الرئيسية » » المدير العام لهيئة الطرق والجسور بالخرطوم مهندس "الصافي أحمد آدم" في حوار مع (المجهر) - 1+2

المدير العام لهيئة الطرق والجسور بالخرطوم مهندس "الصافي أحمد آدم" في حوار مع (المجهر) - 1+2

Written By Amged Osman on الجمعة، ديسمبر 22، 2017 | 10:01 ص

المجهر

1/2
هذه تفاصيل عمليات الصيانة على جسر النيل الأزرق ونرتب لافتتاحه قبل مضي عام
لدينا مداولات ليؤول الجسر لهيئة السكة الحديد وإنشاء بديل وكوبريين آخرين
طرق الولاية تعاني مشاكل كبيرة وهي ليست مواصفات فقط
لدينا برنامج صيانة شاملة للطرق غير الخريف والآن "الحُفر" انتهت بنسبة (100%)

حوار ـ هبة محمود

على الرغم من أن الفترة الزمنية المسموح بها للحوار معه هي ربع ساعة من الزمن لتناول مشاكل الطرق والجسور داخل ولاية الخرطوم، وفي مقدمتها جسر النيل الأزرق وتداعيات إغلاقه التي خلفت ربكة مرورية حادة، إلا أن الحديث مع مدير عام هيئة الطرق والجسور بالولاية قارب الأربعين دقيقة وربما تزيد.

ظل "الصافي أحمد آدم" يرتب عدداً من الأوراق قبل البدء في الحوار، مستأذناً بضع دقائق لترتيبها استعداداً لاجتماع عقب انتهائه من حوارنا معه، وهو يردد أن أي سؤال حول جسر النيل الأزرق ممنوع، مؤكداً أن الحديث حوله أُخذ على غير محمله، ولكن إصرارنا على أن هذا الجسر هو لبّ الحوار بجانب بعض القضايا، جعله يفصح عن بعض الإشارات حول مراحل الصيانة، نافياً أي حديث عن إغلاق الجسر لمدة عام، مؤكداً أن التأهيل هو الذي يستحق العام وليس الإغلاق، وقال: (ذكرنا أن فترة التأهيل تستغرق عاماً ولم نقل سنغلقه عاماً، وحديثنا أُخذ على غير محمله، الأمر الذي أحدث ربكة)، مشيراً إلى فتحه قريباً.

وكشف "الصافي" عن أن الكشف على الكوبري تم بنسبة (70%)، لافتاً إلى ضرورة تأهيله تحوطاً لأي مخاطر ناتجة عن الصدأ الكبير الذي اعترى مداخل الجسر على حد تعبيره، مؤكداً قيام جسر جديد موازياً له، دون توصل لاتفاق مستقبلي بينهم والهيئة العامة للسكة الحديد حول أيلولة الجسر حتى الآن.

وتناول الحوار عدداً من المحاور حول مشاكل الطرق في الولاية ومواصفاتها، كما تناول الاختلالات بكوبري المنشية، وأسباب تأخر العمل بكوبري المسلمية، ومراحل العمل بجسر الدباسين.. وكشف عن عدد من الجسور والطرق قيد الدراسة والإنشاء.

{ تعاني ولاية الخرطوم من ضائقة مرورية حادة بسبب إغلاق جسر النيل الأزرق.. كيف هو الوضع الراهن الآن وماذا عن أن حالته لم تكن تستدعي إغلاقه لعام؟
_ أولاً صيانة جسر النيل الأزرق كان يفترض حدوثها منذ فترة طويلة، ولكن لأسباب عدة مختلفة من ضمنها عدم التمويل وعدم إغلاق الكوبري نفسه باعتباره سيُحدث إعاقة في الحركة سيما أن الفترة الماضية كانت الجسور قليلة العدد قبل إنشاء جسر (الإنقاذ ـ المك نمر ـ المنشية) وخلافه، لكننا وصلنا إلى مرحلة أنه لابد من بدء صيانته وقد كان وقمنا بإغلاقه، وكان حديثنا واضحاً وهو أن الجسر يحتاج إلى تأهيل.. وحسب الدراسات التي وضعت وحسب العقد الموقع مع الشركات التي كان يفترض أن تعمل على تأهيله منذ فترات سابقة قبل مجيئنا نحن إلى الوزارة وهو فترة العامين، لكن بعد ذلك عندما أتينا قمنا بالضغط على الشركة على أساس تقليص الفترة إلى عام ولم نقل إننا سنغلقه لمدة عام.

{ لكن الحديث كان عن أن فترة الصيانة ستستمر عاماً؟
_ التأهيل هو الذي يستحق العام وليس الإغلاق.. حديثنا أُخذ على غير محمله ما أحدث ربكة.

{ ما هو الوضع الراهن للصيانة الآن.. ما تم وما لم يتم؟
_ الكوبري به أجزاء كثيرة جداً جارٍ العمل عليها.. هناك صيانة تحت الجسر وفوقه، وأيضاً صيانة في مسار العربات ومسار السكة الحديد والمشاة.

نحن داخلياً لما قلنا نصينه في سنة على اعتبار إنو دا ما شغل جديد إنت عارف عايز تعمل شنو، يعني تصب العلب وخلافه، لكنه عمل يتطلب الكشف ثم بعد ذلك اعتماد الموجودات التي ستجد عليها حالة الجسر خاصة أن أجزاء كبيرة منه مدفونة، سواء كانت مدفونة بالأسمنت أو الخرسانات، وبالفعل كشفنا عليه الآن ووجدنا أجزاء كبيرة منه مدفونة وبها جزء كبير جداً (صدئ)، وفي ذات الوقت وجدنا أجزاء بحالة جيدة، لذلك امتنعنا عن تحديد وقت للإغلاق وذكرنا أن الصيانة هي التي تحتاج فترة العام، والحمد لله الآن كشفنا (70%) من الأجزاء المخفية في الجسر، وفي الحقيقة وجدنا هناك أجزاء محتاجة للتغيير وأخرى بحاجة للصيانة العاجلة، بينما يمكن لبقية الأجزاء الاستمرار بشكلها الحالي دون إجراء أي تغيير عليها، ونحن الآن بقدر بالإمكان قمنا بتجزئة العمل لأربعة أجزاء، في الأول التركيز على جزء العربات ثم المشاة وبعده الأجزاء السفلية للكوبري حتى السكة الحديد، يعني في الأول نعطي الأولوية لمسار المركبات، وإن شاء الله نفتح الجسر للناس قبل السنة بإذن الله.

{ هل هناك موعد بعينه؟
_ ما بنقدر نقول متين، لكن سيتم افتتاحه قبل السنة بمدة إن شاء الله، وذلك لسببين أولاً الحمد لله وجدنا كثيراً من الأجزاء التي بحاجة إلى تغيير موجودة في السودان، وقمنا بالاتفاق مع مصانع لتصنع بعض الأجزاء، مثل مصنع "طولان" و"رينا رول"، وسنقوم بتصنيعها هنا بدلاً عن استيرادها من الصين.. ثانياً نحن تعاملنا مع الأمر بكل مهنية وشفافية واشتركنا وعقدنا لجنة وزارية كبيرة جداً ضمت كل الخبراء وأساتذة الجامعات المعنيين بصناعة الجسور في السودان، وهذه اللجنة تابعت معنا مراحل الكشف عن الجسر ومراحل الحلول المقترحة وكان لها أيضاً دور كبير جداً في اختصار وقت كبير جداً من المعالجات الفنية المطلوبة.. وهذا جميعه إن شاء الله يصب في خانة تعجيل فتح الكوبري قبل إكمال العام، لكن متى، لا نستطيع تحديد فترة زمنية بعينها لأن هناك (30%) من أجزاء الجسر لم يتم الكشف عليها.. لكن مؤكد نعد أهلنا المواطنين أننا لن نأخد فترة العام إن شاء الله وسنفصح عنها عما قريب بعد إكمال العمل واتضاح الصورة كاملة لنا و(نشوف ما تبقى من المطلوبات).

{ هل كانت هذه المشاكل الفنية للجسر بحاجة ضرورية لإعادة تأهيل.. ولماذا لم تتدارك الولاية الخلل من خلال الصيانة الدورية؟
_ كان لابد من إعادة تأهيل الجسر، المشاكل الموجودة به لم يكن يجدي معها إجراء صيانة دورية عادية، وكان لا بد من إغلاقه وإزالة الأسفلت والخرسانات حتى نكشف المشاكل. الآن هناك أجزاء مدفونة تحت الماء.

{ هل كان هناك خطر كبير على حياة المواطنين؟
_ إلى حد ما، لأن الكباري التي على شاكلة جسر "الحديد" تأتي خطورتها فجأة، هناك صدأ في أجزاء من الكوبري، والناس شافوه في التلفزيون في المدخل من ناحية الخرطوم والمدخل من ناحية بحري به صدأ كبير جداً.. بعض الأجزاء (نقصت النص) والناس عرضوها في الجرائد، وهذه لابد من عمل تقوية لها لأنها من الأجزاء الخطرة والتي نحن الآن بصدد تقويتها وتمتينها.

{ هناك حديث عن إنشائكم "كوبري" جديداً على النيل الأزرق بدلاً عن جسر "الحديد" على أن يؤول الأخير لهيئة السكة الحديد؟
_ هناك فكرة لإنشاء ثلاثة جسور سيتم إنشاؤها خلال هذين العامين إن شاء الله، وهي جسر (النيل الأزرق الجديد ـ جسر النيل الأبيض الجديد ـ جسر كافوري)، وهناك مداولات بيننا وإخواننا في السكة الحديد على أن يتبع هذا الجسر لهم، لكن في الحالتين نحن لابد لنا من إنشاء جسر موازٍ لجسر النيل الأزرق الحالي، وننشئ المعابر على النيل الأزرق لفك الضائقة المرورية داخل مراكز المدنيين الخرطوم والخرطوم بحري، وبعد ذلك يتم الاتفاق هل نترك هذا الجسر للسكة الحديد أم يكون تابعاً لنا.. لكن حتى الآن الأمر متروك. ونحن داخل الوزارة لدينا فكرة في أن يتم تحويل قطارات السكة الحديد العابرة عبر الطريق الدائري وتخرج عبر سوبا ويكون الخط الداخلي للقطارات الداخلية فقط.

{ على الرغم من إنشائكم عدداً من الجسور إلا أن الولاية تشهد اختناقات مرورية بسبب قلة الكباري الطائرة وضيق المعابر الامر الذي يفسد حلاوة إنجازاتكم؟
_ مشاكلنا في الخرطوم هي أننا بحاجة لمعرفة من أين تأتي الاختناقات المرورية هذه.. صحيح التقاطعات بها مشاكل وبحاجة إلى معابر فوقية وإلى أنفاق، أضف إلى أننا نعاني من مشكلة كبيرة جداً في السودان.. الآن الخرطوم عليها ضغط غير محتمل ولا توجد طاقة استيعابية لها، وكذا الطرق أيضاً أصبحت لا تحتمل كمية السيارات التي دخلت الخرطوم ولا الطاقة الاستيعابية تستوعب كمية الناس الذين هاجروا نحوها وهي في الحقيقة مشكلة.

{ كم عدد التقاطعات التي يحويها مخططكم الهيكلي؟
_ في المخطط الهيكلي للولاية هناك حوالي (23) تقاطعاً داخل المدن الثلاث لابد من إجراء معالجات لها لفك الاختناقات المرورية، من ضمنها أنفاق وكبارٍ طائرة ويمكن في العام 2018 ـ 2020 سنقوم بإدخال (7) أن شاء الله، بعد ما البلد شوية الآن حصل لها انفتاح وستأتي شركات من الخارج، ونحن نؤمل أن نتحصل على عدد من التمويلات والاستثمارات لإنشاء معظم هذه الأنفاق خلال العامين القادمين بالإضافة للكباري النيلية.. لكن نحن أصلاً ساعون لمعرفة المسبب الأساسي للاختناقات وهي في تقديري بخلاف كثرة العربات هي الحركة العابرة أيضاً من الولايات، لذلك فكرنا في الطرق الدائرية.. الآن نحن شغالين في الطريق الدائري الثاني وخلصنا جسر سوبا وسوف نخلص جسر الدباسين عما قريب إن شاء الله، حتى تخرج كل الحركة العابرة خارج المدن وتخفف الحركة على الطرق الداخلية.

