الرئيسية » » سر غرق دردوق!! .... تحقيق وتصوير- عباس عزت

سر غرق دردوق!! .... تحقيق وتصوير- عباس عزت

Written By sudaconTube on الثلاثاء، أغسطس 19، 2014 | 1:11 م

تحقيق وتصوير- عباس عزت

طالب أهالي حي دردوق البيضاء مربع 5 (اسم الدلع نبتة شرق)، بتشكيل لجنة لتقصي الحقائق حيال مخطط أراضي لبعض النافذين تم إنشاؤه في مجرى السيل الغربي للحي، وأكد الأهالي للتيار أن المخطط تسبب بعد ردمه في الثلاث سنوات الأخيرة بالتزامن مع تخطيطه إلى ارتداد مياه الأمطار وتحول مسارها إلى منازل وشوارع الحي الذي تعرض لأضرار كبيرة.

ويتخوف الأهالي من وجود كارثة بيئية في حال السيول التي لن تجد لها ممراً، وستتسبب بغرق العديد من المنازل، كما أبدوا قلقهم من تخطيط مجاري السيول وتحويلها إلى قطع سكنية ومزارع قائمة على تراب رطب ومجرى للسيول بما يهدد ساكنيها وساكني الأحياء القريبة منها ..

وعلاوة على ردم الأودية ومجاري السيول؛ فإن ماسيزيد المشكلة تعقيداً هو عدم وجود مصارف في الحي رغم حداثته وتخطيطه من قبل الجهات المختصة، لتصريف السيول في مواقع مرور الطرق بمجاري السيول..

(التيار) وقفت على بعض المواقع التي تم ردم مجاري السيول فيها، حيث تحولت إلى أراضٍ شبه سكنية جاهزة للتقسيم، وأرضٍ مستوية تخبئ تحتها خطراً كبيراً على ساكنيها في المستقبل ممن لا يعلمون شيئاً عن موقعها، بالإضافة إلى الخطر على قاطني الحي، وخصوصاً القريبين من هذه المزارع التي قامت مكان مجرى السيل القديم بعد أن تم ردمه بواسطة السلطات وفتح مصرف جديد بالقرب من المساكن..

الموقع تحول إلى مستنقع
كانت بداية الجولة على أحد مجاري السيول الذي تعرض للسد والإغلاق بأكوام من التراب حتى تسبب ذلك في احتباس المياه فيه، وتحول الموقع إلى مستنقع مليء بأشجار المسكيت الضارة ، ورغم عمق المجرى الذي يصل لأكثر من مترين ، إلاّ أن الردم بالتراب قد تجاوز العمق للأعلى وتحول امتداد المجرى وتصريفه إلى أرض مستوية، ورغم امتعاض الأهالي من هذا المستنقع الذي سببه ردم المجرى ، إلاّ أن تخوفهم الكبير هو من تحول مياه السيول إلى داخل منازلهم بعد أن تم إغلاق مجراها الأساسي..

المجرى يتساوى مع الأرض
وفي موقع آخر يقع بالقرب من شارع الأسفلت الفاصل بين مخطط نبتة غرب ونبتة شرق(اسم الدلع لدردوق البيضاء) تحول مجرى السيل القديم إلى أرض مستوية بعد أن استلمت إحدى الشركات مشروع ردم المجرى وتحول الموقع بين ليلة وضحاها من وادٍ ومجرى للسيل إلى أرضٍ مستوية، تحولت إلى مواقع استثمارية تطل على شارع الأسفلت الرئيس بالمنطقة ولكنه يعد أيضاً موقعاً خطيراً جداً بفعل وجوده كتصريف لمياه الأمطار التي تتجمع من شعاب عدة وتتمركز في هذه النقطة

الأهالي متخوفون من كارثة
ويقول المواطن (هيثم) من سكان دردوق البيضاء مربع 5: إن أمطار السبت الماضي قادت جميع سكان الحي للعديد من التساؤلات لعل أبرزها هو: من سمح بإجازة المخطط المذكور الواقع غرب دردوق البيضاء بالرغم من وقوعه فى مجرى السيل مما جعل مالكه يقوم بردمه ورفعه عن سطح الأرض بشكل تسبب فى تحويل مسار مياه الأمطار إلى داخل شوارع الحى وإغراقها بالكامل وتسربت إلى الجدران ما أدى لانهيار العديد من المنازل..

ويضيف قائلاً: المشكلة بدأت قبل ثلاث سنوات تقريباً عندما قام بعض النافذين بوضع يدهم على المساحة التي تفصل بين مربع 5 وشارع الأسفلت والتي هي أساساً مجرى للسيل من قديم الزمان وقاموا بردمها وتحويلها إلى مواقع استثمارية ومزارع ثم قاموا بحفر مصرف جديد بمحاذاة منازل الحي لا يفصل بينه وبين البيوت أكثر من متر ليس هذا فحسب بل قاموا بتعلية الردميات التى تقع على الجانب الغربي للمصرف على حساب الجانب الشرقي حتى يحموا مزارعهم ما يجعلوا مياه السيول القادمة من عد بابكر ودردوق تصطدم بالردميات العالية وترتد إلى داخل المنطقة..

ويواصل المواطن هيثم بحرقة: تقدمنا بعدة بلاغات إلى اللجان الشعبية بأحياء دردوق المختلفة وشرحنا لهم خطورة الموقف ولكنهم لم يحركوا ساكناً .. ثم تقدمنا بشكوى للمكتب الهندسي بمحلية بحري والتخطيط العمراني والإدارة الهندسية ببحرى وكانوا فى كل مرة يحضرون للموقع ويشاهدون بأعينهم المخالفات الواضحة فى دفن مجرى السيل ويوعدون بحل المشكلة على وجه السرعة ولكنهم يذهبون ولا نراهم مرة أخرى..

وذكر أنه في شهر نوفمبر من العام الماضي وبعد إلحاح شديد منه استطاع أن يقنع مدير مصارف الولاية أن يرسل معه المهندس نادر (مهندس الولاية) والمنهدس شدر (مهندس المحلية) للوقوف على سبب مشكلة غرق المنطقة المتكرر سنويًا والمتمثل فى السد الترابي الذي أقامه صاحب المزرعة (النافذ) إلا انهما طلبا منه أن يشتكي لجهة أعلى من إدارة المصارف (فعلاً الشكية لغير الله مذلة) ..

وأثناء نقاشه مع المهندسين بالموقع مر بهم أحد أصحاب المزارع القديمة بالمنطقة وقال لهيثم ( انت بتتعب في الفاضي .. دي أراضي ناس كبار ) وختم هيثم بأن عدداً من معارفه نصحوه بالابتعاد بنفسه عن هذا الطريق.. (طريق عمل الخير!!!) ..

فيما أشار المواطن (عماد الغبوش) إلى دخول المياه إلى حيهم، والخراب الذي شوّه معالم الحي كان بسبب تحويل مجرى المياه الأصلي عن مجراه المعتاد، الأمر الذي تسبب في غرق الحي، وعدم تصريف المياه فيه لمدة أسبوع تمام، إذ قال عماد: إن سبب غرق الحي يعود إلى إغلاق المجرى الأساسي لتصريف المياه، وتحويل مياه السيول إلى المصرف الجديد الذى يعج بالأخطاء الهندسة، الأمر الذي أدى إلى غرق المنطقة وأضاف: نحن نسكن الحي منذ 20 عاماً تقريباً، ولم نشاهد من قبل مثل ما حدث في الأعوام الأخيرة ..

ثم أردف قائلاً: نحن نسكن المنطقة منذ أن كانت حيازات والمعروف أنه عندما يتم تخطيط الحيازات تقوم الدولة بنزع بعض الأراضي وتخصيصها للخدمات (مدارس، مركز صحى، ساحات إلخ...) ولكن لأن أصحاب النصيب الأكبر من هذه الأراضي كانوا من النافذين، جاء تخطيط الحي بدون خدمات، وقال إنه يستغرب لبعض الصحافيين الذين زاروا المنطقة بناء على طلب السكان ووقفوا على أسباب المشكلة ولكن لم يستطع أحد منهم نشر الصور أو التحقيقات التي أجروها بالمنطقة لأسباب لا يعلمها إلا الله ورؤساء تحرير تلك الصحف(حسب قوله)..

وأخبرني بأنه قد قام بالاتصال ببعض الصحافيين مستفسرًا عن الأسباب التي أدت لمنعهم من نشر قضية أهالي دردوق بصحفهم , وجاءته الإجابة من إحدى الصحافيات بأن رئيس قسم التحقيقات بالصحيفة التي تعمل بها قد طلب منها الانتقال إلى قسم آخر بأقسام التحرير، مما أكد له بأن وراء الأكمة ما وراءها من شخصيات نافذة ..

وختم حديثه قائلا:إن تغيير مجرى السيل يهدد حياة السكان ما اضطرهم إلى رفع الشكاوى للجهات المعنية بأن جهة ما غيّرت كافة معالم مجرى السيل وتسبب هذا التغيير في خوف المواطنين على أنفسهم وأراضيهم وممتلكاتهم وأن الخوف ينتابهم من هذا التغيير ويخافون من أي سيول قد تمر من المجرى الجديد الذي قد ينهي حياة بعضهم أو يدمر بيوتهم..

ولا تختلف المواطنة بثينة عن (هيثم وعماد)، إلا أن الأولى لم تحرمها مياه السيول من مسكنها الذي انهار جزء كبير منه فحسب بل حرمتها أيضاً من الوصول إلى مستشفى بحري التعليمي حيث تعذر عليها الوصول إلى الشارع الرئيس للمواصلات وتقول بثينة: (كل سنة دردوق تغرق و تفيض الشوارع الفرعية بمياه الأمطار وتتوقف حركة المواصلات وحتى الركشات التي كنا نستقلها للوصول إلى شارع الأسفلت لم تتمكن من الدخول إلى شوارع الحي الداخلية وأنا الآن مريضة ومجهدة ويتوجب علي الذهاب للمستشفى لمقابلة طبيب النساء والتوليد وقد قطعت مسافة 3 كيلومترات حتى محطة المواصلات )..

ويعتقد محمد البطحاني في أهمية قيام لجنة لتقصي الحقائق حيال نظامية المخطط المذكور من عدمه ومحاسبة المتسببين في الأضرار التي لحقت بممتلكاتهم، مشددًا على أهمية إجراءات احترازية وعمل سريع لإنقاذهم من كارثة وشيكة بانت بوادرها مع أمطار السبت الماضي ..وأن سكان الحي يواجهون صعوبة في التعايش مع الأوضاع السيئة خلال هذه الأيام وبدأ الخوف يدب في الجميع خوفاً من انتشار أمراض الخريف .
شارك هذا المقال :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

 
Support : Creating Website | Johny Template | Mas Template
copyright © 2011. سوداكون - All Rights Reserved
Template Created by Creating Website
Proudly powered by Blogger