سوداكون
من يصدق أن هذا المبنى الفريد طالته يد اﻻنسان بالهدم واﻻزالة بعد أن عانى من اﻻهمال لعقود طويلة ... صيحة عميقة مختلطة بالأسي أرسلها الدكتور جمال محمود حامد عميد كلية العمارة بجامعة الخرطوم. سرايا الآمام عبد الرحمن التاريخية بالخرطوم والتي كان يشغلها دار الوثائق القومية في السنوات الماضية الآن بدأ هدمها بالفعل بدات إزالة الجزء الجنوبي منهوهدم تاريخ طويل ولم يحرك مسؤلوا اﻻثار ساكناً.
وأفادت المهندسة زينب الصادق المهدي أن الإزالة حدثت بسبب فرز الأرض المجاورة للمبني والتي كانت اصلا جزء منه وتم بيعها، عشان الارتداد... وأضافت قائلة أن حدثت الازالة بدم بارد جدا وانا مرة اشتكيت عبر مداخلة في برنامج تلفزيوني مع مسئول الأراضي وأنكر أن القانون لا يستثني المباني الأثرية من الإلتزام بالارتداد عن الجار، والمسألة كلها فوضي... محض فوضي. حسب ما جاء في صحيفة أجراس الحرية 2009:
تقول مهندس زينب: ان سرايا الإمام عبد الرحمن عرفت بسرايا الخرطوم، وكانت لدى الإمام ثلاث سرايا (سرايا العباسية التي تشغلها كلية شرق النيل الجامعية، سرايا ودنوباوي).
وتقول: ان الإمام كان لديه اهتمام خاص بالعمارة، ويقوم بتعديلات كثيرة على سراياه، وكان يتمتع بحس معماري عالٍ وليس ذلك فقط، فقد كان يهتم بكل ما من شأنه ان يعكس السلوك الحضاري للشعب السوداني في ملبسه وغذائه.
تواصل: ان الإمام بعد ان قام بشراء السرايا من الخواجة الذي كان يتخذها منزلاً كانت عبارة عن طابق واحد فاستعان بمجموعة من المهندسين لبناء طابق ثانٍ، ولكنهم نصحوه بعدم بناء طابق ولكنه أصرّ وقال لهم (ابنو طابقاً على مسؤوليتي) وقد كان ان بنى طابقا اضافيا.
وتقول: كان يستقبل الوفود والسفراء من البلدان المختلفة وكان يحرص على مظهر السرايا لتبدو في حلة تعكس مدى التحضر للشعب السوداني اضافة لذلك تقول ان الإمام قبل وفاته ترك وصية تقضي ان تؤول السرايا من بعده لخليفته ليضمن الحفاظ عليها وعلى مظهر وهيبة الإمامة، وقد كتب ذلك في وصيته. وتستطرد: ولكن الوصية لم يتم تنفيذها لاسباب كثيرة مثل التغيرات السياسية والاقتصادية للبلاد، ففي فترة مضت تمت مصادرة هذه السرايا لتشغلها دار الوثائق وبعد فترة عادت لأصحابها آل المهدي، اضافة لمبنى دائرة المهدي (المبنى المواجه للسرايا).
وتواصل: كانت دار الوثائق تدفع أجراً رمزياً للورثة الذين أخذوا أنصبتهم فيما بعد، بعد ان تم تقييمها بواسطة لجنة فنية متخصصة أوضحت انها ليست ذات قيمة فتم تقسيمها كأرض.
تقول: لم تقم بتقييمها كمبنى أثري، وعن عدد أنصبة والدها تقول ان والدها صاحب النصيب الأكبر، وما تبقى من أنصبة للسيد الصديق. وتوضح ان التكسير الذي تم لجزء من السرايا قام به المالك الجديد والذي قام بشراء جزء من المبنى وقانون المباني يعطي الجار ثلاثة أمتار من حرم جاره من الأمام والخلف مما جعل حركة البناء تؤثر على جزء من مبنى السرايا والذي مس جزءاً من الفرندة.
