفادة منها لعدم دقة الدراسة وفق الحاجة والهدف.

وأخيراً تم اكتشاف أن برامج التوعية ورفع القدرات للمرأة والرجل لم تنل حظاً مناسباً مما يتطلب الاهتمام بها.

( اللحم الحى!!)
وحوى تقرير اللجنة ملاحظات عامة، أهمها أن ثمَّة مشروعات قامت دون أن تُطرح لها عطاءات، منها : مشروع بناء القدرات والتدريب لمدة ثلاث سنوات فيالولايات الثلاث تم تخصيصها لجهة واحدة، علما بأنها رصدت لها مبالغ كبيرة بلغت (2.157.489) جنيهاً، وهنالك جهات متخصصة لبناء القدرات ولديها خبرة ومسجلة لدى حكومة السودان.
شارك هذا المقال :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

 
Support : Creating Website | Johny Template | Mas Template
copyright © 2011. سوداكون - All Rights Reserved
Template Created by Creating Website
Proudly powered by Blogger