الرئيسية » » جولة في حيّ الوابورات بالخرطوم بحري

جولة في حيّ الوابورات بالخرطوم بحري

Written By Admin on الجمعة، أبريل 05، 2013 | 1:30 م

بقلم رباب حسن (الإنتباهة)

الوابورات والصفارة
كما عوَّدتكم «الإنتباهة» أن تُفرد مساحة في عدد الجمعة الخاص عن حي من أحياء الخرطوم، غير أننا في هذه المساحة سنتكلم عن حي كان من أعرق الأحياء بمدينة بحري أنشئ في العقد الثاني من القرن الماضي وامَّحت كل معالمه في العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين، واليوم لم يبقَ من حي الوابورات إلا شجر «النيم» الذي يقف وحيدًا، تميَّزت مبانيه بهيكل القطاطي وإطلالتها على شاطئ النيل الأزرق، كانت تسكن حي الوابورات مائتا أسرة سودانية جمع بينها طيب المعشر وحسن الجوار حتى تداخلت «الأسر» فيه وأصبحت أسرة واحدة لا يفرقهم الليل ولا النهار بعد إزالة حي الوابورات لجأت للأستاذ معتصم الشيخ الجلال الذي شكره الدكتور بكري لإمداده بكثير من المعلومات لكتابة دردشة وذكريات على ضفاف النيل وبعض من كانوا سكانًا به كأسرة عبد الله محمد محمود وأسرة الباش مهندس بابكر محمد والأستاذ طلب عباس وعبد الغني حسن منوفلي

النشأة والتكوين
في عام «1920» نُقلت المدرسة الصناعية بمدينة أم درمان إلى موقعها الحالي بمدينة الخرطوم بحري قبالة النيل الأزرق وعُرفت المنطقة فيما بعد بمنطقة الوابورات، وتُبِّعت لها هيئة السكة حديد وورشة الوابورات وهيئة النقل النهري، كانت تتبع للجيش الإنجليزي المصري فقد أُنشئت للعناية بالبواخر النيلية التي تحمل المؤن والعتاد الحربي للجيش الإنجليزي، وبعد الاستقلال تطور وسُمِّي هيئة النقل النهري ثم ألحق بها سكن المهندسين والموظفين والعمال فيه، وقد بدأ بمبنيين ضخمين «جبلون» كداخلية للعاملين بالهيئة، وأُضيف لها بعد ذلك منازل سكنية في عهد الرئيس الأسبق جعفر محمد نميرى وسمي بهيئة النقل النهرى ومن هنا اتى الاسم «حي الوابورات».

الموقع الجغرافي
يقع في مدخل مدينة الخرطوم بحري شمال شاطئ النيل الأزرق وجنوب حي الأملاك ببحري ويحدها من الشرق كبري النيل الأزرق ومن الغرب حلة حمد.

المباني السكنية
بلغ عدد المنازل السكنية بحي الوابورات «220» منزلاً بأربعة تصاميم الأول غرفتان وبرندة ومنافع في شكل قطاطي غير أنها صُمِّمت بالأسمنت والطوب الأحمر بدلاً من القش الذي يُعتمد عليه في بناء القطية والثاني ثلاث غرف وبرندة ومنافع بنفس تصميم الأول أما الثالث فهو من أربع غرف وبرندتين ومنافع فقد صُمِّم على أساس منازل عالية مسقوفة بالأسمنت وشمل الحي منزلين ضخمين من طابقين يطلان على النيل، وقد خُصِّصا لإسكان مدير هيئة النقل النهري ونائبه، وفي عهد نميرى خُصِّصا لإسكان موظفي المجلس الوزاري وتُبِّع الإسكان بحي الوابورات لهيئة الإسكان الحكومية إضافة للسكن الداخلي.

أشهر سكان حي الوابورات
سكن حي الوابورات مختلف القبائل السودانية فقد جمع الحي السكني الشمال والجنوب والشرق والغرب وأصبحوا كالأسرة الواحدة، ومن أشهر سكانه الدكتور حسن عبد الله الترابي ومن بعد أقام في نفس المنزل الدكتور الطيب محمد خير، وسكن جارًا له الدكتور مصطفى عثمان وعُرفا بطيب الجوار وإلياس أحمد إلياس والباش مهندس الجعصي وبعض لاعبي الكرة، ومن أوائل سكانه الباشمهندس سليم أحمد وأول رئيس لجنة شعبية به على الشيخ تلاه الباش مهندس فيصل كما اشتُهرت بحي الوابورات شخصية نسائية امتهنت مهنة البصير الحاجة فاطمة التي عُرفت باسم «قرندية» قصدها جميع مكسوري العظام من كل السودان.

الحياة الاجتماعية
زين الحي بأشجارالنيم الهندية وأخذ منها السكان مجالس أنس مسائية بعد نهاية اليوم العملي خاصة تلك التي تطل على النيل، أما النساء فقد كن يتجمَّعن كل يوم دون سابق إنذار في أحد المنازل ولا يتفرقون إلا بعد سماع صوت الصافرة الثالثة، وكانت تعني نهاية اليوم العملي وانصراف العمال وعندها يذهبن لتجهيز وجبة الغداء، يذكر جميع سكان الحي أن مناسبات الأفراح لا يُشترط فيها تقديم الدعوة فقط العلم والمعرفة ويأتي كل السكان للمشاركة رجالاً ونساء وأطفالاً فقد درس أطفالهم في مدرسة مزدوجة واحدة ولعبوا في فناء أكبر نادٍ بالخرطوم ترحلوا عن مساكنهم بعد أمر الإزالة للحي ولكن لم يتفرقوا اجتماعيًا فهم ما يزالون في ذلك التواصل

مميزات لحي الوابورات
من أهم مميزاته موقعه على شاطئ النيل الأزرق في مدخل مدينة الخرطوم بحري وقربه من الخدمات كالسوق والمستشفى «بحري» كما ميزه أيضًا صوت الصافرة الذي يسمعه كل سكان مدينة بحري ويأتي ثلاث مرات في اليوم الصافرة الأولى لدخول العمال للعمل وقد وضع على صدورهم ديباجة مكتوب عليها رقم العامل أو الموظف مصنوعة من المعدن والصافرة الثانية لخروجهم لتناول وجبة الإفطار والصافرة الأخيرة للانصراف، حوى الحي مركزًا للشرطة باسم شرطة النقل النهري لحماية الشواطئ النهرية وحماية الصبية من الغرق ومراقبة مراكب الصيد والشباك غير القانونية، ألحق بحي الوابورات مدرسة مختلطة ابتدائية وبه أيضًا أكبر نادٍ رياضي واجتماعي بالخرطوم سُمِّي نادي بحرية السودان وفريق كرة مميَّز غير أنه لم يُسجَّل ومن أشهر لاعبيه كابتن التجاني جيمس مدرب فريق الأملاك وكابتن زهير دفع الله لاعب حي الأملاك وكابتن حسن بس بس بفريق الشعبية.

اليوم لم يبقَ من حي الوابورات إلا شجر «النيم» الهندي الذي يقف وحيدًا.
شارك هذا المقال :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

 
Support : Creating Website | Johny Template | Mas Template
copyright © 2011. سوداكون - All Rights Reserved
Template Created by Creating Website
Proudly powered by Blogger