الرئيسية » » أبوظبي تبهر معماري العالم: مدينة أختصرت قرناً في ثلاثة عقود

أبوظبي تبهر معماري العالم: مدينة أختصرت قرناً في ثلاثة عقود

Written By Amged Osman on الثلاثاء، سبتمبر 11، 2012 | 5:55 م

ميدل ايست أونلاين 





"أبوظبي، مدينة لا يزيد عمرها على ثلاثين عاما، خطت خطوة زمنية تزيد على قرن وتجتهد للحفاظ على تراثها المعماري"، "كل قطعة في مسجد الشيخ زايد تُعادل في جمالها تاج محل"، "مدينة مصدر تُجسّد العلم في أرقى تجلياته في قلب الصحراء العربية" و"قصر السّراب، واحة للسّكينة والهدوء لا نظير لها":

هذا نذر يسير من شهادات مختصّين في الفن المعماري وتخطيط المدن وعُشّاق الأسفار الذين جابوا الأرض طولا وعرضا.


نُشرت انطباعاتهم وآراءهم وأفكارهم عن العاصمة الإماراتية مُؤخّرا بمجلة "فوربس" الأميركية، أو بمجلة "ذي أتلانتيك سيتسز" لشؤون المُدن ومقرّها واشنطن، أو على موقع بريطاني متخصّص في الأسفار والعُطل.

وجاءت شهادة البريطاني جاك ستيو (‏‎(Jack Stu‎، الذي زار معظم العواصم وأشهر المدن العالمية ‏‏بمعيّة ابنه وابنته، مُفعمة بالإعجاب على موقع (‏The Summer Holiday of a Lifetime‏) ‏البريطاني.









مسجد الشيخ زايد - الجمال الطبيعي المُطلق
كتب ستيو بعد عودته من الرّحلة "أبوظبي هي أغنى مدينة في العالم وبها مليونيرات أكثر من أي مكان آخر في العالم (...) ولكن عندما تسير في الشوارع لا تشعر بالثروة بل بإحساس حقيقي بالتماسك مع جمع المُهاجرين من كل أنحاء العالم".

ونقل عن سائق سيارة أجرة باكستاني كيف انه "يكره كل مكان تقريبا في العالم ويعشق أبو ظبي"، وعن بنجلادشي كيف أنه عمل لمدة ست سنوات دون أن يرى أسرته التي يرسل إليها النقود بانتظام، ولا يريد مُغادرة أبو ظبي.

وأكثر ما أوقفهم "مشدوهين" فهو مسجد الشيخ زايد، "ليس فقط بسبب حجم المكان ولكن لجماله الطبيعي المُطلق". فهو "واحد من أكبر المساجد في العالم ويمكن أن يسع نحو 40 ألف مصل، وهو مثال للجمال ومن الصعب تخيّل كيف لشيء صنعه الإنسان أن يكون بهذا الجمال. نعتقد أن زيارة أبو ظبي دون المرور عبر هذا المسجد تعد زيارة ضائعة"، كما قال.

بل أضاف أن مسجد الشيخ زايد هو "أكثر جمالا من تاج محل. وكل قطعة تعادل في جمالها المعبد الذهبي" بالهند والذي يُعتبر من أجمل نماذج العمارة الإسلامية.

مدينة مصدر - مُذهلة
وقال عن مدينة مصدر "كانت لنا لمحة مُذهلة عن مدينة مصدر، مدينة المستقبل الفريدة من نوعها. فهي تحقق الاكتفاء الذاتي من الطاقة التي تصنعها وتدخرها وتستعملها، وهي مُختبر حي حيث يعيش بعض الأشخاص ويتم إنتاج كل الكهرباء من الطاقة الشمسية ويتم تكييف الشوارع باستخدام نفق رياح ضخم يجمع الرياح ليعيد توزيعها على جميع أنحاء المدينة. فقد شُيدت المباني بشكل يتيح ليس فقط جمع الهواء بل تبريده أيضا واستقبال أقصى قدر من ضوء الشمس للحد من الحاجة إلى الطاقة".

وأضاف "تضم المدينة أفضل المهندسين والعلماء في العالم ويعمل الجميع معا لتحقيق هدف موحد: الاكتفاء الذاتي والطاقة المتجددة. فهي مختبر حقيقي للأفكار والتجارب. إنه العلم في أرقى تجلياته. ومن الرائع أنه تصاغ أفكار وتبذل جهود في مكان ما في قلب الصحراء العربية حتى يستطيع الإنسان البقاء على قيد الحياة ... عندما ينضب النفط".

و"وعد ستيو نفسه" بأنه إذا زار المنطقة في المستقبل، سيقوم بـ"إطلالة على هذه المدينة". واختتم قائلا "لكن مفارقة هذا المكان أنه في بلد يقوم حوالي 95 في المئة من ناتجه المحلي الإجمالي على الذهب الأسود".

"قصر السراب" وعيشة الملوك
وكتبت ليزا لوفارّو، وهي من ألفت التّجوال حول العالم، "أبوظبي تتطور لتصبح سريعا وجهة مبهرة والمكان الجديد الذي يجب زيارته في الشرق الأوسط".

وقالت في مجلة فوربس "زرت قصر السراب، المنتجع خمس نجوم الواقع في الرّبع الخالي، وهو من أكبر الصحارى المترامية الأطراف في العالم".

وأضافت "الرحلة إلى هذا المكان لن تنسى، حيث مشاهد الشروق والغروب الخلابة. يوجد به منتجع صحي على مستوى عالمي وفيلات فخمة وحمام سباحة. فالمنتجع واحة لسكينة وهدوء الصحراء الساحرة مع الفخامة التي لا نظير لها (...) وشعرت كأني أعيش حياة الملوك".


وتحدّث نات بارا، المُحرّر بمجلة "ذي أتلانتيك سيتسز" لشؤون المُدن (واشنطن) والمُقيم في لوس انجلس "في مدينة تجسد الحداثة في أوضح صورها ـ من ناطحات السحاب فائقة العلو ومشاريع التطوير بالغة الحداثة، فإن المباني القديمة والهامة من الناحية التاريخية موجودة بالفعل".

لكنه أضاف "على الرغم من أن عمرها لا يزيد على 30 عاما، يفكر المسؤولون المحليون ضمان عدم اندثار تاريخ أبوظبي، حتى وإن كان تاريخا قريبا جدا".

واستشهد نات بارا بمقالة رائعة كتبها جون هينزل (‏John Henzell‏) في صحيفة "ذي ناشيونال"‏ (The National).

قال جون هينزل "للندن قصورها الرائعة على الطراز الفيكتوري، ولنيويورك الحجر الرملي الأحمر الأنيق ولباريس المباني المزخرفة على الطراز الإمبراطوري. لكن الوضع في أبوظبي فريد من نوعه لأن تاريخ المدينة بأكملها - باستثناء قصر الحصن، يرجع إلى العصر الحديث".

وأضاف هينزل "المدينة فريدة من نوعها في العالم لأن الظهور المفاجئ للثروة النفطية جعلها تخطو فجأة خطوة زمنية تزيد على قرن: فعندما أصبح الشيخ زايد حاكما لإمارة أبو ظبي سنة 1966، كانت هناك مائة سيارة فقط في العاصمة الإماراتية المستقبلية وكانت أبو ظبي بلدة تضم 40 ألف نسمة. واليوم يمكن أن يصل تعداد سكان المدينة إلى ثلاثة ملايين نسمة".

"لكن المُدافعين عن التراث، مثل هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، يُنظّمون اليوم حملة لإنقاذ ما يعتبرونه معمارا تذكاريا تاريخيا يرجع إلى الأيام الأولى لعصر ازدهار العاصمة. وسيتعين عليهم كذلك التغلّب على عدم الاهتمام بالماضي القريب (...)، مثل محطة حافلات وسيارات أجرة أبو ظبي، العملاق الأخضر الذي يمكن تجديده وإحياؤه من أجل القرن الحادي والعشرين دون فقدان قيمته التراثية".

شارك هذا المقال :
 
Support : Creating Website | Johny Template | Mas Template
copyright © 2011. سوداكون - All Rights Reserved
Template Created by Creating Website
Proudly powered by Blogger