الرئيسية » » الصرف الصحي الراهن والبحث عن الحلول

الصرف الصحي الراهن والبحث عن الحلول

Written By sudaconTube on الجمعة، ديسمبر 28، 2012 | 1:25 م

كاتب التقرير :علوية الخليفة

حذرت ورشة عمل حول الصرف الصحي والتلوث الناتج عن آبار التصريف والمراحيض التقليدية من استخدام المياه المعالجة من الصرف الصحي في السودان، بالرغم من انها اصبحت تمارس عالميا، وذلك نسبة للممارسات الخاطئة للمواطنين، إذ ان معظم السكان يشربون من مياه النيل مباشرة قبل معالجتها، فيما يقوم البعض بزراعة الخضروات كالجرجير والطماطم التي تؤكل احيانا دون غسلها أو طهيها، مما يساهم في نقل الامراض، بجانب ان معالجات الصرف الصحي الحالية متدنية الكفاءة ومختبرات ضبط الجودة غير مؤهلة.

وطالب المشاركون في الورشة، التي نظمتها الهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس مؤخرا بمشاركة خبراء في مجال الصرف الصحي تحت شعار (الصرف الصحي من اجل تنمية عمرانية متكاملة واصحاح بيئي آمن)، بضرورة اختيار التكنلوجيا المناسبة للمعالجة، من حيث التعقيد والخبرة والتكلفة والادارة، داعين الى أهمية التخلص من مياه الصرف الصحى المعالجة (طبقاً للمعايير والمواصفات المعمول بها) فى الأراضى الفضاء أو مجارى الوديان أو المصارف الزراعية بعد الحصول على ترخيص من الجهات المختصة.

أما فى حالة التخلص من مياه الصرف الصحى بتصريفها فى البحار والأنهار شدد المشاركون في الورشة على ضرورة التقيّد بالمواصفات الخاصة بحماية البيئة وسلامتها، كما طالبوا بإصدار قوانين وتشريعات تنظم عملية استخدام المياه المعالجة فى "الرى الزراعي"، بجانب إجراء التحليلات اللازمة للمياة الداخلة والخارجة من محطات الصرف الصحى وكذلك المياه الجوفية.

واكدت الورشة اهمية تضمين مفاهيم النظافة الشخصية وقضايا الصرف الصحى فى المناهج الدراسية و ترسيخ ثقافة غسل الأيدى فى المجتمع وخاصة بين الأطفال وتفعيل دور الإعلام فى مجال التوعية بمخاطر الصرف الصحى .

لقد بدأ اهتمام الإنسان بالتخلص من إفرازاته بعد أن بدأ يعيش في مجمعات سكنية وارتبط بموقعه (وترك حياة التنقل من موقع إلى آخر حيث كان في الماضي يلوث الموقع ثم يرتحل منه لآخر ولم تكن للأرض قيمة اقتصادية أو اجتماعية أو وجدانية) وترك التبرز في العراء تجنباً للآثار النفسية والصحية وبدأ في استخدام وسائل الإصحاح الفردية من مراحيض بأنواعها إلى أن وصل لأحواض التحليل وكلها حلول فردية لمشكلة جماعية وإذا ما نظرنا لأحواض التحليل كوسيلة إصحاح متقدمة والتي بدأ استخدامها في الغرب 
المقصود بها المناطق قليلة الكثافة السكانية حيث المساحات الشاسعة متاحة للتخلص من السيب وتحدد المساحة اللازمة للتخلص من السيب وفق نفاذية التربة علماً بأن هناك بعض المدن في الدول المتقدمة التي بها أحواض تحليل لتجميع الفضلات ومن ثم تسحب محتوياتها دورياً بواسطة عربات شفط لموقع المعالجة إما إذا نظرنا إلى الواقع في المدن السودانية فنلاحظ أنه مع تزايد الوعي الصحي والبيئي وارتفاع مستوي المعيشة وظهور المنازل متعددة الطوابق وارتفاع الكثافة السكانية برزت أحواض التحليل كبديل أوحد لعدم وجود وسائل جماعية وكما ذكرنا فإن أحواض التحليل كتكنولوجيا أصحاح لا غبار عليها ولكن تبقي المعضلة في التخلص من السيب (Effluents) حيث اعتدنا في السودان على اسـتخدام الآبـار (Soak away pits) وليس حقول/حفـر الامتصاص(tile fields/seepage pits) للتخلص من السيب والآبار محدودة المعدلات الاستيعابية (من أكثر من 4 إلى أقل من 10 متر) وكانت هذه الآبار تحفر (Excavated) بقطر من 1 إلى 2 متر وعمق من 10 أمتار إلى أكثر من 35 متر وأخيراً ظهر الحفرآلي للآبار قليلة الأقطار (قطر حوالي 10سم) الغير قانونية والتي تحفر وفق تكنولوجيا آبار مياه الشرب. 


واشار د/بشير محمد الحسن كلية الهندسة جامعة الخرطوم في ورقته تحت عنوان وسائل الاصحاح المنزلي لمخاطر السلامة والبيئة التي تنتج من عملية إنشاء حوض التحليل الذي توجد به بعض المخاطر حيث يشغل حيزاً من المنزل وبه إمكانية التسريب ومن ثم تصدع المباني المجاورة إذا لم تجود عملية تصميمه وتصنيعه ومتابعة أداءه مشيرا الي ان السودان لا توجدفيه تصاميم معيارية وأن كانت وزارة الأشغال في غابر الأيام كان لها مواصفات لإنشاء أحواض التحليل بالمنشآت والمنازل الحكومية ولقد انتهي ذلك مع إلغاء وزارة الأشغال المركزية والتصاميم المستخدمة حالياً لا تخضع لأية شروط (وأن كان هنالك بعض الإجازة الشكلية عند تمرير خرط المنازل من الجهات المسئولة) إجازة فنية سواء من حيث الموقع أو الحجم أو التفاصيل الداخلية والإنشائية وغالباً يفتي فيها المقاول ومعظم التصاميم الحالية يشوبها كثيراً من العيوب من حيث سلامة الحوض الإنشائية وكفايته الحجمية واتجاهات سريان المياه بالحوض مما يؤدي لتسريب المواد العالقة إلى البئر ويقود لقفله وضرورة نظافته (تكحيله) الدورية وقال ان التسريب يهدد سلامة المباني المجاورة ويلوث التربة والمياه شبه السطحية ناهيك عن صعوبة التخلص من السيب بعد المعالجة في الآبار بأنواعها المختلفة سواء أن كانت محفورة أو مثقوبة والتي لها مخاطرها من حيث السلامة الإنشائية (كما حدث في مدينة الثورة) والتلوث للتربة والمياه شبه السطحية وأخيراً المياه الجوفية العميقة مع محدودية مقدرة هذه الآبار في استيعاب السيب ومحدودية نفاذيتها (حسب طبيعة المنطقة من أكثر من 4 إلى أقل من 10 متر) والمعلوم أن الوسائل الفردية تبقي قاصرة وغير مستجيبة للتطلعات الصحية والبيئية والاقتصادية والمجتمعية فإن تكلفة الحوض والبئر حالياً قد تفوق الـ30,000 جنيه (ثلاثون مليون جنيه قديم) في مناطق كأمدرمان مع صعوبة التعامل مع حوض التحليل من قبل المستخدمين وعدم وجود جهاز للتفتيش الدوري وخاصة متابعة معدل تراكم الحمأة مما يؤدي لحمل المواد الصلبة للبئر والذي يؤدي بدوره لانعدام النفاذيه وبالتالي تطفح البئر مما يستدعي الشفط الدوري كما وأنه لدى البعض مفهوم خاطئ بأن هذه المياه المعالجة بالحوض مياه جيدة ويمكن استخدامها لري الحدائق المنزلية وهذا خطأ كبير إذ أن بها كل الملوثات الكيميائية والكائنات الممرضة من قبيل الفيروسات والبكتريا والبروتوزوا والديدان وبيضها.
:
وقال بشير ان مياه الصرف الصحي هي كافة أنواع المياه المبتذلة الصادرة عن الفعاليات البشرية المختلفة، وتشكل مياه الصرف الصحي حوالي 70-89% من المياه العذبة المستهلكة في المدن، وتتألف من الماء بنسبة حوالي 99% ومن الشوائب والملوثات الضارة المختلفة بنسبة حوالي 1%.


وعلى الرغم من أن مشاريع الصرف الصحي بشكل عام ومحطات المعالجة بشكل خاص تتصف بالكلفة العالية وبأنها مشاريع غير إنتاجية إلا إن لها انعكاسات كبيرة على الاقتصاد الوطني من خلال حماية الإنسان وهو عنصر الإنتاج الأول، حيث إن منع تلوث المصادر المائية يقي الإنسان من الأمراض المختلفة ويبقيه قادراً على الإنتاج ويقلل الإنفاق على العلاج، المناسبة.


كما إن معالجة مياه الصرف الصحي يمثل خطوة إيجابية على طريق تحسين البيئة إذا تم التعامل معها بشكل علمي ومهني من خلال جمع ونقل ومعالجة المياه الملوثة بطريقة آمنة للمحافظة على البيئة وصحة المجتمع بإنشاء شبكات الصرف الصحي لتجميعها ونقلها إلى محطة المعالجة سواء أن كانت مركزية أو موقعيه وتحويلها إلى نواتج لا تشكل خطراً على الإنسان واستخدامها لأغراض مفيدة أخرى مثل الزراعة وإنتاج الطاقة (الميثان) مع التركيز على الحد من كلفة الإنشاء والتشغيل باختيار التكنولوجيا:


وقال إن نسبة الملوثات بمياه الصرف الصحي لا تشكل أكثر من 1% من إجمالي هذه المياه إلا أنها تعتبر مصدراً للتلوث وتشكل خطراً على الصحة العامة.

مشيرا الي ان نظام معالجة المياه الملوثة الجماعي من ثلاثة مكونات رئيسية وهي: النقل والمعالجة والتخلص من السيب والمخلفات الصلبة. وإن التكلفة العظمي لأي مشروع صرف صحي تكون من نصيب شبكة المجاري بحيث تبلغ كلفتها أكثر من 60% من الكلفة الكلية للمشروع المركزي والمشاريع غير المركزية كلفتها تكون أقل من 30% تقريباًوأن من أهم معايير الاختيار للمعالجة بالموقع أو المعالجة الجماعية خارج الموقع هي الكثافة السكانية للتلوث بالصرف الصحي، وتلعب الاعتبارات الاقتصادية والاجتماعية دوراً هاماً في اختيار نظام الصرف الصحي وعبر سنوات طويلة ترسخت القناعة بأنه إذا توفر حسن التخطيط والتصميم والتنفيذ والإدارة والتشغيل لأنظمة المعالجة الجماعية فهي الحل الأمثل للتلوث وكما أن هنالك بدائل لوسائل الإصحاح المنزلية (المراحيض وأحواض التحليل) فهنالك بدائل لمنظومات المعالجة سواء المركزية وغير المركزية ومن حيث طبيعة شبكات الأنابيب (صغيرة الأقطار أو التقليدية)، وموقع محطة المعالجة وبالتالي فإن أطوال الشبكات وطرق التخلص من السيب المعالج (ري – تبخر – إعادة للمصدر – إعادة استخدامه) والحمأة وتحكم هذه البدائل مؤشرات اقتصادية وتخطيطية واجتماعية وصحية ورغم محاسن النظم الغير مركزية فإن تطبيقها قد يعيقه الواقع التخطيطي للمخططات السكنية، واقتصاديات الحجم .

يعتبر الصرف الصحي التقليدي (غير الجماعي) من أكثر الإستخدامات في السودان حيث تستخدمه أكثر من 95% من سكان السودان ويتم هذا النوع من الصرف الصحي داخل حدود السكن، كما يمكن أن يتم في مناطق خارج حدود السكن.


تعتبر الجوانب الإجتماعية والدينية والثقافية ذات تأثير كبير على الجميع في عدم رغبتهم في التعامل مع الأنظة التقليدية والتعريفية بالصرف الصحي خاصة الصرف الصحي العشوائي وكان تأثير ذلك ربما تأثيراً موجباً على الأراضي الزراعية وتقليل كلفة الصرف الصحي – إلا أن النتيجة العكسية لذلك والتي لم تؤخذ في الإعتبار في ذلك الزمان هي الإنتشار الكثيف للأمراض المعدية المنقولة عن طريق المخلفات الآدمية.
الصرف الصحي الجماعي:
هو تجميع المخلفات الآدمية المنزلية من المناطق السكنية في شبكة صرف صحي خارجية في شوارع المنطقة المحددة ثم توصيلها إلى محطات معالجة مياه الصرف الصحي لمعالجتها والتخلص منها.


الصرف الصحي التقليدي:هي الطرق المستخدمة للتعامل والتخلص من المخلفات الآدمية داخل أماكن السكن في حالة عدم وجود شبكات صرف صحي عامة بالإضافة إلى الطريقة العشوائية بالتبرز والتبول في الأماكن العامة خارج أماكن السكن في أماكن ليس فيها صرف صحي جماعي.

ويضاف إلى ذلك بالطبع عنصر روث الماشية الكثيف الذي لا يمكن بالطبع تلافيه أو إبعاده من الدائرة تحت كل الظروف مما يضيف سلباً على النواحي الصحية وإيجاباً على النواحي الإقتصادية للزراعة والتربة.

- نسبة لتفشى الأمية وسط أعداد كبيرة من المواطنين ، فإن الثقافة الصحية فى مختلف مجالاتها ضعيفة إلاّ وسط فئات قليلة من شرائح المجتمع فى المدن ، مما يعنى أن هناك فجوة كبيرة فى المعرفة والثقافة الصحية . 


وقال الاستاذ الطاهر بكري رئيس جمعية حماية المستهلك السودانية إن الصحة هى حق أساسى من حقوق الإنسان وإن توفرها حتى فى أدنى مستوياتها المتمثلة فى الرعاية الصحية الأولية ضرورة لابد منها - السودان كأحد دول العالم الثالث يعانى الكثير من الأمراض المستوطنة ومن أمراض التخلف مثل الملاريا والبلهارسيا والحميات وأمراض الديدان والاأمراض الأخرى المنقولة من المياه وهى من الأمراض التى يسببها التلوث البيئى فى الأطعمة والمياة. تشكل قضايا الصرف الصحى مهدداً أساسياً للصحة من خلال واقعها الحالى وذالك لإفتقار معظم مناطق السودان للمواعين السليمة والمطابقة للمعايير والمواصفات للتخلص من المخلفات بمختلف أنواعها وكذالك لضعف الوعى بمفهوم الصرف الصحى ، إذ لا تمثل ثقافة الصرف الصحى الإّ مكانة متدنية فى سلم أولويات الوعى الصحى العام ،علماً بأن الهدف الرئيسى من الصرف الصحى هو حماية وتعزيز صحة المواطن من خلال توفير بيئة نظيفة متناولا الوضع الراهن في ولاية الخرطوم الذى تاثر باأوضاع الإقتصادية والنزاعات المسلحة فى الولايات التي ادت ً لنزوح أعداد كبيرة من المواطنين للعاصمة القومية الخرطوم دون ان تكون ولاية الخرطوم فى حالة إستعداد أو إعداد لإستقبال هذه الأعداد الكبيرة من المواطنين حتى بلغ عدد سكانها فى التعداد الأخير مايزيدعن ستة مليون نسمة . 

تمّ تصميم شبكة الصرف الصحى للخرطوم عام 1954 لتلبى إحتياجات أعداد بسيطة من المواطنين والمساكن والمنشآت الأخرى دون الأخذ فى الإعتبار مايمكن أن يحدث كماهو ماثل الآن من تطورات فى الإمتدادات السكنية أو أعداد السكان كما إن التحسينات التى أدخلت على الشبكة لم تكن تفى حتى بقدر بسيط مع واقع السكان أو التطور الصناعى والزراعى والخدمى، أضف إلى ذالك أن الشبكة أصبحت قديمة ومهترئة وأضعف من ان تتحمل ماهو مطروح من مخلفات مما دفع بأغلبية السكان باللجوء إلى وسائل صرف صحى تقليدية "المراحيض" كما ان عدم توفر المراحيض المأمونة والملائمة يمثل مصدراً للشعور بالمهانة فى البيت السودانى .كما إن القدر الضئيل من الثقافة الصحية فى هذا المجال والحرص على سلامة الأسرة أوضحت أن التخلص من إفرازات الجسم بطريقة سليمة هى إحدى العوامل الضرورية لصحة الأطفال ، كما إتضح إن إستخدام الصرف الصحى الآمن والمحسن يؤدى إلى إنخفاض وفيات الأطفال بنسبة 30 % حسب إحصائيات المنظمات العالمية وكلما تحسنت المراحيض كلما قلت نسبة الأمراض والوفيات عند الأطفال لأن الصرف الحى المحسن يساعد للحيلولة دون إنتقال الأمراض عن طريق لمس الطعام الملوث .إن الواقع الحالى لإستخدامات الصرف الصحى بولاية الخرطوم يتمثل فى الآتى :- 
20 % من سكان ولاية الخرطوم يستخدمون "السبتك تانك ".
7 % من سكان ولاية الخرطوم يستخدمون الصرف بالأنابيب .
70 % من سكان ولاية الخرطوم يستخدمون الحمامات التقليدية "مرحاض الحفرة ".


كما ترسم هيئة الصرف الصحى بولاية الخرطوم الصورة التالية للواقع الحالى إذ ترى أن شبكة الصرف الصحى تغطى 10 % من سكان ولاية الخرطوم بينما 90 % يستخدمون مراحيض الحفر .


وهذا الوضع يعطى صورة خطيرة تُنذر بالكثير من المخاطر الصحية والبيئية .تحتوى مياه الصرف الصحى فى المدن خليطاً من الملوثات بما فى ذالك مباه الصرف الصحى من الحمامات والمطابخ والمراحيض فإنها تحتوى على الأملاح والمضادات الحيوية ومواد تعطل الغدد الصماء وعناصر مسببّة للأمراض مثل الكوليرا والإسهالات كما توجد أيضاً عناصر المعادن الثقيلة تحتوى مياه الصرف الصحى للمستشفيات بالإضافة للمخلفات البشرية اليومية للمرضى والعاملين على الآتى :-


الميكروبات الممرضة :تحتوى مياه مجارى المستشفيات على كميات كبيرة من ميكروبات الأمراض المعدية من بكتريا وفيروسات وديدان والتى تنتقل بسهولة من خلال المياه .
كميات هذا النوع من المخلفات متنوعة ومختلفة وناتجة من عمليات التعقيم والتنظيف اليومية للأجهزة والمعدات وأيضاً توجد كميات كبيرة من المذيبات من أحماض وقلويات عضوية وغيرعضوية يتم تصريفها للمجارى العامة من معامل التحاليل بدون معالجة .


المخلفات الصيدلانيــة :يتم تصريف بعض الأدوية للمجارى العامة من الصيدليات والأقسام الطبية المختلفة وهذه الأدوية قد تحتوى على المضادات الحيوية وأدوية سامة لعلاج الأورام وغيرها .
مخلفات سائلة مشــعة :
وهى مخلفات من أقسام معالجة الأورام .

مخلفات بقايا المعادن الثقيلة :كميات من المعادن الثقيلة ذات السميّة العالية يتم تصريفها مثل الزئبق والرصاص فى مراكز خدمات الأسنان والأشعة والأقسام إستخدام مياه الصرف الصحى غير المعالجة فى الزراعة أمر خطير لأنه يؤدى إلى إنتشار الأوبئة والأمراض البكترية والديدان والتيفويد علماً بأن المزارعين يتعاملون مع مياه المخلفات السائلة دون وقاية .


