مشروع ديزيرتيك لتوليد الطاقة الكهربائية

سماح السعداوي - سوداكون 

تعتبر الطاقة من أهم الموارد التي تحتاجها كافة بلدان العالم، وحتى أيامنا هذه تعتبر مصادر الطاقة غير المتجددة كالفحم والنفط من أهم مصادر الطاقة، لكن ومع تقدم التقنيات الحديثة فقد زاد إعتماد سكان اﻷرض على موارد الطاقة المتجددة، وتعتبر الطاقة الشمسية واحدةً من أبرز تلك الموارد، بالإضافة إلى طاقة الرياح فأصبحنا أمام مورد وتجارة جديدة، فالكثير من الشركات والمنظمات تقوم  بإستئجار الأراضي العقارية  الغير مؤهلة لإستخدامها كمنصات ألواح شمسية وأبراج مولدة للطاقة بإستغلال الشمس والرياح.

ديزيرتيك Desertec Foundation ، هو اسم المشروع العالمي الذي يهدف للحصول على الطاقة من المواقع التي تتوفر فيها المصادر المتجددة كالشمس والرياح. فقد أُنشأت منظمة ديزيرتيك، وهي منظمة غير حكومية في عام ٢٠٠٩ بهدف ترويج فكرة إنتاج الطاقة النظيفة في صحارى العالم. وتهدف ديزيرتيك لتوليد الكهرباء في شمال أفريقيا والشرق الأوسط وأوروبا بإستخدام منشآت الطاقة المتجددة مثل مزارع الرياح والمرايا الشمسية الحرارية، كما تطمح إلى تطوير شبكة الكهرباء الأوروبية المتوسطية، التي تتألف من كابلات نقل التيار العالي الجهد. يشمل المشروع أيضاً  إستخدام جميع أنواع مصادر الطاقة المتجددة، كالصحارى التي تعتبر مصدر مهم جداً للطاقة الشمسية مع الأخذ بعين الإعتبار إستخدام الأراضي والموارد المائية، أما الهدف اﻷهم لديزيرتيك فهو توفير حل متكامل لمشكلة نقص الغذاء والماء في العقود القليلة المقبلة في المناطق الصحراوية وتوفير مساحات واسعة من المراعي والأراضي الزراعية.

يضم مشروع ديزيرتك ثلّةً من العلماء والخبراء من أوروبا والشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ويوفر التعاون الكامل بين هؤلاء العلماء لتطوير المشروع وتحقيق أهدافه. عملياً، المشروع ينص على إقامة شبكة ضخمة من المرايا، التي تمتص الطاقة التي تصدرها أشعة الشمس وتحولها لطاقة حرارية، بحيث تقوم بتسخين نوع خاص من الزيوت الذي يقوم بدوره  بتشغيل عنفات بخاريّة قادرة على توليد الكهرباء، ومن ثمّ تقوم شبكة خاصة بنقل الكهرباء إلى أوروبا عبر خط كهرباء عالي التوتر الذي يربط بينها وبين شمال أفريقيا. ويمكن للمشروع أن يوفر حوالي ١٥ بالمئة من إحتياجات قارة أوروبا من الكهرباء، ومن المتوقع أن يأمن ٢٠ جيجاواط بحلول عام ٢٠٢٠ و ١٠٠ جيجاواط بحلول عام ٢٠٥٠.

الخطة النهائية لتنفيذ المشروع وضعت في مدينة ميونيخ، في ١٣ تموز/ يوليو ٢٠٠٩، المشروع بحاجة إلى جهد كبير ومكلف إلا إن تنفيذه سيكون حلاً معيشياً على المدى الطويل.