الرئيسية » » بعد مشروعات حصاد المياه.. لا مويلح ولا نزوح ...

بعد مشروعات حصاد المياه.. لا مويلح ولا نزوح ...

Written By sudaconTube on الخميس، سبتمبر 12، 2013 | 3:55 م

محمد عثمان عباس - الوطن

كانت كردفان الكبرى ودارفور تعانيان كثيراً من مشاكل الطرق حيث تستغرق الرحلة عدة أيام عبر اللواري السفرية ذات الماركات العالمية المشهورة (بدفورد- النيسان.. الخ) والتي تشق طرقاً رملية وقيزان تعرضها للوحل مما يستدعي المكوث (لبضعة) ساعات في محاولات بائسة لإخراج العربات بينما يقبع الركاب بجوارها وأحياناً يتنقلون بين أشجار الغابات والكثبان الرملية، أما أذا كان الفصل (خريفاً) فإن المشقة تزداد نسبة للوحل والطين الذي تملتئ به الطرق التي يصبح السير فيها كعبور الأخاديد والخيران، أما الآن فإن (الهناء) عمّ تلك المناطق وقرب المسافات بينها بعد شبكة الطرق التي أمتدت لربط ولايات الغرب ببعضها (الأبيض - النهود- الفاشر) ثم طريق (نيالا - الفاشر) و (الأبيض - كادوقلي) و (أم روابة - العباسية) و (كاس نيالا زالنجي) الخ... 

وقبلها وفي أوائل الستينيات نفذت حكومة نوفمبر (8591-4691م) خط السكة الحديد بابنوسة - نيالاالذي ربط بين مناطق الانتاج والتسويق وموانئ الصادر وأثر كثيراً على إقتصاديات مدينة الأبيض بعد إنشاء الخط الجديد، حيث تعتبر أكبر بورصة لتسويق الصمغ العربي والحبوب الزيتية مما دفع بعض تجار مدينة الأبيض للنزوح الى نيالا والاستقرار بها نهائياً وللآن. وفي أوائل السبعينيات عاشت مدينة الأبيض أسواء سنواتها حيث عانت من نقص المياه بالنسبة للأحياء القديمة أي قبل تمدد الأحياء الجديدة مما دفع بعض المواطنين للهجرة نتيجة خطأ هندسي بتفريغ خزان مياه الأبيض وتوسيعه أملاً في خريف وأمطار مداره، إلا أن إرادة السماء حالت دون ذلك فلا السكان تمتعوا بمياه الخزان (القديمة) ولا أضافت الأمطار مياهاً جديدة فما كانت من الحكومة المايوية وبعد أن شهدت المظاهرات العارمة التي تسببت في خريف (زريبة العيش) وبعض المتاجر إلا أن أقالت محافظ كردفان الذي يشهد الجميع بنزاهته وكفاءته إلا أن حظه العاثر أدخله في متاهات نقص الأمطار بجانب لعنة تعبيده لعدة طرق داخلالمدينة.

والآن تشهد مدينة الأبيض حراكاً ضخماً وجهوداً كبيرة وجادة لمعالجة مشكلة المياه بدأت بتخصيص الوالي لمبلغ مليار جنيه ثم دراسات للإستفادة من مياه المنطقة الجنوبية وحوض بارا الجوفي ثم تدخل (المركز) وطلب تقديم دراسة لمد المياه من النيل إضافة الى المعالجات الحالية بإصدار قرارات بابعاد (المشرفين) على مياه الأبيض ومحاسبتهم وتكليف محلية شيكان لإدارة هيئة المياه.. والنتيجة إنسياب المياه الى المنازل وتوسعة الشبكات وضمان استمرارية مد السكان بالمياه.

وظللنا أيضاً نتابع مشروعات حصاد المياه والتي تشهدها ولأول مرة ولاية شمال كردفان وهي من أهم المشروعات التي تحتاج اليها والتي بدأت عام 9002م بتكليف رئاسي وتقو العمل فيها بنجاح وحدة تنفيذ السدود ومن المتوقع تشييد 01 حفائر لتحقيق الاستقرار وزيادة الإنتاج الحيواني لمرورها عبر مسارات الرعاة وتوفير مياه الشرب وزراعة بعض الخضروات وفوق هذا وذاك مواجهة فترات الجفاف ونقص المياه.

وتغطي مشروعات حصاد المياه عبر تشييد السدود والحفائر معتمدية شيكان ومحلية بارا - محلية النهود وسودري وبدورنا نشيد بهذا الانجاز غير المسبوق حيث لم يشهد تاريخ الولاية منذ 05 عاماً مشاريع للمياه كهذه ونأمل أن تتواصل الجهود لتغطية بقية محافظاتها والتوسع في كافة المناطق وهي بداية صحيحة لوقف الهجرة والنزوح وعدم العودة للمعسكرات وكفانا (المويلح) التي أصبحت (سبة) في وجه السودان حلم العالم في اطعام الجوعى وسلة غذائه ولتعد (كردفان) بخيرها (الجواني والبراني).
شارك هذا المقال :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

 
Support : Creating Website | Johny Template | Mas Template
copyright © 2011. سوداكون - All Rights Reserved
Template Created by Creating Website
Proudly powered by Blogger