مياه المحطات التى تذهب مباشرة للآبار الإرتوازية وهى ملوثة بمخلفات بشرية وحيوانية تؤدى إلى إنتشار الأوبئة وخاصة البلهارسيا .
مراحيض الحفر التى يتم حفرها عميقاً تختلط بالمياه الجوفية وتشكل خطراً كبيراً على صحة المواطن .


إنفجار مواسير الصرف الصحى فى الأسواق والمناطق السكنية تسبّب مضايقات بسبب الروائح الكريهة المنبعثة من المياه بالإضافة للمخاطر الصحية الأخرى 


يساعد الصرف المحسن على الحيلولة دون إنتقال الأمراض عن طريق لمس الطعام الملوث بالبراز والذى يؤدى إلى إستمرار مشاكل الصحة العامة .


يستطيع الصرف الصحى تحقيق مزايا صحية على مستويين :-
إن الأسرة التى تستثمر أموالها فى المرحاض تجنى مزايا عديدة ،حيث يصل معدل الإصابة بلإسهالات بين الأطفال الذين يعيشون فى أُسر لا تتوفر لديهم مراحيض مرتين ضعف الأطفال الذين يعيشون فى أسر يتوفر لهم صرف صحى .تُعد النظافة الصحية بمثابة مؤشر آخر للصحة العامة وتعمل الأيدى على نقل مسببات الأراض إلى المأكولات والمشروبات ونظراً لأن منشأ أمراض الإسهال يرجع للبراز فإن غسل اليدين بالصابون والمياه يشكل عاملاً كبيراً فى الحد من وفيات الأطفال مع التدابير التى تحول دون دخول مواد البراز فى البيئة المنزلية التى يعيش فيها الأطفال .تعتبر المياة النظيفة والتصريف الصحى السليم لإفرازات الجسم والنظافة الصحية الشخصية بمثابة الركائز الثلاثة التى تمثل العوامل الأكثر قدرة للحيلولة دون حدوث الأمراض الطفيلية وحالات العدوى التى تنتقل بواسطة الذباب وغيرها من الناقلات التى تلحق الأذى بالناس فى المناطق التى تعتمد على المياة الراكدة كمصدر رئيسى للشرب والطهى والغسيل.لهذا فإنه لابد لأى نظام للصرف الصحى أن يأخذ فى الإعتبار معايير الإستدامة التالية :-


الصــحة :-وتشمل مخاطر التعرّض لمسببات المرض التى يمكن أن تؤثر على الصحة العامة فى كل نقاط الصرف الصحى من المرحاض ومن خلال نظام المعالجة إلى نقطة إعادة الإستخدام أوالتدوير 

واكد المشاركون في الورشة علي ضرورة الاهتمام بالنقاط التالية
- مراقبة محطات معالجة مياة الصرف الصحى المراحيـض 
- تحفر المراحيض وفقاً للمواصفات البيئية .
- حفر المراحيض يمكن تعديلها لتكون مراحيض سماد للتربة .
- الإهتمام بمسألة المراحيض وطرق حفرها وخاصةً فى المجتمعات الأكثر تخلفاً .
- تضمين مفاهيم النظافة الشخصية وقضايا الصرف الصحى فى المناهج الدراسية .
- ترسيخ ثقافة غسل الأيدى فى المجتمع وخاصة الأطفال .
- تنظيم ندوات التثقيف الصحى حول مخاطر الصرف الصحى .
- تفعيل دور الإعلام فى مجال التوعية بمخاطر الصرف الصحى .
- تنظيم الندوات النوعية للإعلاميين والمعلمين .
- إجراء المسوحات الطبية الدورية ااتجمعات السكانية المحيطة بمواقع نصريف مياه الصرف الصحى .
- إلزام المستشفيات والعيادات الحكومية والخاصة بضرورة تصريف مخلفاتها بطريقة علمية تمنع التلوث .
- تدريب الكوادر العاملة فى مجال الصرف الصحى على وسائل الوقاية من مخاطر التلوث 


أثر المخلفات الآدمية والحيوانية على البيئة والصحة العامة:و خلال تاريخ البشرية القديم هناك علاقة بين الأمراض المعدية والمخلفات الآدمية التي يعتقد بأنها موجودة ومستمرة حينما بدأ الإنسان يعمل بمجال الزراعة لتوفير الغذاء فقد كانت هناك أيضاً سلسلة من العلاقات بين المخلفات الآدمية والحيوانية وخصوبة الأرض وقد كان إستخدام تلك المخلفات لتحسين خصوبة التربة من العوامل الأساسية في بقاء تلك الحضارات القديمة.
ومنذ حوالي مائة وخمسون عاماً فقط بدأ الحصول على بعض الشواهد التي تشير على العلاقة بين المخلفات الآدمية يحدث بدرجة ليست كبيرة وليس لها تأثير كبير على الصحة العامة لأن الناس كانوا يتحركون كثيراً من مكان إلى آخر.
وحديثاً وعندما زادت الكثافة السكانية في المناطق المدنية وبقى معظم الناس في منطقة واحدة ولفترات طويلة فقد ظهر الأثر الصحي الكبير نتيجة لعدو التخلص الصحي من المخلفات الآدمية وتكاثرت الأمراض المنقولة عن طريق المخلفات الآدمية والمياه.
والآن فإن الأمراض المعوية المنقولة عن طريق المخلفات الآدمية تمثل الهم الأكبر في المناطق الريفية في معظم دول العالم.
وعموماً فإن هناك عاملان مهمان في مجال أثر المخلفات الآدمية على صحة الإنسان أولهما السلبي ويتمثل في إرتفاع في معدل الإصابات بالأمراض المنقولة عن طريق هذه المخلفات نتيجة لإستخدام الأساليب القديمة في التخلص منها.
أما العامل الثاني وهو عامل إيجابي فيشمل تحسين الغذاء بالتالي رفع المناعة البشرية وذلك عن طريق تحسين التربة الزراعية وتحسين الأسمدة العضوية الطبيعية مما ينتج عنه تحسن في المواد الزراعية والغذائية.
وتبقى هناك حوجة مستديمة لمحاربة البكتيريا والديدان والطفيليات التي تسبب هذه الأمراض.
ويمكن في هذا المجال ذكر التجربة الصينية في محاربة البكتيريا والديدان والطفيليات وبشكل خاص مرض البلهارسيا الذي تمكنت الصين من التخلص منه كلياً - حيث أن الصين تتمتع بكثافة سكانية عالية وتمثل الزراعة العامل الرئيسي للإقتصاد فإن الجميع بكل تخصصاتهم يعملون في مجال الزراعة ويتم وصول المخلفات الآدمية إلى الترع التي تستخدم في ري المحاصيل ومن ثم ينمو طفيلي البلهارسيا داخل القواقع المتواجدة في الترع حتى يكمل دورته الحيوية وحتى يدخل إلى جسم البشر ليهاجمهم.
ويقوم الصينين دورياً بفحص الترع فإذا تم إكتشاف القواقع يتم حفر ترعة أخرى بجانب القديمة ويستعمل تراب جديد في ردم القديمة التي بها القواقع وغالباً ما يتم ذلك بالحفر اليدوي بأعداد كبيرة من العاملين الصينين.
وتعتمد نسبة الأمراض المنقولة بواسطة المخلفات الآدمية على نوعية وكمية تلك المواد.
برز مؤخرا مايشير للاتجاه الي صرف الصرف الصحي المعالج للمصادر المائية السطحية.
وكممارسة عامة في العالم هذا مبدأ معمول به وفق المؤثرات العالمية


(سونا) 
شارك هذا المقال :
 
Support : Creating Website | Johny Template | Mas Template
copyright © 2011. سوداكون - All Rights Reserved
Template Created by Creating Website
Proudly powered by Blogger