الرئيسية » » محمية دنقناب البحرية ما تزال آمنة ولكن إلى متى؟ .... جزيرة قلب العالم !؟

محمية دنقناب البحرية ما تزال آمنة ولكن إلى متى؟ .... جزيرة قلب العالم !؟

Written By sudaconTube on الثلاثاء، مايو 07، 2013 | 7:36 م

بورتسودان/دنقناب 5-5-2013 م(سونا )

تم اختيار محميتي دنقناب وسنجنيب بسبب ما تتمتعان به من سلامة بيئية وأمان لبرنامج علمي لمراقبة وصيد اسماك القرش وناقة البحر .

وقد بدأ البرنامج، ولكن بدأت في المنطقة أيضا عدة تغييرات تتربص بسلامتها وسكينتها فإلى متى تظل آمنة؟.
كان الوقت ظهرا عندما دخلنا قرية دنقناب الصغيرة ضمن المحمية البحرية للخليج المسمي بأسمها، تناثرت بيوتها المبنية من الخشب علي بعد أمتار قليلة من مياه الخليج الفيروزية اللون الصافية، ورماله البيضاء النظيفة . كانت القرية هادئة تماما لم يكن هناك من أحد، فقط الرياح وهي تعبث بكل شئ .

تعجبت لخلوها من السكان وهدوءها الذي يكاد يشبه الموت ، كان برفقتي احد ضباط حماية المحمية ، طرق باب بيت يعرفه ، فما لبث أن جاءنا احد سكان القرية مرحبا وعرف سبب حيرتي .

هبوب التغيير
وقال عيسي محمود أحمد متحيرا هو أيضا، إنها الرياح لم نعتدها في مثل هذا الوقت من العام. هبت علينا عدة مرات. ليست هذه الأولي . تبقينا شبه محبوسين في منازلنا، وتمنعنا من ركوب البحر بحثا عن صيد نتكسب به معيشتنا، لا نعلم سببها ربما تكون الأمطار قد هطلت في جهة ما وأرسلت إلينا هبوبها. وأضاف ضاحكا حتى النساء لا يحببنها لأنها تجعلنا نمكث في البيوت لأيام دون عمل .
ولكن تغيرات المناخ وتقلباته المجهولة التي لا يعرفون كنهها ولا سببها لم تكن هي ما يقلقهم فقط، على الرغم من تأثرهم بها وتغييرها لحياتهم .بل أمرا آخر أكثر واقعية وقربا يعرفون حقيقته ويحسونه ويستيقنون حتى ولو لم يحدث بعد، من فداحة عواقبه عليهم بصورة مباشرة.

قلب العالم
لم أكن أعلم الكثير عن هذا المشروع، ولم يكن أيضا سببا لزيارتي للقرية. فقد جئتها للتعرف عليها وعلى مشاركتها في مشروع علمي لرصد وتتبع أسماك القرش وناقة البحر في خليجهم. سألت أحدهم ولكن تعجبت عندما تنادوا جميعا وتجمعوا للحديث معي كانوا يظنون أنني أريد الحديث معهم في هذا المشروع.فوجئت بجهلهم به وكبر مخاوفهم وتوجسهم منه على مستقبل حياتهم. وقلت في نفسي كم يخطئ المسئولون عندما لا يشركون في خطط التنمية ، أولئك البسطاء الطيبين الذين عاشوا في هذه المنطقة أسلافا بعد أسلاف، في سلام وانسجام مع الطبيعة، وكيف فجأة يرون أن هناك من يريد أن يقلب حياتهم رأسا على عقب بدون علم منهم .كم يخطئون كم يخطئون .

محمية خليج دنقناب وجزيرة مكوار البحرية
محمية خليج دنقناب وجزيرة مكوار البحرية هي أحدي محميتين بحريتين سودانيتين علي البحر الأحمر تتمتعان بثراء بحري مدهش وتحتويان علي سلسلة الحياة البحرية كاملة من اصغر المخلوقات والأسماك البحرية وحتى اسماك القرش الحوتي الذي يتربع علي اعلي قمة للحيوانات الكبيرة في البحار، كما يقول محمد يوسف عبد السلام المستشار المستقل لمنظمتي (اكويب كوستو) (ديب تودي) البحريتين في السودان، والمدير السابق لمحمية سنجنيب البحرية.

وقد تم اختيارهما من قبل هاتين المنظمتين،لتنفيذ برامج لمراقبة ورصد أسماك القرش وناقة البحر التي تتوفر بهما،والمهددتين بالانقراض في كل بحار الأرض، بهدف التعرف علي سلوكها وأساليب عيشها وتكاثرها حتى يمكن حمايتها عالميا .

يقول الرائد بالإدارة العامة لشرطة حماية الحياة البرية ومدير إدارة المحميات البحرية بولاية البحر الأحمر، الرائد نصر الدين محمد الأمين: تمتد المحمية علي الساحل السوداني في مساحة قدرها 2.808 كلم مربع وطولها 70 كلم وعرضها الافقي 30 كلم. وهي تبعد حوالي 157 كلم إلي الشمال من مدينة بورتسودان . وتضم قريتين فيها 300 اسرة يشكلون سكانها البالغين حوالي 2 ألف نسمة يعتمدون جميعا علي صيد الأسماك بوسائل تقليدية في المناطق الضحلة وشبه العميقة.

وقد أعلنت محمية بحرية في 13/10/2004م، لأهميتها عالميا ووطنيا واحتوائها علي تنوع حيوي بحري وبري هام إذ تعد موطن للعديد من الأنواع البحرية النادرة المهددة بالانقراض عالميا مثل ناقة البحر والقرش الحوتي والسلاحف البحرية .

إضافة إلى وجود تجمعات ضخمة ومتنوعة من الشعب المرجانية في غاية الصحة حيث لم تتأثر بالكوارث البيئية التي أثرت علي كثير من تجمعات المرجان في العالم.كما لم تتأثر بعوامل الضغط البشري السياحي وغيره. ووجود أنواع متعددة من اسماك الشعب المرجانية وغيرها من الأحياء البحرية الأخري. وتعد منطقة محتملة كملجأ للمرجان نسبة للتغيرات التي تحدث في المناخ العالمي. وهي اكبر خليجي طبيعي يأوي صدف اللؤلؤ من توالد طبيعي علي البحر الأحمر .

وكذلك وجود عشرين جزيرة تتفاوت في أحجامها وتكويناتها مهمة جدا للحياة البرية والبحرية باعتبارها أماكن تعشيش للطيور البحرية المستوطنة منها والمهاجرة وكذلك مناطق تبييض للسلاحف البحرية .ووجود الحيات في جزيرة ميتيب (جبل ابوالدود) الأمر الذي أثار حفيظة الباحثين حول أسرار بقاءها والنظام الغذائي لها.وتوفر مساحات ممتدة من الأعشاب البحرية القاعدية المهمة كمناطق غذاء للأسماك الصغيرة والأحياء البحرية خاصة ناقة البحر.وعدد من غابات المانجروف المهمة كموطن لكثير من عوالم البحر والأسماك الصغيرة والطيور. بجانب عدد من الخلجان والمراسي الطبيعية الجميلة مثل خورشنعاب وانكفيال .

ويضيف الملازم أول مصطفي من إدارة المحمية إن الشعب المرجانية النادرة التي ما تزال علي طبيعتها تعتبر مثل غابة الأمازون في أمريكا الجنوبية تحوي كل البيئات والحيوانات البحرية ، حيث لم تتأثر جميع حيوانات الساحل السوداني بأي شيء. مضيفا أن ما تقوم به الإدارة هو حماية استباقية لها وخوف علي ندرتها.

البحر حياتنا وغذائنا
ويقول عيسي محمود أحمد انه يعمل صيادا مثله مثل جميع أهل دنقناب، و حتى رعاة الإبل والماعز يمتهنون الصيد، كما إن النساء يساعدن في صناعة الشباك، وبعضهن يرمينها داخل المياه الضحلة في البحر.

ويضيف انهم يصطادون اسماك الدبراك والبياض والكشران وابوحبة والفارس وسمك الناجل. ويقول علي الرغم من وجود اسماك القرش بأعداد كبيرة وأنواع مختلفة إلا أنهم لا يصطادونها خاصة بعد ان منعت سلطات المحمية قبل عامين صيدها.

ويضيف كل من محمد حامد عيسي ومحمد علي وعبد الله اوديد وهم صيادين في القرية ، قائلين أن التطور العمراني والسياحي القيم، ربما يفيدنا وخاصة مشروع (قلب العالم) على جزيرتنا ،لأن تجارة السمك صارت متعبة ومكلفة لنا ، حيث نخرج في رحلات صيد قد تمتد لأسبوع كامل نصطاد خلالها مابين 150-200 كيلو من الأسماك فقط .

علي اوجبه عمدة قرية محمد قول يتفق مع جيرانه من دنقناب ويقول: إن القرية كلها تمتهن حرفة الصيد "البحر هو حياتنا وغذائنا لا شيء لنا غيره نأخذ منه بدون إفراط لذلك لا نخشى أن يتغير علينا ما نخشاه هو التغير الذي يمكن أن يحدث حال زيادة السياحة والاستثمار فيها خاصة مشروع قلب العالم السياحي علي جزيرة مكوار وجبل مقرسم. الذي يعد جزءا هاما من المحمية إذ نصطاد الصدف والكوكيان ونصدره للخارج وكنا نذهب في رحلات تمتد من يوم كامل أو اسبوع نصطاد ما مقداره بين 20-40 .

محمد علي دكان رئيس الجمعية التعاونية وشيخ الصيادين بقرية محمد قول "يبين لدينا 300 صياد و90% مما يصطادونه يذهب خارج القرية ويستهلك الباقي محليا غذاءا للسكان. ويؤكد جزيرة مكوار وجبل مقرسم مهمان لنا جدا لأنهما يشكلان حماية وضرى لنا من عنفوان البحر. ونحن نلجأ إليهما أثناء رحلات صيد ليحمياننا من الأمواج، كما نستريح فيهما. لسنا ضد التطور العمراني والسياحي ولكن نخشى علي معايشنا".

ويضيف شيخ الصيادين عندما بدأ الحديث عن شراء الجزيرة لتحويلها لجزيرة سياحية خمسة نجوم تحتوي علي فنادق وابراج ومطاعم ومطار، منعنا من الاقتراب منها، مستقبلنا غير معروف. نعرف أن وفرة الأسماك قد تقل في حال ما زاد العمران والحركة في الجزيرة وحولها وتزايد عدد السياح الذين يمارسون الغطس ما نخشاه ايضا مراكب الصيد الكبيرة التي تأتي من مصر والسعودية واليمن .
ويقول زارنا بعض المسئولين عن المشروع وتكملوا معنا حوله وقالوا لنا سوف تكون هناك مستشفي وانهم سيعطوننا وجبتين في اليوم و50 جنيها كأجرة للعمل في المشروع الذي سيوفر عمل لبعض أهل القرية .

ويستطرد "الجزيرة توفر لنا بعض الأعشاب والأشجار التي تتغذي عليها بهائمنا . لكننا لا نعلم الكثير عن هذا المشروع البعض ياتونا إلي الجزيرة ويذهبون. تقدمنا بمذكرة للحكومة وطالبنا فيها ببدائل وحقوق، لم نتلق ردا حتى اللحظة حتى الحكومة الشعبية في القرية لا تعلم شيئا" .

ويضيف الصياد محمد أحمد ،يقولون ان المشروع سيطور القرية سيكون هناك جسر بينها والجزيرة في عرض البحر سنفقد مراكز حمياتنا واستراحتنا بالجزيرة. العرض الأول الذي قدم لنا لم يرضنا اختلفنا مع وكلاء اصحاب المشروع لذلك لم يبدأ شيء حتى الآن.

ومدير إدارة المحميات البحرية يقول: خطتنا لإدارة المحمية تعتمد علي تقسيمها لمناطق صيد مشروع وممنوع ومناطق للغطس والغوص والاستخدامات السياحية. وهي تأتي متسقة مع الخطة الإدارية التي تم وضعها عن طريق الهيئة الإقليمية للمحافظة علي بيئة البحر الاحمر وخليج عدن واهم ما فيها هي منع الصيد الجائر ويؤكد الصيد التقليدي لا يؤثر علي المحمية ومواردها، بل الجرافات البحرية وهي عبارة عن سفن كبيرة للصيد تأتي غالبا من مصر والسعودية واليمن.

اهالي المحمية يمارسون رقابة علي محميتهم وهي رقابة ناتجة عن الوعي باهميتها وكونهم المستفيدين اولا منها ومن مواردها وفقا لما يقول مدير إدارة المحميات البحرية، حيث تم ترسيخ مفهوم الحماية داخل المحمية وهناك خفراء وحراس من المواطنين يقومون بالتبليغ عن التعدي عليها من قبل السفن الإقليمية او المواطنين. ويضيف ما يقلقنا هو السياحة وكثافتها فالموسم السياحي الذي يبدأ من أكتوبر ويستمر حتي يونيو يجلب حوالي 8 آلاف سائح سنويا للمحميتين، وعلي الرغم من انهم لا يمارسون الصيد إلا أنهم يفسدون الشعب المرجانية بسبب عدم وجود مرابط لقوارب الغوص. ويوضح أن محمية سنجنيب تبلغ مساحتها 12 كلم وطولها 6 كلم وعرضها 2 كلم واعلنت محمية في العام 1990 وهي عبارة عن جزيرة مرجانية غنية بالشعب والمرجان وهي في شكل حلقة دائرية نادرة جدا وهي الوحيدة في البحر الأحمر بهذا الشكل وتزخر بتنوع حيوي كبير وبها 250 نوعا من الأسماك الصغيرة والأسماك النادرة واسماك الزينة ثم اسماك القرش والدلفين الذي يوجد في مدخل المحمية ثم سمك القرش ابوسوط الذي بدأ يتناقص بسبب صيده من أجل زعانفها.
ويضيف ان الغوص البحري هو النشاط السائد في سنجنيب التي تعد من اشهر وافضل مناطقه عالميا ولايوجد بها مواطنين أو نشاط سياحي سواء زيارات منظمة للمواطنين مرتين في الشهر ، لايمارسون اثنائها الغطس كما يوجد بها فنار لارشاد السفن تم بناءه العام 1950م وهو تابع للتراث العالمي. وتتميزخطة إدارة المحمية بمنع الصيد وتحديد مناطق للغطس ورصد ومراقبة وهي ذات المنهج المتبع في إدارة دنقناب .

كما أن أي نشاط سياحي ضخم مثل مشروع (قلب العالم) على جزيرة مكور وجبل مقرسم، من شأنه ان يدمر البيئة ومواردها بالجزيرة كما يمكن للعكورة الكثيفة ان تقتل الحياة البحرية حولها.

ويؤكد لا علم لنا تماما بهذا المشروع الضخم فهو مشروع اتحادي وليس ولائي إضافة إلى أن الفصل الثاني من قانون حماية الحياة البرية، يسمح بقيام أي عمل سياحي داخل المحميات علي شرط أن تسبقه دراسة للأثر البيئي للمشروع ولا علم لنا ايضا ما إذا كانت هذه الدراسة قد تمت او ستتم أم لا . وأضاف أن الحديث عن هذا المشروع أدي إلي تأخير وتأجيل إعلان المحمية واحدة من مناطق التراث العالمي .

ويؤكد د. عبد الله ناصر العوض مدير محطة بحوث اسماك البحر الأحمر ، أن محميتي دنقناب وسنجنيب ما تزالا نظيفتين ومحتفظتين بحيويتهما فلا يوجد بهما تلوث ولا تكسير في الشعب المرجانية بعكس العديد من المناطق البحرية عالميا.

ويضيف د. عبد الله ان ما يميز السواحل السودانية هو وفرة وغناء الشعب المرجانية وحيويتها وسلامتها فهي لم تتعرض للتلف. وتملك الإمكانية للنمو مشيرا إلي أن الكثيرين يظنون ان الشعب المرجانية جامدة ولا تنمو وهو ظن غير صحيح ويحدث إذا ما تكسرت هذه الشعب. ويضيف "أن الإفراط في النشاط السياحي يمكن أن يكون مدمرا للسواحل، وحتى البناء عليها يمكن أن يؤثر علي البيئة البحرية وما يجب أن يحدث لتفادي ذلك هو دراسة الأثر البيئي لأي نشاط وتقييمه باستمرار حتى لا نفقد الموارد الطبيعية التي نملكها وحتى لا نحرم أنفسنا من استغلال هذه الموارد كما تفعل غالبية الدول" .

فيما يقول أستاذ علوم المصائد والكيمياء الحيوية البحرية بكلية علوم البحار،بجامعة البحر الأحمر، صلاح الدين يعقوب، إن النشاط الاستثماري الكبير في السواحل السودانية أو داخل المحميات يمكن أن يدمر هرم السلسلة الغذائية للأسماك ٍ وبالتالي يشكل خطرا ومهددا قويا لها.

وصلاح ان الحل هو انجاز دراسة جدوى بيئية للمشروع المعين، تحدد المنطقة المناسبة له وكمية النشاط ونوعه، وإذا ما تبين ضرر ذلك يجب التفكير في إجراء استثمارات ملحقة تكون صديقة للبيئة . وإذا كان الضرر كبيرا يجب العدول عن المشروع في المكان المحدد واختيار غيره . ويؤكد أن أي تغيير في البحر يليه ويتبعه تغيير في البر يؤثر علي حياة كليهما.

د. سمية خضر أخصائية علم نباتات بحرية ونائبة عميد كلية علم البحار، تقول: "ببساطة شديدة التخطيط السليم يمكن أن يجعل أي مشروع صديق للبيئة لذلك يجب أن يستصحب كل الاختصاصيين المعنيين لتحديد كيفية الإدارة للمشروعات التي تهدف إلى استغلال الموارد وتحقيق رفاهية المجتمعات المحلية السؤال الأساسي هنا هو كيف نخطط وكيف ننفذ هذه المشروعات؟ ".

وتضيف د. سمية ان البحر ثري ويمكن ان يوفر المليارات من الأموال عن طريق الاستثمار السياحي وغيره فهل المشاريع تأتي ضمن خطة إستراتيجية للاستفادة من الموارد أم لا ؟ .

وتؤكد "بالنسبة لمشروع (قلب العالم) لا علم لنا به ولم يعرض أو يقدم إلينا، لتقييمه ودراسته بيئيا، سمعنا به فقط وقد طرح علي المستويين السياسي والاقتصادي علينا أن ننتظر وان نعرف، لابد من طرح هذه الدراسة في عطاءات للجهات العلمية المختصة" .
نصر الدين احمد العوض مدير عام وزارة البيئة والسياحة بولاية البحر الأحمر يقول: المحميتان تحويان تنوع بحري نادر وتحتفظان حتى الآن بالنقاء والصفاء الطبيعي. 80% من إيرادات السياحة في البحر الأحمر تأتي من الغطس والغوص فالمنطقة غنية بالمياه المرجانية التي تستحق الشاهدة. ونحن حريصون علي هذا التنوع وعلي حماية موارده ونعمل مع العديد من المنظمات في توعية المجتمعات المحلية بأهمية هذه الموارد. وهناك خطة كاملة للاستفادة من سواحل البحر الأحمر في السياحة وتنمية المجتمعات المحلية التي تسكنها وتعزيز رفاهيتها.ويذكر ان مشروع (قلب العالم) هو احد هذه المشاريع وهو مشروع سياحي متكامل ولكنه مشروع اتحادي وحتى الآن لم يقدم الينا كحكومة ولائية، وحينها سنحرص علي أن يكون اقتصاديا يراعي المصلحة العامة ويراعي الموارد البيئية للمنطقة .
ويقول مدير الإدارة العامة للسياحة بوزارة السياحة والبيئة والحياة البرية ، عثمان الأمام ، مشروع قلب العالم الذي وضع الرئيس عمر البشير نوفمبر العام 2012 حجر الأساس له على جزيرة مقرسم بمحمية دنقناب، عبارة عن مدينة سياحية متكاملة تحوي سلسلة من الفنادق الفخمة ومراكز الغطس والغوص وميادين لأنشطة رياضية وكافيتريات ومطار صغير . وتبلغ التكلفة الكلية لإنشائها 20 (عشرون) مليار دولار أمريكي . ويبين أن المشروع ما يزال لدي الهينة العامة للاستثمار .وحتى الآن لم يبدأ في التنفيذ ولم يتم منح ترخيص لأية منشأة سياحية ضمن هذا المشروع .

ووفقا لمعلومات سبق نشرها عن المشروع فأن الجزيرة عند اكتماله ستحوي أكثر من 150 ألف مقيم وحوالي 120 ألف موظف وأكثر من 90 ألف زائر شهرياً، 10 مدن سياحية وتجارية تربط بينها شبكات مواصلات برية وبحرية متطورة، واجهات بحرية محيطة بها طولها أكثر من 121400 قدم وتضم بين أرجائها أحدث ميناء بحري في الشرق الأوسط .

إضافة الي اكبر مارينا والتي تتسع لأكثر من 2400 قارب بالاضافة الي الأرصفة والتي تستوعب أكثر من 700 يخت كبير هذا فضلاً عن ميناء جوي دولي يستقبل اكبر الطائرات ليكون بوابة للمطارات الأفريقية والشرق أوسطية، ومدينة صناعية ومدينة اعلامية ومدينة المال والأعمال ومدينة المعرفة والانترنت ومدينة رياضية تضم كافة أنواع الميادين وحلبات السباق ومضمارا لسباق الخيل والجولف . ولم تشر هذه المعلومات إلى أية دراسات بيئية متعلقة بالمشروع .

ويقول المستثمر والمنفذ لهذا المشروع وهي مجموعة "الحصيني" السعودية إنه سيشتمل على أطول برج في العالم دون تحديد ارتفاع معين. وحضر المستثمر السعودي أحمد عبدالله الحصيني رئيس المجموعة الحفل بجانب البشير. وتظهر صور المجسم للمشروع برجا شاهقا أطلق عليه "برج الحصيني" تم تصميمه على شكل سنبلة ذرة عملاقة.
شارك هذا المقال :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

 
Support : Creating Website | Johny Template | Mas Template
copyright © 2011. سوداكون - All Rights Reserved
Template Created by Creating Website
Proudly powered by Blogger