الرئيسية » » زلزال الجسور: في جسر المنشية تنساب حركة المركبات العامة وسيارات الملاكي غير آبهة بقرار يمنع عبور الشاحنات الكبيرة.. ولا آبهة بـ"قرقرة" في تجويف الأعمدة السفلى

زلزال الجسور: في جسر المنشية تنساب حركة المركبات العامة وسيارات الملاكي غير آبهة بقرار يمنع عبور الشاحنات الكبيرة.. ولا آبهة بـ"قرقرة" في تجويف الأعمدة السفلى

Written By Amged Osman on الثلاثاء، ديسمبر 30، 2014 | 11:27 م

اليوم التالي

الخرطوم جميلة.. تبدو كذلك وهي مزينة بالجسور الرابطة لعاصمة ممتدة ومتصاعدة الكثافة السكانية.. انتشرت مؤخرا الجسور المعلقة والأنفاق.. والأجمل هو توالي الإنشاءات الهندسية التي منها الكباري كبنى تحتية، ما يعد محمدة تنموية، لكن أن يكون ذات الإنجاز المجسد في إنشاء جسر ومعبر محلاً لقرار حكومي يغلقه لدواعي صيانة التصدعات، هو أمر يدعو للتساؤل والتوغل في أضابير بنى الخرطوم التحتية التي تجعل العابرين في الجسور يضعون أيديهم على قلوبهم ويكثرون من دعاء السلامة ريثما يعبرون..

في جسر المنشية الفاصل بين الخرطوم ومحلية شرق النيل، تنساب حركة المركبات العامة وسيارات الملاكي غير آبهة بقرار صدر فجأة بمنع عبور الشاحنات الكبيرة، ورغم تبريرات القرار المتمثلة في تأثير الهدام الذي أثر على أسفلت الجسر، إلا أن أصحاب مركبات استفزهم القرار، ومشى بعضهم راجلا على سطح الكوبري لمعرفة ما حدث، ويقول (حافظ علي شرف الدين)، وهو سائق شاحنة، إنه أحس باهتزاز غير طبيعي في جسم الكوبري عند المدخل الشرقي، والآن جاء راجلاً إلى سطح الكوبري ليرى ماذا يحدث.؟

في أسفل الجسر بمحاذاة النيل وعند درج صغير مبني بالأسمنت والطوب حجزته بعض أشجار الشوك تمكنتُ بعد جهد من معاينة هدم (قرقرة) في تجويف أعمدة الجسر الذي تهدمت أجزاء معتبرة من داخله بصورة واضحة. وتقول وزارة البنى التحية الولائية عبر إدارة الإعلام إن الإنشاء تم على أجود ما يكون من مواصفات واشتراطات هندسية، وتؤكد لـ(اليوم التالي) أن ما حدث خارج عن جسم الكوبري، وهو مجرد نحت في الجسم الخارجي، تأثر منه طريق الأسفلت.

صحت الخرطوم مطلع الأسبوع على نبأ إقدام سلطات ولاية الخرطوم دون سابق إنذار، وعزم وزارة البنى التحتية والمواصلات الولائية على إغلاق جسر المنشية.. قرار الولاية المفاجئ لم يترك للمواطن العادي فرصة ليسترد أنفاسه في عاصمة أصبحت كلها مشكلات في السكن والإيجار والتنقل، ليضاف إليها مشكلة جسر جديد لم يتجاوز عمره الإنشائي (9) سنوات، بعد أن مهدت سلطات الولاية لقرارها المفاجئ بأن منع الحركة يخص السيارات ذات الحمولات الكبيرة فقط، وهو تمهيد كما عللت السلطات حسبما أوردت في بيان وزير البنى التحتية لبدء أعمال صيانة طارئة، لتلافي جرف جزئي على أحد جوانب الجسر، عزته الوزارة إلى الفيضان العالي هذا العام، وذلك طبقاً لما قاله وزير البنى التحتية والمواصلات بولاية الخرطوم أحمد قاسم، وأشار فيه إلى أن تداعيات الفيضان العالي للنيل هذا العام، بثلاث ذروات متتالية في أغسطس، سبتمبر وأكتوبر، وارتفاع سرعة جريان تيار النيل الأزرق بصورة لافتة، أفرز ذلك حدوث هدام حاد على الشاطئ الشرقي للنيل في منطقة كوبري المنشية، ما أثر على الطريق المسفلت شرق الكوبري مباشرة أمام الجسر، وأحدث جرفاً جزئياً في تربة الطريق.

عند جهينة الهندسة الخبر

ندع بيان الوزير جانباً وندلف إلى رأي أكثر علمية في بناء الطرق ونطرح القضية على اختصاصي إنشاءات وهندسة مدنية، لنقرب الصورة أكثر.. مهندس مدني، (طارق عباس)، يعمل بشركة هندسية وطنية، يقول لـ(اليوم التالي) إنه في حالة بناء أي جسر لابد لدراسة الجدوى أن راعي جوانب عديدة، أهمها الإسهام في تخفيف زحام المركبات بمداخل ومخارج المدن، كما حصل في إنشاء كوبري المنشية الذي خفف من زحام كوبري كوبر، إبان إنشائه.

وأكد طارق أنه من بديهيات الهندسة أن تصميم الجسور لدى المهندسين يخضع لاحتمالات وقراءات صارمة، مع وضع أسوأ الاحتمالات التي يمكن أن يجابه بها الجسر، من زيادة فيضانات ونحت وهدام على أعلى مستوى، ومراعاة درجة الرطوبة المتزايدة، وغيرها. ويشير طارق إلى زيادة السكان والمركبات وتأثيرها على الجسور، ويقول طارق إنها عناصر وعوامل مؤثرة في مستقبل الجسور، إذ أن المصمم يضع في حسبانه وفق دراسات ديمغرافية واجتماعية واقتصادية كتنامي عدد المركبات في مقبل السنوات، مع تزايد السكان على ضوء ما ترصده الدراسات الرسمية التي ربما تشير لهذه الفرضية حتى لا يكون الجسر غير مواكب لمستحدثات التطور العمراني في مستقبل السنوات.
شارك هذا المقال :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

 
Support : Creating Website | Johny Template | Mas Template
copyright © 2011. سوداكون - All Rights Reserved
Template Created by Creating Website
Proudly powered by Blogger