وتوضح مهندس زينب ان المبنى عمره مائة عام وحركة البناء من حوله أثرت عليه وعملت على خلخلته وتحريك اساسه والعناصر الانشائية فيه، وأن أمر صيانته مكلف وبوصفهم ورثة لا يستطيعون صيانته التي تحتاج الى خبراء وفنيين متخصصين نسبة لتعقيد عمارته التي تحتاج لمواد معينة له كمبنى أثري، فالمبنى تعرض لتحريك سقوفه وحوائطه وتهالك العناصر الانشائية الاساسية به.
وعن الاحتفاظ بالمبنى كموقع أثري تقول في الوقت الراهن سيتم الاحتفاظ بالمبنى وسيقومون بصيانته في الحدود المتاحة ليكون مقبولاً.
تقول: لو استدعت المصلحة العامة لا نمانع ان يكون المبنى لذلك، ولكننا لا نقف ولا بنسبة 1% ان هناك جهة حريصة على صيانة المبنى كمبنى أثري والاستثمار في المبنى بحالته الراهنة غير مجدٍ واستخدامه كعقار يحتاج لمبالغ طائلة لصيانته وأصبحت المباني تهدد مبنى السرايا، وتوضح اذا وجدت جهة جادة في شرائه وصيانته كمبنى أثري لا نمانع في ذلك، ولكن لا توجد جهة يمكن ان تقوم بذلك.
وأفادت المهندسة زينب الصادق المهدي أن الإزالة حدثت بسبب فرز الأرض المجاورة للمبني والتي كانت اصلا جزء منه وتم بيعها، عشان الارتداد... وأضافت قائلة أن حدثت الازالة بدم بارد جدا وانا مرة اشتكيت عبر مداخلة في برنامج تلفزيوني مع مسئول الأراضي وأنكر أن القانون لا يستثني المباني الأثرية من الإلتزام بالارتداد عن الجار، والمسألة كلها فوضي... محض فوضي. حسب ما جاء في صحيفة أجراس الحرية 2009:
تقول مهندس زينب: ان سرايا الإمام عبد الرحمن عرفت بسرايا الخرطوم، وكانت لدى الإمام ثلاث سرايا (سرايا العباسية التي تشغلها كلية شرق النيل الجامعية، سرايا ودنوباوي).
وتقول: ان الإمام كان لديه اهتمام خاص بالعمارة، ويقوم بتعديلات كثيرة على سراياه، وكان يتمتع بحس معماري عالٍ وليس ذلك فقط، فقد كان يهتم بكل ما من شأنه ان يعكس السلوك الحضاري للشعب السوداني في ملبسه وغذائه.
تواصل: ان الإمام بعد ان قام بشراء السرايا من الخواجة الذي كان يتخذها منزلاً كانت عبارة عن طابق واحد فاستعان بمجموعة من المهندسين لبناء طابق ثانٍ، ولكنهم نصحوه بعدم بناء طابق ولكنه أصرّ وقال لهم (ابنو طابقاً على مسؤوليتي) وقد كان ان بنى طابقا اضافيا.
وتقول: كان يستقبل الوفود والسفراء من البلدان المختلفة وكان يحرص على مظهر السرايا لتبدو في حلة تعكس مدى التحضر للشعب السوداني اضافة لذلك تقول ان الإمام قبل وفاته ترك وصية تقضي ان تؤول السرايا من بعده لخليفته ليضمن الحفاظ عليها وعلى مظهر وهيبة الإمامة، وقد كتب ذلك في وصيته. وتستطرد: ولكن الوصية لم يتم تنفيذها لاسباب كثيرة مثل التغيرات السياسية والاقتصادية للبلاد، ففي فترة مضت تمت مصادرة هذه السرايا لتشغلها دار الوثائق وبعد فترة عادت لأصحابها آل المهدي، اضافة لمبنى دائرة المهدي (المبنى المواجه للسرايا).
وتواصل: كانت دار الوثائق تدفع أجراً رمزياً للورثة الذين أخذوا أنصبتهم فيما بعد، بعد ان تم تقييمها بواسطة لجنة فنية متخصصة أوضحت انها ليست ذات قيمة فتم تقسيمها كأرض.
تقول: لم تقم بتقييمها كمبنى أثري، وعن عدد أنصبة والدها تقول ان والدها صاحب النصيب الأكبر، وما تبقى من أنصبة للسيد الصديق. وتوضح ان التكسير الذي تم لجزء من السرايا قام به المالك الجديد والذي قام بشراء جزء من المبنى وقانون المباني يعطي الجار ثلاثة أمتار من حرم جاره من الأمام والخلف مما جعل حركة البناء تؤثر على جزء من مبنى السرايا والذي مس جزءاً من الفرندة.
وتوضح مهندس زينب ان المبنى عمره مائة عام وحركة البناء من حوله أثرت عليه وعملت على خلخلته وتحريك اساسه والعناصر الانشائية فيه، وأن أمر صيانته مكلف وبوصفهم ورثة لا يستطيعون صيانته التي تحتاج الى خبراء وفنيين متخصصين نسبة لتعقيد عمارته التي تحتاج لمواد معينة له كمبنى أثري، فالمبنى تعرض لتحريك سقوفه وحوائطه وتهالك العناصر الانشائية الاساسية به.
وعن الاحتفاظ بالمبنى كموقع أثري تقول في الوقت الراهن سيتم الاحتفاظ بالمبنى وسيقومون بصيانته في الحدود المتاحة ليكون مقبولاً.
تقول: لو استدعت المصلحة العامة لا نمانع ان يكون المبنى لذلك، ولكننا لا نقف ولا بنسبة 1% ان هناك جهة حريصة على صيانة المبنى كمبنى أثري والاستثمار في المبنى بحالته الراهنة غير مجدٍ واستخدامه كعقار يحتاج لمبالغ طائلة لصيانته وأصبحت المباني تهدد مبنى السرايا، وتوضح اذا وجدت جهة جادة في شرائه وصيانته كمبنى أثري لا نمانع في ذلك، ولكن لا توجد جهة يمكن ان تقوم بذلك.
وورد في نفس التقرير بأجراس الحرية:
بعد أن علمت الادارة العامة بوزارة البيئة والآثار بالهدم الذي بدأ في السرايا (سرايا الإمام عبد الرحمن المهدي) تحرك المسؤولون للوقوف على حقيقة ما يتم، فالمبنى مصنف كمبنى أثري، فقد تجاوز عمره المائة عام مما يدخله ضمن منظومة المواقع الأثرية التي يجب حمايتها بقانون الآثار للعام 1999م.
يوضح الاستاذ بشرى اسماعيل مدير الادارة العامة بوزارة البيئة والآثار انه تم تبليغهم أن هنالك جزءاً من سرايا الإمام عبد الرحمن تهدم وباقي المبنى مهدد بالإزالة فتحركوا نحو المبنى ليقفوا على حقيقة ما تم، من ازالة جزئية مهمة لمدخل السرايا ودراسة ملكيته ترتيب اجتماع مع اصحاب السرايا باعتبارها مبنى أثرياً مهماً شهد وعاصر احداثاً تاريخية وتجري الاتصالات مع الورثة لحماية المبنى.
ويوضح ان مسألة الزمن عامل مهم لحماية المبنى، ويقول: نتمنى ان نجد التعاون من اصحابه الابقاء عليه تقع سرايا الإمام عبد الرحمن المهدي بشارع الجمهورية، وكانت تعرف بسرايا الخرطوم، وهي مبنى أثري له تاريخ قديم شهد العديد من الاحداث والتغيرات السياسية بالبلاد، ويبلغ عمره المائة عام، كانت تشغله دار الوثائق، المبنى معرض للاندثار بفعل الزمن والانسان، اذ تهدم جزء منه بعد بيع جزء من السرايا لمالك خارج أسره آل المهدي.
قام موظف من الهيئة القومية للآثار والمتاحف بابلاغ المسؤولين في وزارة البيئة والآثار بأن هنالك ثمة حركة تهديم طالت جزءاً من مبنى السرايا فتحرك مدير الادارة العامة بوزارة البيئة والآثار لمعاينة السرايا والوقوف على انقاذها عبر الاتصال بأصحابها للتفاوض حول بقاء السرايا كمبنى أثري.. ووضع عدة خيارات للورثة من أجل حماية المبنى الاساس في السرايا.. الصحيفة اتصلت بالورثة لمعرفة أبعاد المسألة.
والطريف في الأمر إن البعض تأسي الي هذا الحال مما دفعه لأخذ بقايا من العبق التاريخي فأحتفظ بعضهم بنمرة السرايا (2) كتذكار بدلاً من أن ينتهي بها الحال الي المزبلة.
ولمزيد من المعلومات عن السرايا دعونا نقرأ معاً التقرير الذي كتبه مجاهد العجب والذي نشر في صحيفة الاحداث في العام 2010 والذي جاء كما يلي:
عنوانها الصمود كما صاحبها فقد اختارت سرايا الامام عبد الرحمن المهدي الوقوف في (وش الزمان الشين) ومتغيرات الطبيعة دليلاً على شموخها وابائها, كلما مرت عليها الأيام ازدادت تعتقاً وعلت قيمتها التاريخية والأثرية بعد ان تجاوز عمرها المائة عام.
كيف آلت للسيد عبد الرحمن
آلت ملكية السرايا للسيد عبد الرحمن المهدي بعد ان اشتراها من عزيز كافوري في العام 1916م وأنفق عليها كثيراً من المال ليجملها لترقى لمستوى زواره وضيوفه على الرغم من جاهزيتها الا انه أضاف لها طابق آخر ويقال إن الإنجليز كانوا يطلقون عليها في ذلك الوقت (تورتة الزفاف wedding cake palace،) نظراً لتفردها وجمال شكلها المعماري.
تفاصيل السرايا
احتضنت سرايا الإمام عبد الرحمن العديد من الأحداث التاريخية المهمة وشهدت أرجائها حراكا ثقافياً وسياسياً واجتماعياً كثيفا طيلة حياة الإمام عبد الرحمن, وتقع مبانيها في شارع الجمهورية وتمتد مساحتها لحوالي عشرين الف متر وتفتح بوابتها الرئيسة على شارع الجمهورية فيما يقابل بابها الخلفي شارع البرلمان.
وتتكون السرايا التي ضجت في سابق الأيام والسنون بالحراك والفعاليات المختلفة من طابقين يتوسطهما اسانسير فيما تنحصر مباني الطابق الاعلى في بعض الغرف والمكاتب, وكانت تخصص إحداها للإمام عبد الرحمن, لكن السمة الظاهرة التي تضفي على المكان كثيرا من الخصوصية ذلكم الطراز القديم في المباني الذي انعدم الآن وقل ان تجد مثيله, وقد صنعت كل ابواب بشكل واحد على طريقة الابواب المقوسة, كما يلاحظ الوجود الكثيف للاشجار والاهتمام بالزراعة في المساحات الامامية للمبنى وطليت ابواب ونوافذ السرايا باللون الاخضر بينما كان الابيض هو اللون الذي كساها لكن تطاول الايام والسنون نال منه حتى مال الى البني تقريباً, واتسمت السرايا بالطابع العربي الذي تكثر فيه الشرفات التي بنيت على طراز ذلكم الزمان, وزينت بعض البنايات بالرخام كدليل على الفخامة وسعياً لإضفاء لمسة جمالية للمبنى كما درج على ذلك أهل الزمان الفايت.
وقد كشفت حفيدته زينب الصادق المهدي المهندسة المعمارية عن اهتمام الإمام بالفنون المعمارية لهذا حرص على امتلاك السرايا وتزيينها بأجمل ما توصل اليها المتخصصون في ذلك الزمن بقولها: ان سرايا الإمام عبد الرحمن عرفت بسرايا الخرطوم، وكانت لدى الإمام ثلاث سرايا (سرايا العباسية التي تشغلها كلية شرق النيل الجامعية، سرايا ودنوباوي).
واضافت في حديثها لموقع وطني السودان: إن الإمام كان لديه اهتمام خاص بالعمارة، لهذا فقد اهتم بإجراء العديد من التعديلات في السرايا، وكان يتمتع بحس معماري عالٍ وليس ذلك فقط، فقد كان يهتم بكل ما من شأنه أن يعكس السلوك الحضاري للشعب السوداني في ملبسه وغذائه.
أحداث وشخصيات
شهدت السرايا تكوين العديد من الحكومات الوطنية كما استقبل فيه الامام عبد الرحمن المهدي عدة شخصيات عالمية في مقدمتهم رئيس وزراء الهند نهرو ونائب رئيس الوليات المتحدة الامريكية نيكسون والامبراطور هيلاسلاسي ورئيس جمهورية يوغسلافيا تيوتو.
لقاء السيد بالبرلمانيين والجنوبيين 1955م
كما شهدت السرايا لقاء السيد عبد الرحمن بالبرلمانيين والجنوبيين عندما وجه اليهم الدعوة مع اعضاء الجبهة الاستقلالية منبها إياهم الى خطورة المرحلة التي تمر بها البلاد في تلك الفترة وهي ظروف اشبه بالتي يمر بها السودان في هذه الايام, وجاء في كلمتة التي ألقاها عليهم في الثالث من سبتمبر:
خطاب السيد الإمام في اجتماع البرلمانيين:
«إن بلادكم تجتاز الآن عقبة دقيقة يكتنفها الظلام والغموض وخصوصا عند عامة الشعب وأن كلمة الاستفتاء التي دعوت لها سابقا كان ظرفا يخالف هذا الظرف وهي الآن أشبه بالرجوع إلى الوراء.
والآن وقد أجمعت البلاد على الاستقلال وإذا ما وافقت دولتا الحكم الثنائي على شطب كلمة الاتحاد فستوفر مجهودا عظيما وعملا طويلا لعمل الاستفتاء.
إن استقلالنا لا يحول دون العلاقات الحسنة مع جيراننا ولكن الاتحاد يقيدنا ويحجر على حريتنا أن نفعل ما فيه الخير لبلادنا بدون تدخل آخر.
لقد بذلنا مجهودا عظيما لتحقيق الاستقلال حتى آمن به الآن شعب السودان كله ونحن الآن في آخر مرحلة لإعلانه فوجهوا دوائركم إليه ولنسر على بركة الله في سبيلنا السوي الذي نادينا به منذ أول حركتنا المباركة.
لقد بايع السودانيون الإمام المهدي عليه السلام بالمال والأهل والولد لتأييد هذا المبدأ وضحوا في سبيله بأرواحهم وقد أوفوا ما بايعوا الله عليه ونحن نسلك اليوم ذاك الطريق الذي ساروا عليه ولذلك فإن دعوتنا للاستقلال ليست طائفية ولا حزبية وإنما هي دعوة وطنية يعم خيرها السودان كله إن شاء الله.
إن تاريخ المهدية وكفاحها التحرري الذي تم على يديها كان مجهود السودانيين أجمعين وفخرهم مجتمعين كما أن المسئولية كانت مشتركة بين الجميع وليست الحركة الوطنية لتحرير البلاد اليوم الا استنادا لذلك الكفاح وذلك التاريخ.
وبعد أن تكونت للسودان قوة تحقق أهدافه العظيمة باتحاد أبنائه - فأفسحوا صدوركم لجميع المواطنين واصبروا وثابروا حتى يتم الله نعمته عليكم وعلى البلاد بإكمال سيادتها واستقلالها ودوام سعادتها واستقرارها.
إن البلاد تجتاز الآن فترة اضطراب في الأمن في داخل دوائر الكثيرين منكم فلا تتركوا مجالاً لها بين القبائل وأعينوا المسؤولين على تحقيق استتباب الأمن واستقراره فأنتم نواب الأمة وحفظة الأمن والسلام والوئام بين بنيها ويجب ألا تلتفتوا للهيئات التي سمعت أنكم تحسبونها على المسئولين المحليين هنا أو هناك في بعض التصرفات فهي لا تعفيكم من واجبكم المقدس نحو بلادكم خصوصا في تلك الفترة الدقيقة التي تقتضي التغاضي والتسامح والتماسك بقوة حتى تنجو سفينة البلاد إلى بر السلامة بإذن الله.
واهتموا بصفة خاصة بطمأنة النزلاء بينكم وتأمين أرواحهم وأموالهم وخافوا الله في أنفسكم وفي بلادكم وفي غيركم واذكروا أن من كان لله كان له، ولا يضيع الله أجر من أحسن عملا.
وفي احد أيام شهر أكتوبر من عام 1954م زار السيد الإمام في سراياه زعماء الجبهة المعادية للاستعمار، وهم شبان يساريون لم يتعاونوا مع السيد أو حزب من قبل لاعتقادهم باختلاف مذهبي كبير بين الحزبين بحسب ما جاء في كتابه جهاد في سبيل الاستقلال.
