كاتب التقرير :محمد بدرى
الخرطوم 14-5-2012م (سونا)
تسعي إستراتجية النهضة الزراعية فى السودان إلى تحقيق عدد من الأهداف تتمثل في تحقيق الأمن الغذائي عبر زيادة الإنتاجية ورفع كفاءة الإنتاج وتخفيف حدة الفقر وتوفير فرص العمل وتطوير وتحديث النظم الزراعية وحماية وتنمية الموارد الطبيعية والاستغلال الأمثل للطاقات في كل القطاعات التنموية .
ولذلك فقد جاءت برامج حصاد المياه والتي انتظمت مناطق السودان المختلفة استشعارا للمستقبل في ظل التغيرات المناخية والتي أدت إلى حدوث موجات من الجفاف أحياناً وموجات مدمرة من الأمطار والفيضانات أحياناً أخري.
وخلفت هذه السيول وموجات الجفاف تأثيرات سلبية علي الاستقرار والتنمية في كل المناطق وتسببت في النزوح والهجرة إلي المدن.
لذلك فلا غرو أن يمثل برنامج حصاد المياه اولوية في الاستراتجيات الهامة لمشروع النهضة الزراعية تقوم على الاهتمام بموارد المياه في السودان والاستغلال الأمثل لها ، باستخدام تقانات حصاد المياه بهدف الاستفادة من هذه الموارد المائية الهامة في التنمية لتصبح المناطق المستهدفة جاذبة للاستثمار الزراعي والاستيطاني.
وتعرف عملية حصاد المياه بأنها عملية تجميع و تخزين مياه الجريان السطحية الناتجة عن هطول الأمطار للاستفادة منها في أغراض الزراعة و إثراء الغطاء النباتي و تغذية الحوض الجوفي وتوفير مياه الشرب للإنسان و الحيوان.
وتتعدد الموارد المائية في السودان وتتنوع من مصادر أمطار، ووديان ومياه جوفية، حيث نجد إن بعض أجزاء السودان تعتمد كلياً علي مياه الأمطار وجريانها السطحي المحلي بالإضافة إلى جريان الخيران والأودية المحلية والعابرة. و تستخدم مياه الإمطار لإغراض الزراعة والرعي بينما تفقد كميات مقدرة من الإمطار عبر الأودية ولا يستفاد منها .
وتظل تقنية حصاد المياه أحد الآليات الهامة لتنمية الموارد المائية الموسمية والمتمثلة في مياه الأمطار حتى نتمكن من الاستفادة منها في الاستخدامات الحياتية المختلفة في توفير مياه الشرب للإنسان والحيوان والزراعة وإثراء الغطاء النباتي والاستخدامات المنزلية المختلفة كما أن استخدام هذه التقنيات يمكن أن يلعب دوراً هاماً في حماية القرى والمدن والبنيات التحتية من طرق وسكك حديدية بالإضافة إلى حماية المنشآت والمشروعات الزراعية من السيول والفيضانات .
وتحقق مشروعات حصاد المياه عدة أهداف إستراتيجية منها تعزيز الأمن الغذائي من خلال الاستغلال الأمثل لمصادر المياه الموسمية وتنمية المراعى الطبيعية إلى جانب تحقيق عدد من الأهداف البيئية والمتمثلة في الحماية من السيول والفيضانات وتحسين الظروف الصحية والتقليل من الإمراض والأوبئة وزيادة الإنتاج والإنتاجية في مناطق الزراعة التقليدية وتنمية الثروة الحيوانية والغابية .
و يتوقع إن تنعكس نتائج ذلك على الأوضاع الاجتماعية في مناطق حصاد المياه بتطوير المناطق الريفية وخلق فرص عمل تساعد على زيادة الدخل ورفع مستوى المعيشة و الحد من النزوح للمدن والمراكز الحضرية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق