الخرطوم -الصحافة:
دعا وزير الري الاسبق وخبير المياه المهندس يحيى عبد المجيد، دول حوض النيل الى صيغة تعاون للانتفاع المشترك من المياه ،محذراً من أن هشاشة الهضبة الاثيوبية التى وصفتها الدراسات بأن خواصها بركانية يمكن ان تؤدى الى عمليات انزلاق فى المستقبل.
ورأى عبد المجيد في حوار ينشر بالداخل أن إنشاء سد الألفية في اثيوبيا سيؤدي لتراكم اطماء كبير، وتخزين 67 مليار متر مكعب من المياه ، ومع وجود تحركات بركانية فإن مخاطره على السودان ستكون كبيرة في حال انهياره.
وكشف ان دراسات غربية تشير الى احتمال حدوث انكسار فى القرن الافريقى نتيجة لهشاشة طبيعته، كما ان منطقة القرن الافريقى قد تتغير طبيعتها بالتحام المحيط الهندى مع الاطلسى وانقسامها الى قسمين يكون مركز هذا الانشطار جنوب السودان، وسيقع أثر ذلك على النيل الازرق.
وأضاف عبد المجيد أن قيام سد الالفية يقلل فرص الانتفاع من تعلية الروصيرص وضمور فرص التحاريق الزراعية، ودعا الى ردم الفجوة الماثلة الآن بين اكتمال تعلية خزان الروصيرص وعدم تكثيف الري بمشروع الجزيرة وإنشاء ترعتي الرهد وكنانة والقنوات بمشروعى الرهد وكنانة مما يجعل الاستفادة من التعلية محدودة في توليد الكهرباء،مشيرا الى ان التعلية تأخرت أكثر من اربعين عاماً، أكثر من 20 عاماً منها في عهد الحكم الحالي.
وشدد على ضرورة عودة نظام الرى القديم بمشروع الجزيرة ،مبينا ان اللجنة الحالية لتقييم المشروع هى جزء من التدهور الذى حدث خلال العقدين الاخيرين ،ورأى أنه لايمكن للمشروع ان يقوم ثانية الا بعودة نظام الرى ومهندسيه ،مشيرا الى أن تدهور المشروع بدأ منذ تدخل البنك الدولى خلال عهد نميري واختلال علاقات الانتاج .
ونفى عبد المجيد تأثر حصة السودان من مياه النيل بعد انفصال الجنوب ،موضحاً ان دولة الجنوب تحتاج الى تصريف للمياه للاستفادة من أراضيها الزراعية والمراعى، ورأى أن أية تنمية بالجنوب ستكون زيادة للمياه فى الشمال، واذا لم تعمل ترتيب وتنظيم للمياه فسوف تغرق .
واعتبر أي حديث عن حرب مياه قادمة يجانبه الصواب حيث ان دول حوض النيل تمتاز بغزارة فى مياه الأمطار كما ان بحيرة فكتوريا بها حالياً أكثر من 1000 مليار متر مكعب المنساب منها الى دول الحوض حالياً حوالى 22 مليار متر مكعب فقط .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق