الصحافة - حلفا: محمد سعيد :
ستضع ماكينات سحب المياه الايطالية الصنع حداً لازمة مياه مدينة وادي حلفا، وسيتمكن آلاف المواطنين من الحصول على خدمات المياه بطريقة سلسة، وهي آمال تزامنت مع وصول شحنات المعدات الخاصة بمياه وادي حلفا الاسبوع الماضي، فالمدينة التي تقع على ضفاف نهر النيل ويقطنها اكثر من «100» الف شخص تعاني من ازمة مياه حادة، وتعمل مضخاتها البدائية على فترات متذبذبة، وتخصص ساعات محدودة لتوفير المياه للسكان والمرافق الحيوية. ويتطلع بدوي الى رؤية صنبور منزله يدر المياه بشكل يومي لكنه يخشى من بطء يلازم تركيب المحطة الجديدة على مقربة من منزله، وقال: «على الرغم من ان المحطة الجديدة تمثل واقعاً جيداً لنا الا ان هناك مخاوف من عدم تركيبها بشكل عاجل لأن أزمة المياه استفحلت تماماً». كما تعاني مدينة وادي حلفا التي هجرها آلاف النوبيين في عام 1964عقب انشاء السد العالي وغمر المياه للمدينة القديمة، من ارتفاع اسعار السلع خاصة على صعيد الاغذية والخضروات واللحوم الحمراء على الرغم من أن بالمدينة ميناء نهري يربطها بمدينة اسوان المصرية.
ويقول احمد عبد الرحمن: «هنا نعاني من اوضاع قاسية جداً، فالاسعار العالية مرهقة لأن الوظائف لا توفر اموالاً طائلة لمواجهة غلاء الاسعار». وتنتج بحيرة النوبة آلاف الاطنان من السمك الجيد لكن معظم تلك الكميات تنقل الى الخرطوم، ويبلغ طلب كيلو السمك بمدينة وادي حلفا اكثر من 15 جنيهاً لطبق متوسط الجودة، ويأمل سكان وادي حلفا في انتعاش البلدة مع بداية افتتاح الطريق القاري الذي يربط بين السودان ومصر وهو طريق يتوغل الى داخل بلدتهم، الى جانب تخفيض اسعار البضائع المستوردة بشكل كبير.
وقال عبد الرحمن الذي يدير محلاً لبيع الفواكه المستوردة من مصر: «نتوقع ان تعيش المدينة اوضاعاً افضل بعد افتتاح الطريق القاري لأنه سينعش البلدة وضمان قدر كبير من حركة التجارة بين السودان ومصر عبر وادي حلفا على طول طريق يبلغ طوله 345 كلم، وهي مسافة اقرب من الخرطوم».
ويقول سائق في شركة نقل بين الخرطوم ووادي حلفا وهي شركات استأنفت نشاطها الى هناك عقب انشاء طريق وادي حلفا الخرطوم في عام 2009 وطوله 909 كلم يقول: «كل المؤشرات تقول إن الطريق القاري البري سيضمن عملاً للشركات الناقلة بين المدن السودانية والمصرية بأسعار معقولة، ولذلك تحرص شركات النقل على البقاء في هذه المدينة». وتنهض في المدينة بعض المشروعات الزراعية بشكل جيد، وهناك حوالى «200» فدان في قلب البلدة وهي حقول زراعية قيد التجربة من قبل مجموعة شركات دال للأغذية، وتستخدم الشركة أساليب متطورة في مجال الري الحديث، كما ان اراضي الاطماء النيلي التي تبلغ مساحتها «64» الف فدان تحث العديد من الاستثمارات على التوجه الى هناك، ويقول مسؤول في جمعية تعاونية تنشط في المجال الزراعي في وادي حلفا: «يمتلك الاهالي آلاف الافدنة في اراضٍ تقع حول بحيرة النوبة، لكن معظم هذه الاراضي غير مستغلة لارتفاع كلفة الزراعة، وهي اراض يمكن ان توفر الغذاء والخضروات لسكان الولاية بأكملها». ويحصل سكان واديحلفا على الخضروات والفواكه باسعار عالية، ويصل سعر كيلو الموز الى اكثر من «9» جنيهات كما أن سعر دستة البرتقال في مواسم توقف الاستيراد من مصر يصل الى «50» جنيهاً، وعلى ما يبدو فإن عبد الجبار الذي يمتلك اكثر من «5» افدنة على الاطماء النيلي يفكر في الهجرة الى خارج السودان بسبب ارتفاع تكاليف المعيشة والزراعة، لكنه يأمل في التوجه الى مناطق تعدين الذهب لجمع مال يمكنه من السفر. ويقول عبد الجبار الذي كان يغوص في وحل لسحب المياه لمزرعته بواسطة ماكينة تعمل بالوقود: «انتظرنا طويلاً كهربة هذه المشروعات كي نتفادى تكلفة الوقود، وخسرنا أكثر من ضعف التكلفة بسبب الوقود».
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق