مهندس مرتضي دعوب
لقد ثبت بما لا يدع مجالا للشك ان هناك رغبة محمومة في استدامة تعذيب المواطن و الذي تكالبت عليه كل بنات الدهر من فقر و مرض و بعوض و بطالة و عدم مواصلات و اسعار تتغير عدة مرات في اليوم و نضوب البنوك من الأموال و تراكم النفايات و تعثر الحصول على الوقود و تعثر و معاكسات و تعجيز في كل مكاتب الخدمات و اكتملت سابعة الاثافي بتحطم و تلف كل ما تبقي من شوارع العاصمة الرئيسة و الطرق القومية بنهاية هذا الخريف السخي .. و اصبحنا بذلك دولة تمتهن الفشل و تفاخر به بين الشعوب ..
اولا من المهم جدا ان نثبت انه ليس من الضروري ان يكون الانسان شيوعيا او معارضا للنظام حتي تتفتق لديه عبقرية الملاحظة و التدوين لاسباب دمار هذا البلد الآمن الجميل و ارجو ان يعافينا الله من هذه المبررات السخيفة التي يتشدق بها المسئولون و التي تنم عن تخلف حقيقي و حدس متدني و ذوق فاسد .. فما نراه اوضح من الشمس بيد انكم يا هؤلاء اصممتم اذانكم و استغشبتم ثيابكم عن رؤية الحق الابلج... الشرايين الرئيسة في طرقنا القومية مثل طريق الفاتح من سبتمبر و الذي يشق منطقة شرق النيل حتي حنتوب ..و تحديدا ما بين الجريف شرق (13) و حتي المحس كترانج لا تخلو فيه مسافة عشرة امتار من حفرة عميقة .. شارع عبيد ختم و حتي شارع الستين العظيم ..شارع مدني ..شارع محمد نجيب ..شارع افريقيا ..شوراع المنشية الداخلية و شوارع كوبر و المنطقة الصناعية و الحلة الجديدة و الديوم و الجريف ....شارع القصر و شوارع العمارات و نمرة اتنين الداخلية و الفرعية كلها .. شوارع وسط ام درمان و الثورات و ام بدة بردميتها و سبيلها .. بحري بهيلها و هيلمانها و شبكة شوارعها التي كنا نفاخر بها ..يا ويح قلبي مما انتاب رسمها .. و بقية طرقها الرابطة .. ماذا اقول و ماذا اوصف ؟
اظننا في حاجة لشرح مردودات هذه الحفر العميقة المتربعة في وسط الاسفلت و سيناريو الاضرار .. اولا تؤدي محاولات سائقي المركبات لتفادي الوقوع فيها الي تغيير مفاجئ للمسارات و يتسبب هذا التصرف او التوقف المفاجئ للعربات في حوادث تخلف وراءها دماء و اشلاء و خسائر مالية تفاقم من فقرنا المدقع الذي نجأر منه بالشكوي لمن لا يغفل و لا ينام و المسئولون سامدون و في غيهم سادرون يضحكون و لا يبكون .. !
كم من طفل يتيم فقد والده بسبب حادث كانت تكفي علامة تحذيرية واحدة تنبئ و تنبه عن اتساع الطريق او ضيقه من مرحلة لاخري او عن مطب عميق أو مصيدة قاتلة ..؟
ثانيا ..تكرر سقوط العربات في المطبات و الحفر و الاخاديد يؤدي حتما لتلف انظمة التعليق و امتصاص المطبات في كل عربة سواء كانت مرسيدس او امجاد صينية و صيانتها تتطلب قطع غيار اصلية و فنيون مهرة و مال وفير لمواجهة هذه النفقات الباهظة .. قولي لي بربكم ..هل سمعتم بسيارة تمت صيانتها في السودان دون ان يعيدها صاحبها بعد يومين لمراجعة بعض العيوب و المشكلات التي وقعت اثناء تنفيذ الصيانة و بالطبع نتجت عنها مشكلات جديدة لها ثمنها و اخطاء تنفيذها المتوقعة ايضا صيانة السيارات في بلادي تتم بمبدأ التجربة و الخطأ مثل باقي شئوننا traial and error .. هل تبادر الي اذهانكم كم من الوقت و للمال سيضيعه قائد كل مركبة في اصلاح ما اتلفته الحفر و الاخاديد و المطبات و أثر ذلك و مردوداته علي دخلنا القومي .. و همسة في اذن المسئول عن توسعة و صيانة طريق شرق النيل .. فضلا قد سيارتك من كبري المنشية و حتي المرابيع ستلاحظ ان هناك مطب ضخم جدا و في غاية الخطورة عمره اكثر من ثلاث سنوات لم يلاحظه اي مسئول (و الله حرام عليكم ) هذا المطب بهذه الصورة لا يجوز وضعه باي حال في طريق مرور سريع مهما حشدتم لنا من المبررات غير العلمية و الاعذار الواهية .. تري كم من السائقين له القدرة علي التكهن بوجود مثل هذا المطب الكامن و لماذا لا توجد لوحة تحذيرية واضحة و بالوان فسفورية صفراء فاقع لونها لتكفينا شر انقلاب العربات المتكرر بسبب هذا الشرك العجيب .. للحوادث ضحايا و مردودات ظاهرة و خفية و آثار متعدية نرجو ان يطلع عليها الممسكون بحلاقيم الامور قبل ان يتحفونا بالعبارات المكرورة المملة ... مافي قروش ..المدير في اجتماع ..تعالوا بعد العيد .. طالعين الفطور .. مشينا لعزاء .. .. فلان في اجازة و كل شئ معطل حتي عودته الميمونة .. بنشتغل ليهم قدر قروشهم .. الله يدينا و يديك يا حاج ..
سيداتي و سادتي .. العالم يتقدم من حولنا و الدنيا تسير الي الامام بالاخلاص و حسن التوظيف للكوادر المؤهلة و الموارد و الالتزام بالجودة .. الا يستحق هذا الشعب الصابر نظرة عطف و رحمة منكم يا اصحاب القوي الفارهة و الايدي الباطشة ؟ سيسألكم جبار السموات و الارض عن حلول بسيطة يستطيع الخبراء عبرها تجاوز معضلات قصور التمويل و تاخير السداد و كسل العمال و اعطال الآليات و تراخي اصحاب الهمم .. كلها مشكلات ممكنة الحل فلم الاسترسال في مسلسل الفشل هذا ؟
مهندس مرتضي دعوب
خبير في هندسة السلامة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق