الرئيسية » » الإخفاق في إنارة محلية بحري!! .... عادل عبده

الإخفاق في إنارة محلية بحري!! .... عادل عبده

Written By sudaconTube on الجمعة، سبتمبر 19، 2014 | 12:00 م

عادل عبده ... المجهر

هل يصدق المرء أن البحث عن كوة ضوء في محلية بحري عندما يعسعس الليل صارت من المطلوبات الغالية؟ وهل يتخيل الإنسان أن الظلام الدامس الذي ضرب العديد من الميادين والشوارع والأماكن العامة صار السمة البارزة لحديث السكان في المدينة العريقة، حيث تجاوز الاهتمام إشكالية قفة الملاح والبلايا الأخرى؟! شحنة ضوء خافتة تنير الطريق حتى تسير امرأة عجوز بأمان في شوارع بحري أصبحت أمنية مقدسة!! فماذا جرى لمدينة بحري ذات التاريخ التليد والخصائص النادرة التي تتوسط الخرطوم وأم درمان كزهرة يانعة في بستان ممتد؟ بل كيف يغيب الضوء الساطع والإنارة الكهربائية عن أهل الحضارة والنبل؟؟

الشاهد توجد في بحري أربعة شوارع رئيسية هي شارع (الإنقاذ) وشارع (المزاد) وشارع (المعونة) وشارع شمبات (السيد علي) وجميع هذه الشوارع التي تتجه نحو الشمال الجغرافي ظلت تعاني منذ فترة طويلة من الظلام الدامس وغياب الإنارة على طول هذه الطرقات، ما عدا وجود الإنارة المتقطعة في بعض تلك الشوارع الرئيسية، وازدادت الوتيرة بوجود حجارة مبعثرة على جانبي الطريق تدل على محاولة إصلاح لم تكتمل حتى الآن، وكم من مرة كتب الله النجاح للعديد من المواطنين جراء حركة السيارات الكثيفة بسبب وعورة الطريق وغياب الإضاءة وهم يحاولون العبور!!

اللوحة مأساوية تدل على الإهمال الواضح والتسيب الإداري الفظيع من جانب المسؤولين في محلية بحري.. فضلاً عن ذلك، فإن الوضع المزري شمل الأرياف في مدينة بحري في ظل الوعود التي ذكرت للمواطنين بأن التغطية الكهربائية ستدخل معظم القرى بالمحلية بعد قيام محطة كهرباء الجيلي، فالواضح أن بحري.. المدينة والأرياف سيان في غياب الإضاءة وانقطاع التيار الكهربائي على مستوى غالبية الشوارع والميادين وبعض الامتدادات السكانية!!

إشكالية الظلام في محلية بحري قضية واضحة المعالم لا تحتمل المبررات والحجج التي تؤدي إلى طمس الحقائق والمنطق، فالميزانية المخصصة للإنارة موجودة، والآليات والمعينات في مجال الكهرباء متوفرة، فالمسألة تتأطر في غياب الإرادة القوية والعزيمة الأكيدة التي تحرك السواعد في سياق وضع المبضع على الجرح!! فلا يعقل أن توضع اللائمة حول ظلام شوارع بحري على شماعة انخفاض التوليد الكهربائي وانعكاسات الخريف، فهذا ضحك على الذقون واستخفاف بالعقول، ولا خير فينا إذا لم نقل إن معتمد بحري الأستاذ "ناجي محمد علي منصور" رغم جهوده المعروفة قد أخفق في إنارة محلية بحري وهو يقود (الدركسون) في مدينة صغيرة لا تحفها المصانع التي تعمل بالطاقة القصوى ولا القطاعات السكنية الشاهقة!!

استخدام الكهرباء في مدينة بحري قليل إذا قورن بالمدن والمناطق الأخرى، فما بال المعتمد "ناجي" لا يمتشق عصا التقدير المطلوب!!

قد يكون الظلام جميلاً إذا شقه القمر، حيث يؤدي إلى الإحساس بالراحة والطمأنينة، لكنه في ذات الوقت يتحول إلى متاعب للإنسان مليئة بالضجر والغثيان إذا صار هائماً في الشوارع والميادين العامة من خلال فترة زمنية طويلة.. وإذا أردت أن ترسم مدينة حضارية مريحة على النفس لابد أن ترتكز على الإضاءة والنور، فالظلام يحول أية مدينة وسكانها إلى مجرد أشباح!!
شارك هذا المقال :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

 
Support : Creating Website | Johny Template | Mas Template
copyright © 2011. سوداكون - All Rights Reserved
Template Created by Creating Website
Proudly powered by Blogger