الرئيسية » » امكانية استغلال المياة الجوفية ... د. التجاني النور بشير

امكانية استغلال المياة الجوفية ... د. التجاني النور بشير

Written By sudaconTube on الخميس، أكتوبر 10، 2013 | 11:37 ص

د. التجاني النور بشير*- آخر لحظة

فى الزراعة لتحقيق التنمية بشمال كردفان ياتي هذا المقال استجابة للنفرة الكبرى لنهضة شمال كردفان و التي سعدت ايما سعادة بهذه النفرة لاسباب عديدة منها ان الولاية فعلا تحتاج لمثل هذا العمل الذي يلفت الانتباه الي استغلال الموارد المتاحة بالولاية و خاصة المياة الجوفية. حسب دراسات علمية ان حوضا بارا وام روابة الجوفيان تقدر سعة المياه الموجودة فيهما ب 15 مليار متر مكعب بما يعادل 83% من حصة السودان في مياه النيل. يعتبر استغلال المياه الركيزة الأولى لاستدامة التنمية و خاصة استغلال المياه في الريف. يجب ان تكون الاولية لتغطية احتياجات الشرب. وحيثما وجدت فرص لاستغلال المياة بواسطة تقانة متاحة بشروط ميسّرة تكون من ضمن الخيارات طالما تؤدي لتحسين إنتاجية الزراعة وعائداتها بالنسبة إلى الريف. معظم مساحة الولاية ذات اراضي رملية و بيئة صحراوية و شبة صحراوية بالاضافة الي الضغط المستمر من تغير في المناخ و تغير للغطاء النباتي. في زمن وجيز (عقد من الزمان) حصل تغير كبير في الغطاء النباتي بالولاية و هذا التغير لاحظتة و الاحظة من وقت لاخر (عند حضوري للاعياد و المناسبات المختلفة لزيارة اهلي بامزين و بارا و الابيض اتيا من ود مدني). و كل ما اذهب لاهلي افكر كثيرا في كيفية مساعدتهم وهم يعتمدون علي الزراعة ( فقط 60 يوم في العام) و كيف يقضون بقية وقتهم من العام (10 شهور عطالة مع بعض الاعمال الهامشية). كنت مشاركا في مؤتمر القمح من اجل الامن الغذائي في افريقيا الذي انعقد في اثيوبيا في اكتوبر 2012. جائتني فكرة امكانية زراعة القمح في الاراضي الرملية باستغلال المياة الجوفية. و اقمت تجربة اولية سريعة (Quick experiment) في شتاء 2012 بزراعة 10 احواض قمح بقرية امزين (حيث المياة الجوفية تم توصيلها الي المنازل) بمشاركة الاخوة و الاخوات بقرية ام زين (4 كيلو متر) شمال بارا و تركت الاشراف والمتابعة بعد توضيح طريقة الري بالرش التقليدي و مواعيده لاخي الاكبر و استاذي بشير النور وكنت اتابع يوميا من موقع عملي كاستاذ بجامعة الجزيرة. استشرت في التجربة بعض الباحثين من هيئة البحوث الزراعية بود مدني وللتجربة تفاصيل لا يسع المجال لذكرها. بعد 62 يوما بالضبط عدت فرأيت نجاحا كبيرا للتجربة باستهلاك مائى قليل نسبيا كما في الصور ادناة مع العلم بانة لم يتم استخدام اي نوع من الاسمدة و المخصبات. اخي الوالي هذة التجربة اجابت على السؤال المحوري وهو امكانية و كيفية استخدام الموارد المتاحة لتحقيق التنمية بالولاية؟ تظهر التجربة أنّ النتائج يمكن تكون أكبر عندما تكون ضمن إطار متكامل مثلاً عند وجود أساليب متكاملة لإستغلال المياه الجوفية و ايجاد وسائل تتيح تعدد استخدامات المياه و تحسين البنية الأساسية للتجربة وإدارتها وتقديم الخدمات للتجربة (أي توفير المدخلات والتقانات والمعلومات والتمويل والتسويق). يجب الدعوة للاستثمار في في هذا المجال لاهميتة في المساهمة إلى حد كبير في سبل المعيشة، خاصة بالنسبة إلى المزارعين الذين يعتمدون علي موسم زراعي مطري لا يمكن الاعتماد علية و التنبؤ به لتذبذب و قلة كمية الامطار. ويمكن زيادة الفوائد المحتملة من خلال اتاحة فرص تدريب إلى المستخدمين لتحسين مهاراتهم ومعارفهم و تشجيع القطاع الخاص على المشاركة في الإمداد بالمدخلات اللازمة (مثلاً الآليات والمعدات والأدوات) بالتركيز على تطوير تقانات مناسبة و فاعلة وتعزيز ذلك بالبحوث العلمية. هذة التجربة تتيح فرصاً جديدة في تنويع الإنتاج وزيادة قيمته، بما في ذلك إنتاج الخضر والفاكهة وهناك بالتالي حاجة إلى الإسراع في تطبيق هذة التجربة علي نطاق اوسع خاصة ان الولاية موعودة بطريق بارا ام درمان و الذي قيامة يجعل كثير من الخيارات ممكنة و مجدية.

ونسأل الله التوفيق
*عميد معهد ادارة المياة و الري - جامعة الجزيرة
شارك هذا المقال :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

 
Support : Creating Website | Johny Template | Mas Template
copyright © 2011. سوداكون - All Rights Reserved
Template Created by Creating Website
Proudly powered by Blogger