الرئيسية » » يا والي الخرطوم .. بصراحة ولايتك وسخانة

يا والي الخرطوم .. بصراحة ولايتك وسخانة

Written By sudaconTube on الجمعة، فبراير 01، 2013 | 9:31 ص

د.حرم الرشيد شداد

السادة ولاة أمرنا و مخصص للسيد والينا والي ولاية الخرطوم ، السيد الدكتور عبد الرحمن الخضر المحترم ، وبما أننا تعلمنا الحمد لله ولم تستفد الدولة بعلمنا، لأنها ليست في حاجة لنا ..

وبما أننا أصبحنا نعيش في فراغ تام، تبرعت لكم ببعض المعلومات العلمية علكم تستفيدون منها ، في حياتكم وأموركم ومشغولياتكم المهمة كالإستثمارات وجذب رؤوس الأموال الأجنبية ، التي لا يجد المواطن فيها نصيب...

فهذه المعلومة العلمية تصب في كيفية جذب المستثمرين الأجانب حاملي الدولار والريال والدينار.. فهنالك علم متفرع من علم النفس الحديث يسمى بعلم الجمال أو علم الجميل ، يبحث عن الشعور والسلوكيات التي تنبعث عن الشيء الجميل الذي يشمل الحواس كلها فيدفعها للتمتع بالنظر إليه إن كان منظراً أو مشهداً جميلاً ، أو سماعه إن كان صوتاً جميلاً ، أو شمه إن كان ذا رائحة طيبة ، أو تذوقه إن كان طعمه لذيذ .. أمًّا إن كان يمتلك كل الحواس و يجلب السعادة والسرور التي بدورها تكون دافعاً للنفس في الراحة والخلق والإبداع والحسن في كل أعمالها.. قال الشاعر: 
يَزيدُكَ وَجهُهُ حُسناً إِذا ما زِدتَهُ نَظَرا

ويبحث أيضاً هذا العلم في الشيء القبيح والقبح أيضاً ، تنقلة الحواس فتنقبض منه النفس وتنفر منه ، فينعكس سلوكاً بالضيق والتبرم والملل فيكون دافعاً للفشل والتعاسة ، فتكره النفس كل شيء حولها ..

اذن فالقبح والجمال هما دوافع للسلوك الإنساني والتصرفات اليومية في حياتنا .. وبما أن أول ما يأتي المستثمر تقع عينه على شوارعنا الوسخة والمتسخة المليئة بأكوام الزبالة والقذارة التي تعبث بها الكلاب الضالة والقطط والأكياس المتطايرة ، وأكوام بقايا الطوب والحجارة.. ومع ذلك كله الشوارع مظلمة خالية من الإنارة مما يترتب عليه أن تنفر نفسه ويشمئز ويفكر بالهروب والإبتعاد ... حتى وإن عمدتم على أن يكون خط سيره فقط بشارع المطار أو شارع النيل ومروراً بالفلل الرئاسية ، فحتما ًسيذهب إلى قلب العاصمة وقد تُسوِل له نفسه بأن يذهب في رحلة داخل الأحياء للإطمئنان على أمواله التي سيستثمرها في بلدكم ، فيرى وسوف يرى ذلك البؤس والقذارة المنفرة الباعثة للإستفراغ ، وليس الهروب فقط .. فكيف تفاخرون بجذب الإستثمار وعاصمة ولايتكم بهذا الحال المزري المقرف .. فأرجو منكم إنارة الشوارع وتنظيفها وترتيبها و زراعتها بتخصيص مبلغ بسيط وتكليف نفسكم به.. فبهذه النصيحة العلمية قد أكون أسديت لكم معروف مباشر.. أمًّا المواطن فسيستفيد بطريقة غير مباشرة، بالرغم من أنه دفع مرتين لشركة الخرطوم للنظافة ، مرة غير مباشرة من الضرائب التي تؤخذ منه للخزينة العامة.. فأنشأ منها الوالي السابق الشركة ، وتأخذ منه مرة ثانية المحلية مباشرة الرسوم من جيبة الخاص خصماً على ما يوفره ليقتات به أهله وأبناؤه كرسوم نفايات، والتي إن لم يدفعها يتعرض للويل والوقوف أمام المحاكم.

صحيفة الوطن
شارك هذا المقال :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

 
Support : Creating Website | Johny Template | Mas Template
copyright © 2011. سوداكون - All Rights Reserved
Template Created by Creating Website
Proudly powered by Blogger