الرئيسية » » طريق الموت.. التفكير باتجاه واحد ..

طريق الموت.. التفكير باتجاه واحد ..

Written By sudaconTube on السبت، نوفمبر 10، 2012 | 4:07 م

علي الصادق البصير

يبدو أن الخبر الذي نشره المركز السوداني للخدمات الصحفية حول مقترح المرور بجعل طريق ود مدني ــ الخرطوم اتجاهاً واحداً، قد أثار الكثير من الجدل حول فحوى وجدوى القرار، فالمقترح قابل للتعديل والحذف والإلغاء، ويبدو أن المرور في تناوله لهذه القضية إنما عمل بفقه الضرورة، بحيث أن هذا الطريق قد تسبب في الكثير من الحوادث وزهق الكثير من الأرواح على الأسفلت، وصارت ملامح الطريق على شاكلة «كآبة المنظر».

والناظر للطريق يمكن أن يلحظ الآتي: أولاً الطريق به منعرجات حادة، ثم هناك كثرة الحفر والمطبات والمواشي، والضغط العالي للحركة، وضيق الشارع وعدم مطابقته للمواصفات، ثم سلوك السائقين غير المنضبط مع مركبات بها إطارات في كثير من الأحيان غير مطابقة للمواصفات اللازمة، وهي إشكالات في مجملها لا تعني المرور بحكم الاختصاص، وبالتالي يكون ملزماً بتظيم الحركة وفق هذه المعطيات التي لا خيارات اخرى بها، فما من حل أمام المرور لهذا الوضع إلا تخفيف الحركة على طريق الموت، فجاء المقترح بأن تسير البصات السفرية فقط عند عودتها بطريق الشرق، وهذا ما لم يوضح في الخبر.

وكغيري من المواطنين الذين يعبرون بهذا الطريق، ظللت أراقب ردة الفعل العنيفة لهذا المقترح التي في مجملها كانت رفضاً للفكرة، إذن ما هو البديل؟ هذا هو السؤال الأهم؟ ونقول مجتهدين إن مسؤولية تسوية الطرقات وإنشائها مسألة تُعنى بها وزارة الطرق والجسور والنقل، وهي الجهة المسؤولة عن الطرق القومية فنياً ومالياً، وهي صاحبة الحق في تحصيل رسوم عبور الطرق القومية، كما أنها تساعد فنياً وتقدم النصح الفني والمشورة للولايات والمحافظات في بناء طرق مدنها ومحافظاتها، وطريق ود مدني ــ الخرطوم لن يكون آمناً إلا إذا صار كشارع المطار، وهذا يمكن تحقيقه إذا تم طرح الشارع في عطاء عالمي لشركات مقتدرة تقوم بالتنفيذ تحت إشراف الوزارة، وتأخذ حقها وأرباحها وفق اتفاق معلوم، وهي الطريقة المثلى التي اتبعتها دولة ماليزيا في تنظيم طرقها الداخلية والخارجية، وكثير من الدول النامية تفعل مثل هذا الأمر، وساعتها لن يحتاج المرور لتبريرات ولا تفويج ولا حتى أفراد على طول الطريق، لأن النظام الالكتروني وقتها يكون قد اكتمل، وعلينا التفكير في «أكثر من اتجاه» 

أفق قبل الأخير:
طريق الشرق لن يحتمل البصات السياحية، وستتساوى أعداد وفيات البشر والحيوانات التي تقف على طول الطريق.

أفق أخير:
من أكثر المهام التي تقوم بها وزارة الطرق والجسور جباية رسوم العبور. 

الإنتباهه
شارك هذا المقال :
 
Support : Creating Website | Johny Template | Mas Template
copyright © 2011. سوداكون - All Rights Reserved
Template Created by Creating Website
Proudly powered by Blogger