الرئيسية » » وقـع فـيها جـُمبلُغ ... نفاج المهندس

وقـع فـيها جـُمبلُغ ... نفاج المهندس

Written By Amged Osman on السبت، أغسطس 03، 2013 | 9:27 م

محمد المهندس 

من يريد أن يأتيك ويدخل عالمك وحياتك، إما أن يطرق الباب وينتظر الإذن له بالدخول أو لا ينتظر، وإما أن يطل او قل يباغتك بدون أسباب أو مقدمات. ويبقى الإستقبال وشكله تعتمد على طريقة دخوله.

فحضور زائر كريم يأتي ليغير لك الكثير من الأفكار والأعمال والخطوات، يجب أن تهتم به ، خصوصاً أذا أخبرك بحضوره قبل مدة ثم طرق الباب زمناً كافياً وحضر بعدها.

فحضر ونزل وفرح أهل البلد وزرع أهل البلد وحصد ايضاً اهل البلد، هذا ماتعلناهُ في كتب المدرسة قديماً في درس المطر، لكننا لم نتعلم كيف نستقبل هذا المطر لنزرع ونفرح، بل صرنا (نتقُف ونغرِف).
فلا يأتي خريف إلا وتتكرر كل المشاهد بذات السناريو المعروف:

مشهد أول - داخلي ليلي
ينزل المطر ويتكوم جميع اقراد الاسرة في مكان أكثر أمناً من غيره في حين ينقطع التيار الكهربائي بسبب وبدون سبب، ليغرق (الحوش) ثم الشارع ثم (الحوش) تاني، لأن احد الجيران بداء يفتح معابر للمياه من بيته.

مشهد ثاني - خارجي نهار
يخوض هو في الشارع متجهاً الى عمله صباحاً حاملاً بيمينه هاتفه ليتابع الوقت وفي يده الأخرى حذاءه الذي تغلّف بالصمت والصبر، وتبداء رحلة المعانا بين الأزقة والشوارع والسيارات تلك تعطلت وهذه وقعت في حفرة كانت (خور) ، والخور في التعريف السوداني واحد من الحلول العصرية التي تقوم بها البلديات لتصريف مياه الأمطار.

مشهد رابع وخامس وعاشر
قد يختلف الشخوص ولكن تبقى القصة واحدة ومكررة ونشاهدها سنوياً مع هطول المطر بل حفظنا مشاهدها مثلما حفظنا المسلسلات الرمضانية قبل عرضها، ففي الجانبين البطل معروف والنهاية معروفة، فقط تختلف بعض الرتوش. بالنسبة لمسلسلنا هذا، فأنا عن نفسي توقفت كثيراً قبل أن اكتب فيه، وكثيرون هم من طرقوا هذا الموضوع قبل وأثناء وبعد حدوثه، لكن لأن الضرر لا يقع إلا علينا، (فقط) نُذكر، مادامت الذكرى تنفع (المؤمنين).

فالحفر واعمال الردم و (كيمان) التراب تملاء الطرق والشوارع، ونسبة كبيرة من الطرق تختاج الى انارة ليلية، بيوت كثيرة تتهاوى على اهلها بسبب هجوم المياة عليها، أمراض مختلفة تأتي مع الخريف تفتك وتنهش، أمور وأعمال ومدارس تتوقف، وصورة غير مشرفة تتناولها الأجهزة الإعلامية.

نحن لن نتحدث عن حلم وجود شبكة للتصريف فبعض الأحلام اصبحت من المستحيلات، لكننا نتحدث عما يحدث للإنسان إذا تعثر في الطريق راكباً أو ماشياً، فيا سعد من يخشى السؤال إذا عثُرت بقرة في العراق وهو في المدينة، ويا حزن من يمشي ولا ينظر حوله.
فمن المسؤول ومن المكلف ومن عليه القول والفعل والتوجيه.

فهذا الزائر الذي يأتيك مرة في العام، لا ينتظرك حتى تتكئ على وسائد التفكر ولن يهدهدها وأنت تغفو قاصداً متعمداً ترك الأمور غارقة في دوامات التأجيل والتهميش، فمن حفر حفرة ولم يسدها قاصداً وقع فيها جُمبُلغ

شارك هذا المقال :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

 
Support : Creating Website | Johny Template | Mas Template
copyright © 2011. سوداكون - All Rights Reserved
Template Created by Creating Website
Proudly powered by Blogger