وفي هذه الزيارة وبعد أن كشفت الأيام صدق السيد الإمام وقادة حزب الأمة وحرصهم على تحقيق الاستقلال طلب زعماء الجبهة اليسارية السماح لهم بالتعاون في جبهة واحدة تعمل للاستقلال.
لقد رحب السيد الإمام بزعماء الجبهة المعادية للاستعمار وأثنى عليهم ثم قال: «إن الخلاف المذهبي لا يعني شيئا في هذا الطور من حياتنا السياسية. فنحن الآن تواجهنا مشكلة الاستقلال نفسه فلنعمل سوياً لتحقيقه ثم لنفترق بعد الاستقلال إذا رأينا أن ذلك من مصلحة بلادنا».
كان انضمام الجبهة إلى المعارضة كسبا كبيرا ما في ذلك شك. لا لكثرة أعضائها ولكن لصلابة قادتها وشبانها وحسن تنظيمها وفعاليتها بين صفوف الطلبة وشباب العمال الذين تبهرهم عادة المذاهب المتطرفة والشعارات الجديدة البراقة. لقد لعبت الجبهة فيما بعد دورا كبيرا في الانتصار لفكرة الاستقلال مع أحزاب الجبهة الاستقلالية.
تورتة الإنجليز
ويقول السيد أحمد المهدي مثنياً على القيمة التاريخية للمبنى بقوله: للسرايا قيمة تاريخية وفنية وأثرية وقد كانت من اجمل البنايات في تلك الفترة واجملها وقد اشتراها من الخواجه كافوري وأضاف ان السرايا اشتهرت بتورتة الزفاف عند الإنجليز لما يتمتع به المبنى من زينة وعمارة وزخرف وألوان تبعث الفرح في نفس الزائر.. وأضاف بحسب ما اوردته منتديات وطني السودان ان السرايا شهدت لقاءات ومناسبات واجتماعات تاريخية، ويوضح ان الإمام استقر فيه بعد احداث الجزيرة أبا والاعتداءات على الانصار.
مصادرة السرايا
وأورد السيد احمد معلومة مهمة للغاية تتعلق بمصادرة السرايا في بعض الفترات بواسطة الحكومة وظل مهملاً لفترة طويلة الى أن أصبح داراً للوثائق تقريباً في العام 1977م وظلت تشغله الى اكتملت مبانيها وأصبح المبنى ملكاً لبعض ورثة الإمام عبد الرحمن الذي يملك العديد من البيوت، ولكن هذا البيت عرف بسرايا الخرطوم واتخذه الإمام مقراً رسمياً يستقبل فيه الضيوف، وكانت توجد به مكاتب السيد الإمام الصديق والهادي واحمد المهدي. وكان يتخذ لعقد الاجتماعات المصيرية بالشأن العام.
حال أليم
واقع الحال يشير الى ان سرايا الامام ذلكم الارث التاريخي الكبير يتهدده الضياع بعد ان ظل على ما هو عليه الى الآن وعلى الرغم من مرور السنوات على تصدع بعض أجزائه وانهيار بعضها إلا انه لم يطرأ أي جديد على هيكله وظل مغلقاً كما كان بشارع الجمهورية, ويبدو ان امد الحال التي كان عليها في عهد محمد احمد المحجوب قد ساء كثيراً وسبق ان كتب عنها يرثى مال الت اليه بعد ان كانت نضرة باهية تسر الناظرين من شدة جمالها وما فيها من سحر اخاذ في ذلك الزمان قائلاً :
تصوير طلال عفيف |
كالسالفات فما للدار تنتحب
دار الإمام كساها الحزن حلته
سوداء تكمن في طياتها الكرب
وصوح الورد فيها بعد نضرته
والماء جف بها واحطوطب العشب
وأمس كنا اذا جئنا نطوف بها
هشت تباركنا ساحاتها القشب
وأرسلت من سناها في الدجى شهباً
زهراً لها في الدجى قد ريعت الشهب
ما لي أرى البقعة الثكلى تعاورها
حر الهجير وليل غاله الرعب؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق