الرئيسية » » ام وضاح : قطار الشوق

ام وضاح : قطار الشوق

Written By sudaconTube on الأربعاء، ديسمبر 25، 2013 | 8:39 م

صحيفة آخر لحظة - ام وضاح

مازالت أجمل وأنضر وأحلى الذكريات المحفورة داخلي تلك التي تجسدت وارتسمت تفاصيلها ونحن أطفال صغار تحملنا عربات القطار المتجهة شمالاً نحو كريمة في العطلة المدرسية في رحلة ننتظرها كل عام، لننعم برؤية الأهل والأحباب هناك لكنها كانت بمثابة حصة جغرافيا وتاريخ على طول شريط السكة الحديد من الخرطوم، مروراً بشندي وعطبرة وبربر والدامر حتى الكاسنجر ثم كريمة، التي منها نعبر النيل نحو مروي غرباً قبل السد والكبري الجديد، لذلك ظل ارتباطنا وثيقاً جداً بهذه المناطق كأننا ولدنا ونشأنا فيها رغم أن علاقتنا بها هي علاقة مرور «أو سندة»، لكننا نحس بالانتماء لعطبرة ولشندي ولجبل أم علي وكأن «صرتنا» مدفونة هناك، وهذا الانتماء أوجدته بالفعل السكة الحديد التي هي شريان حقيقي ينبض بدم دافق يغذي جسد الوطن عافية وصحة وقوة، وطبيعي بانقطاع هذا الشريان أن ينقطع الأوكسجين عن الطرف المقطوع فيزال ويموت ويبتر، لذلك فإن توقف السكة الحديد طوال الفترة تسبب في كارثة اجتماعية جعلت كل الجيل الذي تربى وشبَّ في فترة توقفها بلا ثقافة جغرافية، ولا ثقافة هوية، ولا ثقافة انتماء، ولا ثقافة ارتباط بالآخر، ولا أدري كيف فاتت هذه «الجريمة» في حق الوطن على من يديرون البلد، كما فاتتهم ملفات كبيرة وكثيرة، لكن ما حدث للسكة الحديد جريمة بكل ما تحمل الكلمة من معنى، وبالأمس القريب شاهدت عبر التلفزيون احتفاء أهل نيالا بوصول قطار نيالا الضعين، وكم كانت الفرحة بادية على الوجوه والابتسامات تضيء الوجوه السمراء بإعادة هذا الخط إلى العمل من جديد باعتباره الآن خطاً مهماً في ظل الظروف الأمنية التي قطعت أوصال هذه المدن، وحولت مساراتها الآمنة إلى شراك للسرقة والنهب المسلح!! لذلك فإن الفترة القادمة ينبغي أن تكون الفترة التي تعيد للسكة الجديد ألقها وبهاءها ودورها الوطني الكبير في أن تعيد نسيج هذا الوطن متماسكاً مترابطاً، لأنه انفتق و(اتملأ) بالخروم، فاصبحنا عرضة لتيارات الهواء الباردة والساخنة!! فالقطار مثل في الوجدان السوداني رقماً مهماً ناقلاً للحراك التجاري والاجتماعي والثقافي، تنفست رئة المدن من بف نفسه ومنحها ما يكفي من الشوق والتحنان، هذا الشوق والتحنان الذي فقدنا من مخزونه الكثير فوصلنا لما وصلنا إليه، (انتو قايلين صراع الثروة والسلطة ده سببو شنو)؟ ما قلت شوق ومحنة وحنية!!

كلمة عزيزة
قامت الأمم المتحدة بتكريم الأستاذة سارة أبو بعد تقاعدها عن العمل في مجال حقوق الإنسان والتكريم الذي نقلته النيل الأزرق عبر مساء جديد، كشف عن الحضور الكبير الذي جاء لهذه المناسبة تكريماً وعرفاناً لهذه السيدة الجميلة التي تشرفت بلقائها أكثر من مرة، لكن بمجرد أن تلتقيها تشعر أنك التقيتها أكثر من ألف مرة بوجهها البسام وطلتها الزاهية وصوتها الندي.. وسارة مثال للسيدة السودانية «المثقفة البرستيج» لكنها لا تخلو من تواضع وإلفة وجمال دواخل.. فالتحية لسارة أبو الناشطة في مجال حقوق الإنسان، والتحية لسارة الوجه المشرف والحضور الطاغي في كل المحافل والتحية لكل أسرة أبو التي رفدت الوطن بالرائعين والرائعات!!

كلمة أعز
نفسي أفهم ما الذي يرمي إليه السفير الأمريكي اللافي البلد بي عجلة!! يعني أنتو مفتكرينو حيرفع تقرير للإدارة الأمريكية ويقول الناس ديل طيبين وحلوين أرحموهم!! هذا الرجل يقوم بعمل استخباراتي من نوع أفلام الآكشن!! (اقطع دراعي إن ما كان ما أقوله صحيحاً)!!



شارك هذا المقال :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

 
Support : Creating Website | Johny Template | Mas Template
copyright © 2011. سوداكون - All Rights Reserved
Template Created by Creating Website
Proudly powered by Blogger