الرئيسية » » جبل البركل .... أرض الحضارات

جبل البركل .... أرض الحضارات

Written By Amged Osman on الثلاثاء، ديسمبر 18، 2012 | 6:28 م

شبكة الشروق

الحضارة النوبية ضاربة في الجذور وورثها الآباء عن الأجداد وتمتاز بعادات وتقاليد لعبت دوراً في التعبير عن الموروث الثقافي ولا شيء أجمل من أن يحمل التاريخ حضارة إنسان وعراقة جيل يعتز بما اعتز به الآباء والأجداد.

مناطق الشمال بصفة عامة وفي أجزائها الجنوبية بصفة خاصة، نجد وبشكل واضح عبق ذلك التاريخ في مواقع ومعالم ورموز وشواهد تجسد في مجملها أعرق الحضارات الإنسانية.

ويعتبر جبل البركل من أهم المواقع الأثرية وتسمى منطقته بـ(أرض الحضارات).

ويؤكد المؤرخون بأن الحضارة (النبتية) بدأت في القرن العاشر قبل الميلاد وتحتوي على خمسة مواقع أثرية هامة جميعها تم تسجيلها في منظمة اليونسكو للحفاظ على هذه المواقع.

ويعتبر موقع (الكرو) من أقدم المواقع في الحضارة النبتية أو ما يعرف بـ(الجبّانة الملوكية) وهي المناطق التي دفن فيها ملوك الأسرة ويقدر عددهم بـ(25) ملكاً وهم فراعنة سودانيون يقول المؤرخون إنهم حكموا مصر لمدة (80) عاماً.

الجبل المقدس
وبالرغم من أن مواقع الآثار تمثل جزءاً مهماً من واقعنا وبيئتنا المحيطة وبقدر ما تحوي من مقتنيات لزمان قديم إلا أن الناظر إليها يجدها تمثل بذات القدر رمزاً لارتباط الناس وتواصلهم خاصة بجبل البركل الذي يقف شامخاً على مر الدهور والعصور.

والجبل كما يصفة البعض بأنه من أهم المواقع الكوشية باعتباره كان يمثل العاصمة السياسية والدينية لتلك المملكة في ذلك الوقت وكانوا يسمونه وقتها بـ(الجبل المقدس) أو (الجبل الطاهر) لاحتوائه على عدد كبير من المعابد الدينية.. والموقع يحتوي على المعبد الرئيسي الذي يتكون من ثلاثة قاعات رئيسية، خصصت الأولى منها لعامة الشعب فيما خصصت الثانية للكهنة وخصصت الثالثة للتتويج باعتبار أن أي ملك اعتلى عرش الملك كان ينصب من هذا المعبد من قبل الكهنة .

ومعالم هذه المناطق القديمة تشكل واجهة من واجهات الجمال ولمسة تحمل الكثير من ملامح الروعة والإبداع ويتبدى ذلك حينما يقصد الزائرون تلك المعالم التي اكتسبت شهرة واسعة رغم حداثتها ورغم وجودها على بعد أمتار من منطقة جبل البركل.

حكم ترهاقا
وتذهب وقائع التاريخ إلى تأكيد معلومة مهمة تشير إلى أن الملك ترهاقا كان قد وطد حكمه من مناطق جبل البركل إلى فلسطين وهذا التاريخ الحافل كان مشجعاً لحركة الاستثمار السياحي فتم تصميم منزل صمم على الطراز النوبي أقامته سيدة ألمانية امتد عمرانه إلى شكل قرية سياحية بغرض الاستثمار في المجال السياحي حتى أصبحت مهبط الكثير من الذين ينشدون الساحة والاهتمام بتاريخ المنطقة ويجدون فيها الكثير من الخدمات.

وتقع منطقة (الكرو) على بعد أربعة عشر كيلو متراً شمال مدينة كريمة وتعبر مدافنها عن فترة موغلة في القدم حيث تحوي المنطقة ثلاث مدافن للملوك الكوشيين والملكات الكوشيات ومدفناً للخيول..

والموقع كما تقول الدراسات التاريخية تم تنقيبه في العام 1919م بقيادة عالم آثار أمريكي يدعى جورج أندرو رايزر بتمويل مشترك من جامعة هارفارد ومتحف بوسطن.

وعلى الناحية الغربية للمنطقة توجد ما يسمى بـ(الغابة المتحجرة) التي تحجرت فيها الأشجار لأسباب غير معروفة حيث يعتبرها الأهالي من الأمور الغريبة التي تحتاج إلى إجراء دراسات حولها لأن الزائر يلحظ فيها أشجاراً من الصخور وفروعاً من الحجارة.






شارك هذا المقال :
 
Support : Creating Website | Johny Template | Mas Template
copyright © 2011. سوداكون - All Rights Reserved
Template Created by Creating Website
Proudly powered by Blogger