الرئيسية » » مأساة السيول ... مأساة وطن- مقال

مأساة السيول ... مأساة وطن- مقال

Written By sudaconTube on الثلاثاء، أغسطس 06، 2013 | 3:54 م

خالد محمد الجاك*

فيما يتعلق بمأساة اهلنا الذين يفترشون الارض ويلتحفون السماء ..الكل منا يتحدث عن ضعف الاستعدادات للخريف من قبل الجهات المختصة .. و زيادة معدلات الامطار فى هذا العام ...الخ .. ولكن فى تقديرى ان الازمة اكبر من ذلك بمراحل ... الازمة هى ازمة وطن اقعدته ازماته السياسية ان يكون دولة كاى دولة فى العالم تنمو و تتطور بصورة طبيعية و توفر الخدمات الاساسية للمواطنين ازمة وطن يئن يوميا من المشاكل التى تتفاقم يوما بعد يوم. اعتقد ان مشكلة الحكم فى السودان جرت ورائها كل هذه المشاكل التى لا تنفصل عن بعضها .. زى ما قالوا جماعة عقد الجلاد ( كان الحكم صلح سودانا كان صلح ). فالسودان منذ استقلاله يعانى من مشاكل تخطيطية و ادارية فى المقام الاول ... باختصار السودان بلد تحكمه الفوضى فى كل مجالات الحياة . الخرطوم عاصمة البلاد .. تحولت فى السنوات الاخيرة الى قرية كبيرة .. فاصبحت العاصمة هى السودان و السودان هو العاصمة .. توافد اليها الوافدون من كل حدب و صوب ليشهدوا منافع لهم و السبب الاساسى هو انعدام الخدمات و التنمية و فرص العمل فى كل ولايات السودان .. فلم تعد الخرطوم هى (كرش الفيل) بل اصبحت عدة افيال بكروش متخمة بالاحياء الطرفية التى تنعدم فيها ابسط الخدمات الحياتية بما فيها الصرف السطحى لمياه الامطار و دراسة المناسيب ووضع الحلول اللازمة لذلك قبل وضع اى طوبة فى تلك الاصقاع .. الف باء تاء ثاء التخطيط تقول ان اى مخطط سكنى يجب ان يكون مصحوبا بالحلول الفنية لكل انواع الخدمات و هو ما يسمى بالبنية التحتية ( طرق-مياه-كهرباء-اتصالات-صرف صحى-صرف سطحى ... الخ) و كيفية التنسيق فيما بينها و دراستها بصورة جيدة حتى نتجنب المشاكل التى تحدث فى المستقبل التى ستكون كلفتها عالية ان حدثت.الواقع المرير ان هذه العاصمة التى اصبحت قبلة كل السودان حملت ما لم تستطع حمله بهذا العدد الهائل من السكان ... فظهرت هذه الاحياء الطرفية لتصبح كثير من القرى المحيطة جزءا من هذه العاصمة (الحضارية) .. و للاسف ساعدت الجهات الحكومية و اعنى بصورة خاصة وزارة التخطيط العمرانى على تفاقم هذا الانفجار السكانى .. جلسوا فى المكاتب و قاموا بالشخبطة على الورق لينتجوا لنا هذه الكوارث (الخطط) الاسكانية و كل ذلك من اجل حفنة من الجنيهات تدر على خزينة الدولة فباعوا كل الاراضى ... بل باعوا كل الوطن ... كل ذلك لتمتلئ كروشهم من هذا المال السحت.. اما المواطن و الوطن فليذهب فى ستين داهية ... تلك الكوارث لم يتم دراسة تاثيراتها الاقتصادية و الاجتماعية و البيئية ... و ظهر الجشع و الهلع تجاه العقارات و الاراضى و وصلت اسعار الاراضى فى الخرطوم الى اسعار تضاهى اسعار العقار فى كبريات المدن العالمية (فى كم ما عارف؟؟؟؟) ... وكل فترة نسمع بان موظفى الاراضى يجيبون عواصم الدنيا لبيع اراضى تفتقر لابسط مقومات الخدمات ليعيش عليها البنى ادم كما كرمه رب العالمين .. اراضى لم يتم تخطيطها كما ينبغى لتتماشي مع ابسط المعايير التخطيطية التى تتبع فى كل دول العالم ... وهل تسمون هذه الشخبطة تخطيط؟؟؟.. وكل ذلك من اجل جمع المال لهذه الاراضى التى سميت زورا و بهتانا مخططات سكنية ... فكانت المحصلة ما يعانيه هؤلاء الغلابة فى اطراف العاصمة من سيول هذه الايام ناهيك عن تردى فى البيئة السكنية و انعدام لابسط خدمات الصحة و التعليم وغيرها .. وبدلا ان تقوم الدولة بدراسة ووضع الحلول لهذه الهجرات المستمرة من الريف الى الحضر نجدها تفاقم المشكلات بمزيد من البيع للوطن ... و لم يتبق لهم الا ان يبيعوا الهواء الذى يتنفسه الانسان.

*خالد محمد الجاك
مهندس مقيم فى الامارات
شارك هذا المقال :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

 
Support : Creating Website | Johny Template | Mas Template
copyright © 2011. سوداكون - All Rights Reserved
Template Created by Creating Website
Proudly powered by Blogger