الرئيسية » » الحلفايا تغرق في مياه الشرب ..!! تحقيق عباس عزت

الحلفايا تغرق في مياه الشرب ..!! تحقيق عباس عزت

Written By Amged Osman on الثلاثاء، أغسطس 18، 2015 | 6:42 ص

الخرطوم بحري: عباس عزت  

رغم الشكاوى المتعددة التي قدمها سكان حي الحلفايا شرق (مربع 8) لمكتب طوارئ المياه بالمنطقة طوال سنين مضت، إلا أن مشكلتهم مع مستنقعات المياه التي تشكلت بسبب تسرب مياه الشرب من أحد الخطوط ما زالت مستمرة، الأمر الذي انعكس على حياتهم اليومية وتسبب في انتشار الأمراض والأوبئة ما أدى لارتفاع معدلات الإصابة بالملاريا وصرخات الأطفال من هجمات الناموس ليلاً.. وقد تفاقمت المشكلة خلال الأسبوع الجاري، حيث داهمت شوارع الحي كميات كبيرة من المياه المتسربة، وأدت إلى شلل الحركة تمامًا.. السكان ينتظرون تدخل الجهات المعنية لإنهاء معاناتهم من تلك المياه المتراكمة أولاً والنظر بجد إلى إنهاء المشكلة من جذورها خلال الفترة المقبلة.

وعبر عدد من سكان الحي عن استيائهم من تقاعس الجهات المعنية مسؤولية إيقاف تدفق مياه الشرب النقية في شوارع الحي لأعوام عديدة، وتسببها في تشكيل برك ومستنقعات خضراء اللون، وتشكيل بيئة خصبة لتكاثر البعوض والحشرات رغم أن معظم أحياء مدينة بحري تعاني من انقطاع الميا، وقالوا إن المعاناة لم تتوقف عند مشكلة تسرب المياه بل تعدتها إلى تكاثر الحفر الكبيرة التي أصبحت هي الأخرى تشكل ضررًا كبيرًا في تجمع الأوساخ ومصدرًا للأذى، وأضحت مشكلة رئيسية تشوه الواقع البيئي المتردي للمنطقة، دون أن تبادر الجهات المعنية لوقف تدفق المياه التي أصبحت تشكل مستنقعات من المياه الآسنة وبيئة خصبة لتوالد الحشرات، داعين والي الخرطوم الجديد لزيارة المنطقة ورؤية المشكلة على أرض الواقع..


وأرجع السكان في شكواهم، سبب هذه التسريبات إلى هشاشة شبكة المياه بالمنطقة ونقص الأيدي العاملة المؤهلة، وعزوف إدارة مياه بحري عن إصلاحها وتقديم حلول ترقعية، ما يشكل خطرًا على صحة السكان وعلى المنازل بسبب تسرب هذه المياه إلى أساساتها..

وذكر أحد سكان حي الحلفايا شرق، أن المياه أصبحت تحاصر المنازل ولم يجد السكان من يتحمل المسؤولية، مشيرًا إلى أنه راجع مكتب مياه الحلفايا منذ بداية المشكلة مضيفًا:(مضت أكثر من خمسة أعوام دون وجود حلول تحمينا من تسرب المياه التي أدت إلى وعورة الطرق الداخلية للحي التي تتكون من تربة طينية لزجة إلى جانب معاناتهم من غياب خدمات النظافة والإنارة)، مفيداً بأن الأمراض انتشرت بين السكان، وفي المنازل المجاورة لتجمعات المياه الراكدة التي تملأ المكان بسبب توالد البعوض والذباب..



وتحدث لـ(التيار) أحد سكان الحي، مبينا أنهم ظلوا في الحي يعانون منذ فترة طويلة من امتلاء الشوارع القريبة من منازلهم بالمياه ومحاصرتها لهم، و باتت تقيد حركتهم دون الحصول على حل لهذه المشكلة الممتدة منذ سنوات، وزاد قائلاً: نحن نخشى حمى الملاريا، خاصة أن المياه المتسربة غير آسنة ومن النوع الذي يفضله البعوض الناقل للملاريا، كما هو معروف طبيًا، واستغرب أن يكون حي الحلفايا شرق حيً نموذجيًا ويفتقد لصيانة شبكات مياه الشرب ومجاري تصريف مياه الأمطار..



وتؤكد مواطنة فضلت حجب اسمها بأن التسرب في بعض أجزاء الشبكة، هو السبب المباشر في انتشار المياه في الشوارع، ما يعني أن الأمر بسيط للغاية ويحتاج فقط للوقوف على أماكن تلك التسربات والعمل على إغلاقها نهائيًا، وأضافت (ولكن ما استغربه تجاهل الجهات المعنية لتلك المياه التي تغمر الشوارع التي من ضمنها يقع منزلي، فأجدها تملأ شارعنا طوال الأيام)، مبينة أن تلك المياه المستمرة أثرت على الشوارع الداخلية للحي والتي تتكون من تربة طينية لزجة، كما أن هذا النوع من المياه يفضله البعوض، الذي بات يهدد أهالي الحي بحمى الملاريا التي بدأت تكثر في الحي، وأوضحت المواطنة بأن زوجها راجع مكتب مياه الحلفايا عشرات المرات ليجد حلاً لمشكلة تسرب المياه، إلا أنه حتى الآن لم يجد حلاً للمشكلة . وختمت حديثها قائلة: ( سئمنا من الوعود بحل جذري لهذه المشكلة التي تختفي لمدة لا تتجاوز اليومين أو الثلاثة، ولكنها ما تلبث أن تعود مجددًا) ..



والأسئلة التي تتبادر إلى الأذهان هي كيف يعقل أن نطالب المواطنين بالحفاظ على الماء الصالح للشرب بالترشيد في حين نلاحظ ضياع كميات هائلة منه وبصفة متكررة بسبب مثل هذه الانفجارت المتتالية؟؟ ، وحول الأسباب التي تحول دون قيام هذا المكتب بواجباته وتوفير أحسن خدمة لزبائنه الذين يدفعون فواتير باهظة دون أن يتلقوا خدمة في المقابل؟؟، ولماذا لا يكلف المسؤولون أنفسهم بالعمل على إصلاح هذا التسرب الذي يتسبب في ضياع كميات هائلة من هذه المادة الحيوية الثمينة؟؟
شارك هذا المقال :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

 
Support : Creating Website | Johny Template | Mas Template
copyright © 2011. سوداكون - All Rights Reserved
Template Created by Creating Website
Proudly powered by Blogger