كوستي الضواحي والمدينة .. حكايات الناس والحياة

عبدالوهاب جمعة (الصحافة):  

منذ ان قطن بها الخواجة كوستي قبل اكثر من مائة عام ونشط في التجارة مع سكان المنطقة .. خلد الناس سيرته باطلاق اسمه على المدينة التي صارت لها مكانتها بين مدن السودان ، وضع خواجة كوستي اللبنات الاولى لعلاقة متجذرة بين سكان المدينة وريفها .. وبات عرفا بين قاطني المدينة وسكان ريفي كوستي .. كانت المعادلة تبادل المصالح بين سكان الريف وتجار المدينة .

يقول محمد الامين من سكان قرية الطويلة ان مدينة كوستي بالنسبة لهم مصدر اساسي لكسب الرزق، مشيرا الى حضوره وذهابه من والى المدينة يوميا. ويقول المزارع بلال عبدالله انه يجلب معه الى كوستي منتجاته الزراعية من قرية الزليط الواقعة جنوب المدينة، مشيرا الى ان المدينة تمثل احد مصادر الدخل بالنسبة لهم . ويسرد التاجر السبعيني كمال ان ريفي كوستي يعتبر المصدر الاساسي لمصدر رزق المدينة، مؤكدا ان كوستي بدون ريفها تصبح مدينة اشباح ، ويدلل على ذلك بالقول « في فترة الخريف تكاد تتوقف الحركة التجارية للمدينة». 

وفقا لافادات احد تجار المدينة الكبار فان حركة سكان ريفي كوستي كانت احد دعامات سوق المدينة طوال تاريخها ، ومعظم ثروات رجال الاعمال الكبار الذين بلغ صيتهم عنان السماء كانت ناتجة للتعلق الجيد بين سكان مدينة كوستي واريافها . 

وتتميز مدينة كوستي بوقوعها في سهل فيضي ممتد على جهات الارض الاربع مما منحها فرصة تنوع الانشطة الاقتصادية المبنية على الزراعة المروية والمطرية والرعي ، وانعكس ذلك الامر على تنوع وتعدد عدد القرى ، ووفقا لمتعاملين في سوق المدينة فان الحركة التجارية تنشط بعد وصول مركبات الريف التي في اغلبها بصات صممت من هياكل اللواري وان زادت في الفترة الاخيرة سيارات البوكس من ماركة التايوتا ، وتكاد تتوقف عمليات الشراء والبيع بعد حلول الثانية ظهرا عندما يهم القرويون بالعودة الى مناطقهم بعد ان انجزوا عمليات البيع والشراء . وتعطي مواقف بصات الريف نظرة على عوالم مدينة كوستي عندما يبدأ الناس بتحميل البصات باغراضهم المشتراة من المدينة بعد بيع منتجاتهم الزراعية .. هناك من يودع قريبا له يقطن بارياف كوستي بينما يطمئن اخرون على خزانات المياه التي اشتروها من المدينة لمواجهة فصل صيف عصيب بالريف وبائع جائل يروج بالصوت العالي لتسويق بضاعته قبل مغادرة البصات ..