الرئيسية » » المؤتمر الدولي للتكاليف والمشتريات و المخاطر في القطاع الهندسي ... د. م. م. مالك علي محمد دنقلا

المؤتمر الدولي للتكاليف والمشتريات و المخاطر في القطاع الهندسي ... د. م. م. مالك علي محمد دنقلا

Written By Amged Osman on الأحد، ديسمبر 29، 2019 | 2:31 م

بسم الله الرحمن الرحيم
المؤتمر الدولي للتكاليف والمشتريات و المخاطر في القطاع الهندسي
د م م مالك علي محمد دنقلا



تشرفت خلال الفترة من 11 – 12 ديسمبر 2019م بالمشاركة والحضور فى "المؤتمر الدولي للتكاليف والمشتريات والمخاطر في القطاع الهندسي" والذي انعقد بمدينة دبي بدولة الامارات العربية المتحدة بتنظيم من شركة سلم للاستشارات والتدريب وتنظيم المؤتمرات وهي فعالية هامة اتاحت لي فرصة ثمينة للتعلم عن قرب من خبرات أكاديمية وعملية لها باع طويل في صناعة التشييد بالوطن العربي ، وخلال الافتتاح الرسمي للمؤتمر تم تكريم السيد فهد محمد الحمادي الرئيس السابق لاتحاد المقاولين العرب لدوره الرائد والقائد في مجال المقاولات في العالم العربي وهو رجل نشهد له بدوره الفاعل في تقدم المقاولات ابان عهده رئيسا لاتحاد المقاولين العرب.

سبق افتتاح المؤتمر الرسمي جلسة حوار مشترك حول دور المرأة القيادية في المشاريع ، ودار حولها نقاش مستفيض حول مشاركة المرأة في ادارة المشاريع بوصفها قيادية من الطراز الاول وأصبحت لها لمسات واضحة في إنجاز المشاريع لا سيما في ظل ثورة المعلومات و الاتصالات الحالية ،  وهو الامر الذي ظل واقعا في السودان حيث ظلت المرأة تتبوأ اماكن قيادية في صناعة التشييد وبل واستطاعت ان تكون الاكثر تأثيراً من خلال مساهمتها فى كثير من الفعاليات والمؤتمرات الاقليمية والدولية وعلي سبيل المثال نشير هنا الى اوراق العمل العلمية عن دور المرأة في صناعة التشييد بالسودان والتي قدمتها الدكتورة تبارك بلال من جامعة ردينق و الدكتور ابوبكر ميرغني عميد كلية المعمار السابق بجامعة الخرطوم لمن اراد ان يستزيد من معلومات حول التقدم المحرز للسودان فى هذا الاطار.

وقدم الدكتور ماجد حنا رئيس المؤتمر كلمة استعرض فيها الجهود المبذولة لإقامة الموتمر في دورته الثالثة وما يمثله من فرص للتلاقي بين الفاعلين في مجال صناعة التشييد محليًا و دوليًا و يطرحه المشاركون من أوراق و خبرات تصب في صالح تطوير صناعة التشييد بالعالم العربي وندعوه لمواصلة الجهد لاقامة هذه الموتمرات و توسيع قاعدة المشاركة في الدول العربية ، وتناول الدكتور طه الحاج في كلمته الابتكار في صناعة التشييد ( الحواجز و السياسات الحكومية المحفزة) تعرض فيها لتعريف الابتكار وحدد أنواعها في مجالات مثل الاقتصاد او التسويق او ريادة الاعمال او دراسات التنظيم و ادارة المشاريع و استخدام التقنيات العلمية و الهندسية وأكد ان الابتكار هو عملية متعددة المراحل حيث يتم تحويل افكار المنظمات بحيث تصبح منتجات او خدمات جديده او محسنة في العمليات من اجل المضي قدمًا في المنافسة و التميز بين أنفسهم بنجاح متواصل في السوق واستعرض دور السياسات الحكومية في تحفيز العاملين في صناعة التشييد علي الابتكار و التفوق واهمها صياغة استراتيجية واضحة تتخذها الدولة في مجال صناعة التشييدوضرب أمثلة للحواجز التي تعيق عملية الابتكار في مجال صناعه التشييد ، وهنا لابد من الاشارة الى ان للدكتور طه الحاج دور فعال في تدريب العاملين في صناعة التشييد بالسودان كان اخرها في مطلع ديسمبر 2019 ولعل ورقته القيمة عن الابتكار تجد اذنا صاغية بالسودان لنستفيد منها في تطوير السياسات لخلق بيئة محفزة للابتكار .

وفي ورقة للمهندس ستليوس كنتريتس دوره الحياة للمشاريع العظمي تناول فيها مقدمة في عملية تسليم الأصول الرقمية و ماهية ادارة دورة حياة المشروع و اصوله وقدم دراسة عن حالة مشروع محدد واكد ان دور حياة المشروع تبدأ بفكرة المشروع و التصميم و التنفيذ و تسليم الأصول وان نجاح المشاريع العظمي تعتمد علي ثلاث أعمدة رئيسية وهي الجودة و التكلفة و الالتزام بجدول التنفيذ واكد ان ٨٠٪ مِن المشاريع الكبري تفشل في تحقيق هذه الأهداف وعزي ذلك لوجود فجوات كبيرة بين مراحل المشروع بين التصميم والمشتريات و التنفيذ و تحقيق ضوابط المشروع ويجدر بنا هنا الاشادة بمشروع ولاية الخرطوم لحفظ رسومات الخدمات و اقامة وحدة متخصصة لها.

  اتاح المؤتمر للمشاركين الاطلاع علي تعريف وسائل النقل من خلال ورقة العمل المتخصصة بعنوان "ماضي وتطور وسائل النقل الحديثة" والتي تناول فيها الدكتور صابح خساف ضرورة ان تكون آمنة وصديقة للبيئة و فعالة ومربحة و تتمحور حول الانسان ويتم تقسيمها الي وسائل برية وبحرية وجوية وكبسولات وعظم من دور وسائل النقل الجماعي ودورها في خدمة المجتمعات البشرية واستعرضت الورقة مستقبل وسائل النقل في السنوات القادمة استخدام الكبسولات وسيارات المستقبل الطائرة ، وهو الامر الذ اعتقد انه من القضايا المهمة التي نحتاج اليها في السودان خلال هذة المرحلة للمساهمة فى حل ومعالجة ضائقة المواصلات و الازدحام المروري وذلك بالاستفادة من الخبرات العلمية والعالمية في هذا المجال.

خلال مداولات ونقاشات تطرق المؤتمر الى دور مدير المشاريع في احتضان التحول الرقمي والاستفادة من تحول القيادة العادية الي القيادة الرقمية من خلال الورقة التي طرحها الدكتور ابراهيم شيراه الذي استصحب الثورة الرقمية الهائلة في مجال ادارة المشاريع واوضح ان سلسلة قيمة ادارة المشاريع لها خمسة أنشطة رئيسية تتضمن البدء والتخطيط والتنفيذ والرصد والمراقبة والتسليم وأبانت الورقة ان التحول الرقمي اذا تم تنفيذه بنجاح في سلسلة القيمة لإدارة المشاريع يكون له اثر إيجابي واضح عند مدير المشروع للتركيز علي العمليات الأكثر تعقيدا في تنفيذ المشروع وانه بحلول العام ٢٠٣٠ ستتبني ٧٠ ٪ من الشركات العاملة هذا النظام بشكل او اخر وان الشركات التي لا تستفيد من هذه التقنيات لتلحق بهذا الركب سوف تتلاشي ويعتبر ذلك بمثابة دعوة مفتوحة للعاملين في هذه الصناعة من خبراء و مدربين لصقل كوادرنا للاستفادة من هذه التقنيات حتي لا نجد انفسنا خارج هذه المنظومة .

أما المهندس دانيلو أربا  فقد استفتض في ورقته عن استخدام تقنيات البعد الرابع و الخامس و تقنية الـ BIM واستخداماتهما وإطلاقهما في تخطيط و تصميم المشاريع مع الاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعيوأكد ان دور الـ BIM في التحكم في تصميم المشروع وضبط التفيذ والتحكم في التكاليف وان البعد الاول يشمل البحث والتطبيق ومفهوم التصميم من حيث التقدير و التكاليف المبدئية وان البعد الثاني يشمل الإنتاج و البرمجة و الاتصالات و تطوير التصميم و الاستدامة وان البعد الثالث يشمل الشكل و التصميم النهائي و إعداد المستندات و التأكد من استيفاء شروط الاستدامة وان البعد الرابع هو زمن المشروع من حيث مدة التنفيذ باستخدام تقنية البناء الافتراضي للمشروع و مراحل المشروع و النظم المستخدمة وهل هنالك حوجة لتصنيع وحدات قبل التنفيذ  وعمل برنامج المحاكاة للمشروع بينما يشمل البعد الخامس تكلفة المشروع من مقاييس الجودة و الكميات والفواتير التفصيلية و تصنيع النماذج و إعداد العقود الخدمات اللوجستية وعوامل الاستدامة من تقييم الشهادات وتكلفة دورة الحياة ودراسة تكلفة البدائلاما البعد السادس فهو الاداء ويشمل النتائج والشهادات وتدقيق برنامج الـ IM واستخدام الهندسة القيمية في المحاكاة و توفير الطاقة و التأكد من ادارة النظم وإدارة التشييد و نتائج التوفير في التكلفة الناتج من استخدام هذه التقنية او اعادة التصميم في حالة عدم وجود توفير في التكاليف ، ونحن فى السودان احوج ما نكون لادخال برامج تعلم الـ(BIM)  في البرامج الهندسية بالسودان .

و عن تحويل العقود في صناعه التشييد قدم الدكتور علي شاش تعريفًا عن العقود والأطراف والحفاظ علي حقوقها ، واكد ان العقود كانت تقوم علي النظرية الذاتية حيث ان التفسير و التحليل للعقود تتوافق و رغبة الأطراف و ان النظرية الموضوعية للعقود تتطلب علي ان المتبادل يتم تحديد الموافقة وفقا للأفعال الخارجية و المظاهر عوضا عن دليل النوايا الذاتية و الداخلية وأكد ان العقود في الإنشاءات تشمل عقد بين المالك و المصمم وبين المصمم و المورد و بين المورد و بين المالك و المقاول و بين المالك و الموردين وبين المقاول و الموردين و بين المقاول و مقاولي الباطن و هذا يفسر التعقيدات التي تكتنف عقودات المشاريع الهندسية ، وخلص الي ان عملية التحويل في العقود تمت ممارستها في المشاريع التي نشاءت بها نزاعات وحالات خطر اعادة التوازن ومعظم العقود تقوم اما علي سعر الوحدة او السعر الاجمالي للمشروع و كلا الحالتين لا تتوافق و الحالة الديناميكية لمشاريع التشييد وان النزاعات تنشأ في كثير من الأحيان بسبب كميات غير محددة او ان نطاق العمل غير محدد وان الملاك الذين حولو عقودهم من عقود سعر اجمالي الي سعر الوحدة جنوا فوائد جمة و اكملوا مشاريعهم  تحسنت علاقاتهم بالمقاولين ، وقدم توصية ان العقود طويلة الأجل يجب ان تحتوي علي فقرة تنص علي إعطاء المالك الحق و ليس الالتزام لتحويل العقد المسطر خلال تنفيذ الأنشطة الي نوع اخر اكثر ملائمة للمشروع. وهذه فرصة للاخوة في المجال القانوني لتغيير نظرة عقود الاذعان و السير الي العقد المتوازن الذي يحفظ حقوق كل الاطراف .

و قدم المهندس تيري هتواس ورقة عن رحلة  التسلسل الرقمي وحلول شركه جنرال اليكتريك عن طريق الشبكة وافاد انه منذ العام 2016 ظلت شركة جنرال اليكتريك تقوم بتقييم عالمي لحلول التسلسل الرقمي وذلك عن طريق التوقعات المتفائلة تجعل تنسيق المشروع والتوقعات أقل فعالية واستخدام بعض التخطيط / تكاليف قطع الاتصال عن طريق تحديد  ضوابط المشروع المستخدمة في الغالب للإبلاغ عن التقدم المحرز نتيجة لذلك محدودية الرؤية والثقة والمساءلة وافاد ان التقدم إلى الأمام يحتاج الي الاستفادة من الخيط الرقمي لتحقيق الرؤية والتحليلات و اوضح ان شركة GE  كانت رائدة في تغيير عالمي في الصناعة وهي رحلة مدتها 3 سنوات ان هنالك ثلاث اعمدة هي  الرحلة والمعالجة و أدوات تغيير الأدوار ويمكن تبسيطها في  (الوقت ، التكلفة ، المخاطر ، التقدم ، المواصفات) وان  إدارة التغيير يعطي دعم قوي لرسم خريطة طريق واضحة وتسال هل ان  الإفراط في التخطيط يؤدي الي ان تكون توقعاتنا  متسقة مع الأداء السابق؟ و هل التسليم في الوقت المحدد هي طريقة فعالة لانجاز المشاريع وكم عدد الأنشطة المحددة في هذا الشهر في الوقت المحدد؟ و ماهي اسباب التاخير و هل لدينا أسباب متكررة للتأخير ، ما هو الاتجاه؟
   
واوضح انهم في شركة جنرال اليكتريك توصلوا الي حلول بخلق قاعدة بيانات من رصد الاداء في  المشاريع السابقة  يمكن الاستفادة منها عن طريق عن المقارنة في التخطيط للمشاريع المستقبلية لرفع كفاءاة الاداء ، وتعليقا علي ذلك اري ان هذه التقنيات بربطها بالواقع الحالي يمكن ان تفتح الباب لمشاريع عظيمة باداء فعال و تكلفة ممتازه والسودان يمكنه في مستقبل الايام الاستفادة من هكذا خبرات اذا توفر رصد للمعلومات من المشاريع الجارية والسابقة و الذي نفتقده في كثير من المشاريع اذ درجنا علي عدم التوثيق لمشاريعِ االتشييد .

نواصل ... باستعراض  ما دار من تداول حول بقية اوراق العمل و الدروس المستفادة من المؤتمر.

شارك هذا المقال :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

 
Support : Creating Website | Johny Template | Mas Template
copyright © 2011. سوداكون - All Rights Reserved
Template Created by Creating Website
Proudly powered by Blogger