{ الطرق الداخلية واحدة من مشاكل الاختناقات المرورية لما تواجهه من معاناة في مواصفاتها تجعلها متهالكة رغم مرور وقت قصير على إنشائها؟
_ الطرق تعاني من مشاكل كبيرة جداً، المشكلة ليست مشكلة مواصفات بقدر ما هي مسألة خبرات وتعديات عليه.. نحن مِن جينا عملنا (السيد عبد الرحمن) والآن ما فيه حُفر، وعملنا طرق جديدة ما فيها حُفر، لكن هذه الطرق معرضة لتعديات أولاً الخريف والتصريف السيئ جداً يتسبب في امتلائها بالمياه وهي تسبب مشاكل للطريق، نجد أيضاً بعض المواطنين يقومون بغسل السيارات فوق الأسفلت ما يؤدي إلى إحداث مشاكل بها.. الأمر الثاني الذي تواجهه الطرق هو الكسور، ونحن لدينا كسور مستمرة لأن شبكات المياه الموجودة بحاجة للتأهيل وهي متهالكة، وأيضاً شبكات الصرف الصحي على قلتها أيضاً متهالكة وتحدث فيها انفجارات تحت الأسفلت تؤدي إلى انهيارات وحُفر.

{ مواصفات الطرق سليمة.. والمشكلة كلها تمكن في التعديات والمياه فقط؟
_ هناك عيب، أنا ما بقول في المواصفات، لكن في التنفيذ ومتابعة التنفيذ ونحن حرصنا الآن في العمل بالمواصفات الفنية المطلوبة حسب المواصفات البريطانية، والحمد لله نطبقها بنسبة (100%).. المشكلة تأتي في المواد، كان بها مشكلة، يعني مواد منطقة حطاب كان يتم استعمالها كأساس للطرق وهي لا تكون بالقوة الكافية، لكن نحن الآن أحدثنا تعديلات في المواصفات نفسها وأدخلنا عليها نسبة من الحجر المكسور، بجانب الحجر الطبيعي وجعلناها تأتي بقوة التحمل المطلوبة للطرق داخل الولاية.. الآن الطرق الجديدة جميعها أُطمئن الناس أنها لن تكون بها مشاكل ما لم تحدث تعديات عليها أو ينفجر خط مياه أو خلافه، لكن كمواصفات نحن مطمئنون عليها تماماً.

{ قبل البدء في إنشاء الطريق تتم مراجعة جميع خطوط المياه والصرف الصحي للتأكد من سلامتها ومن ثم البدء في العمل.. لما لا يتم الكشف بدلاً عن إهدار الأموال في الإنشاء والصيانة؟
_ الكشف موجود قبل البدء في إنشاء الطريق لكن الخط أحياناً يحدث به عطل وينفجر عقب اكتمال عملية الإنشاء، لذلك نحن درجنا في كل الطرق الجديدة على أن تكتمل كل الخدمات تحت الطريق ومن ثم الشروع في إنشائه مثلما حدث في شارع (السيد عبد الرحمن).

{ خدمات مثل ماذا؟
_ الطريق دا ما حقنا برانا، هناك الصرف الصحي والمياه والزراعة والتلفون والكهرباء وأخطرها بالنسبة لنا المياه والصرف الصحي، وأيضاً الزراعة لأنها مرتبطة بالماء وهي عدو بالنسبة للطريق.. عشان كدا أي طريق ما لم نتأكد من سلامة هذه الأشياء والحاجات لن نبدأ العمل فيه، لذلك توقفنا في طريق الميناء البري سنة كاملة حتى تم علاج مشكلة المياه، وتم تشييد الصرف الصحي بالوضع الجديد ثم أتينا ووضعنا الأسفلت، وكذلك شارع (السيد عبد الرحمن)، وأنتم في الصحافة تحدثتم وقلتم طريق يتم العمل فيه سنتين وثلاث سنوات ونحن ساكتين وعارفين لماذا أخذ هذا الطريق وقتاً طويلاً استمر لسنوات، وكان في إمكاننا إكماله في ستة أشهر لكنه كان سيُخرّب ويحتاج لصيانة مجدداً. نحن انتظرنا حتى تم إنشاء خط صرف صحي بصورة حديثة جداً يمكن يعيش (50) سنة لقدام في نص الطريق، وأيضاً تم عمل خطين مياه (18) بوصة شمال الشارع ويمين الشارع بمواسير حديثة ومواصفات حديثة تعيش (50) سنة لقدام، ثم أتينا بعد ذلك وقمنا بتغطية الشارع بالأسفلت، وهذه إستراتيجيتنا للمرحلة القادمة، وهذا ما قصدتِه من حديثك عن انهيار الطرق.. لكن نحن نتحدث عن الشيء القائم الآن.. أنا ما عندي المقدرة الليلة حتى أقوم بتغيير جميع شبكات الصرف الصحي وفي أوقات كثيرة أضطر لوضع الأسفلت على شبكات قديمة قائمة وتحدث فيها انفجارات وتؤدي إلى حدوث حُفر وهذا ما كان يحدث.

{ هل تتم محاسبة الشركات المنشئة للطرق حال حدوث أية مشكلة في طريق تم إنشاؤه حديثاً؟
_ ما بنحاسبها لكن نلزمها بصيانة الطريق على حسابها.

{ هناك عدم رضا عن ما تقدمونه فالبنية التحتية للولاية بحاجة للمزيد من العمل؟
_ لو عايز ترضي كل الناس بالتأكيد ما ح تقدر ترضيهم، صحيح نحن عندنا مشاكل في الطرق عارفنها، لكن بالمقابل هناك إشادات تصلنا ونحن قبل لقائك هذا جاءتنا أكثر من إشادة من جهات مختلفة بالعمل الذي تم في الطرق وصيانتها وفي إغلاق الحُفر، هناك عمل كبير جداً سيتم ومجهود يتم إنجازه إذا ما قارنتِه بحجم الطرق الموجودة.. نحن بنتكلم عن خمسة آلاف كيلو مسفلتة داخل الولاية هذا غير الطرق غير المسفلتة، إذا قارنا حجم الطرق والإمكانات المتاحة أصلاً المقارنة بتكون واضحة بالنسبة ليك.. المجهود كبير، معظم الطرق السيادية في مراكز المدن ما فيها أي مشاكل، هناك طرق في أطراف المدن ما فيها مشاكل.. الآن نحن نتحدث عن (زيرو حُفر)، ونحن عندنا برنامج صيانة شاملة غير الخريف وغير برنامج (زيرو)، والحمد لله قفلنا- الحُفر- تماماً بنسبة (100%) والمفروض ينتهي العمل في 31/12، وما تشاهدونه من حُفر هنا وهناك هي حُفر جديدة لأن الطرق دائماً بحاجة لإعادة تأهيل.

2/2

كوبري المنشية ما فيهو أي "جقور" ولا أي كلام فارغ والإشكالية تكمن في ....
جسر المسلمية لا يضيف شيئاً ولو كنت حاضراً قبل بدء العمل فيه لقمت بتكسيره وإلغائه
تعقيدات كثيرة عطَّلت كبري الدباسين ووجدنا في المستندات أن الشركة المنفذِّة غير مؤهلة!

حوار - هبة محمود سعيد

*ما هو تفسيركم عن بعض الطرق والجسور التي ظلت صامدة رغم مرور أعوام على إنشائها، مقارنة ببعض الإنشاءات التي سرعان ما تهالكت، ولم يمض عليها وقتاً قصيراً مع الأخذ في الاعتبار جسر المنشية كمثال لذلك؟
يا جماعة كوبري المنشية دا أنا عايزكم تنقلوها بصورة واضحة وقوية جداً، وأنا ذكرت في أجهزة الإعلام المختلفة، أن كوبري المنشية ككبري ليست به أي مشكلة، ولا فيه أي شقوق ولا فيهو أي "جقور" ولا أي كلام فارغ زي دا، الكوبري مشكلته بسيطة جداً، وهي أن الانهيارات التي حدثت فيه كانت في الحمايات الحجرية، وهي ليس لها أي علاقة بجسم الجسر، يعني الجسر ما ح يقع، وليس هناك هبوط في الجهة الشرقية كما ذكر، دي الحمايات الحجرية المعمولة للساند الشرقي، وهذا الساند منذ البداية عند إنشاء الكوبري كان من المفترض أن تكون هناك علبة أخرى من الأمام زائدة خارج المياه، هذا الساند الآن يقع في السهل الفيضي للمياه بسبب وصولها له نسبة للردميات التي حدثت في الجهة الغربية والتي قامت بتحويل مجرى النهر شرقاً. ونحن أول ما عملنا الدراسة وضعنا ثلاثة حلول، أولها إزالة جميع الردميات التي حدثت ناحية برج الاتصالات وقد كان، وتمت إزالتها وإزالة القهاوي الموجودة هناك، والفريق "أبو شنب" (كتِّر) خيره دخل فيها المحاكم وأزالها، والآن بعد إزالتها قمنا بإدخال حفَّاراتنا لعمل توسعة في النيل من الناحية الغربية حتى نستطيع إرجاع المياه لناحية الشرق.

*لم تكن هناك دراسة منذ البداية؟
صحيح من البداية ما كان في دراسة وأنا بقولها صراحة، يعني كان المفروض يكون في خط حماية للشرق، لأن ما حدث هو عندما تمت عملية الردم من ناحية الغرب تحوَّلت المياه شرقاً ودخلت العلبة التي كان يفترض وجودها على اليابسة إلى المياه وحدث جرف للتكسيات الحجرية لها، أما قواعدها فهي ثابتة ولم يعترها أي شيء.

*ماذا عن الانهيار الذي حدث العام الماضي؟
الانهيار الذي حدث بسبب أن هذه التكسيات الحجرية عندما دخلت المياه وراء الحامل وأدت لهبوط مدخل الكبري، وهذه الآن يتم علاجها عبر ثلاث مراحل، المرحلة الأولى تمت قبل الفيضان وهي عندما قمنا بفتح قناة من الناحية الشرقية على أساس أن جزءاً من مياه الفيضان يجري في القناة للتخفيف على الحامل، ولم نتدارك الأمر ونفتح هذه القناة لدخلت مياه كثيرة، وكان الأمر سيزداد سوءاً. المرحلة الثانية هي زيادة الردميات والآن نحن بحفَّاراتنا نقوم بالنقل المياه من الردميات، بحفار مائي ليزيل كل الإطماء الذي حدث من الناحية الغربية حتى يعود النيل لمجراه الطبيعي، بعد ذلك يبدأ العلاج من الأسفل بعمل حمايات بمادة تسمى (قابينس)، وإن شاء الله المنشية تاني ما يكون فيها أي مشكلة، لكن أنا عايز أطمئن الناس، إنه لا يوجد أي خطأ تصميم، وصحيح كان في وقتها المفترض أن يكون هناك (70) متراً، للأمام، ولكن القائمين على أمره في ذلك الوقت رأوا أنه من ناحية ميزانيات أن يقف العمل عند هذا الحد ويتم عمل حماية للساند، وكان من الممكن أن يستمر حتى الآن لولا تلك الردميات التي غيَّرت مجرى النيل.

*هل تعتبر أن ما أثير عن الكوبري و"الجقور" في غير محله؟
إثارة في غير محلها، و"الجقور" دا كلام أنا ما كنت حاضره، لكن كلام غير مهني سواءً قيل بواسطة الهيئة أو قيل بواسطة الإعلام، الآن ما في أي أزمة، الأزمة واحدة وهي توفر التمويل ودي واحدة من أكبر المشاكل والمعيقات. وزارة المالية ما قاعدين يقصِّروا، لكن الإمكانيات لا تتناسب مع حجم الولاية، وبعدين الناس (حقو) تعرف أن البنيات التحتية مكلفة جداً وما في دولة بتلتزم تعمل البنيات التحتية كاملة، نحن فقط في السودان نفعل ذلك، نحن في السابق كنا نعيش في ظروف الحصار وانهيار الاقتصاد ولا يوجد أي دخل وأمورنا بايظة، ومع ذلك ننشئ الطرق من إيراداتنا، لكن في العموم أن الطرق وكل البنيات الأساسية الكبيرة والكباري والأنفاق يتم إنشاؤها بنظام المشاركة مع الشركات والمستثمرين، وهذا الشيء معمول به في كل العالم، لكننا داخل الولاية نعتمد على إيراداتنا فقط، يعني عشان نعمل لينا كوبري بتكلفة (400) مليار، يكون الأمر مستحيل وصعب. الآن البلد تشهد انفتاحاً ونحن معوِّلين جداً في 2018 2020 في إنفاذ جزء كبير جداً من المخطط له حسب المخطط الهيكلي للمشروعات.

*بعيداً عن كوبري المنشية، ماذا بشأن جسر المسلمية وتوقف العمل به؟
كوبري المسلمية ما (فيهو) أي جديد.

*المشكلة وين؟
المشكلة تكمن في تأخر تصنيع أبيام الحديد نفسها في السودان، جميع الأعمال الخرسانية الآن اكتملت بالجسر، الآن نحن شغالين في الأجزاء الفوقية له، يجب أن يتم تصنيع أبيام أو قليدرات وكمرات حديد ضخمة جداً، ولو الآن سجلتم زيارة تجدون ستة منها الآن وصلت، والمفترض أنها تصنع في السودان في ورشة سوريبا وورشة جياد، لكن شركة جياد لم يقوموا بتصنيعها، ولذلك اتجهنا إلى سوريبا وطبعاً تصنيع مثل هذه الأشياء في السودان بحاجة لخبرات وكفاءات معيَّنة، ونحن للأسف الشديد كبري الدباسين بنصنع الكمرات الحديدية له في الصين و مصر، لأنها بحاجة لماكينات خاصة وماكينات تعمل بالليزر وكمبيوتر بروقرام، وأيضاً بحاجة للحامين بمواصفات معيَّنة، لأنو ما أي زول بلحم حديد كبري، كان هناك مشاكل مثل هذه وتوقف تصنيع الحديد الذي أدى لتوقف العمل، الآن حلت هذه المشاكل، الآن لا نستطيع أن نقول متى يمكن الانتهاء منه، لكن اتفاقنا مع المقاول أن يتم خلال 3 أشهر، تصنيع الحديد ورفع السقوفات وصبها، ولكن هذا الكوبري لا يضيف شيئاً.

*ولماذا العمل عليه إذاً؟
الكوبري ككوبري لا يضيف شيئاً، لكن الهدف من العمل عليه هو خلق حارة أسفله يمر فيها طريق قادم من شروني ويصب في الأسنان وقضيب للترام، وهذا هو الهدف. نحن قمنا بمد الجسر شمالاً وكسرناه من الناحية الشمالية، وفي 2018 إن شاء الله، سوف يبدأ فيه العمل وسيكتمل إن شاء الله، يعني الغرض الأساسي لتوسيع الكبري الآن موجود، وأصلاً الكبري دا ما كان بفك حركة مرورية كبيرة.

*لكن إغلاقه خلق ضائقة مرورية؟
ما (كتيرة)، يعني أنا شخصياً كوبري المسلمية هذا لو كنت حاضراً قبل بدء العمل فيه، كنت سأقوم بتكسيره وإلغائه تماماً وأعمله مثل شارع "بيويوكوان"، ممكن يتلغي أو يترك كتحفة تاريخية، لكن من ناحية حركة فهو ما عنده قيمة كبيرة يعني حينزل ليك وين! أنا الآن بفكِّر عقب انتهاء العمل فيه أن أقوم بجعل الشارع الموازي للمستشفى اتجاه واحد غرباً، على أن يكون الطريق الآخر اتجاه واحد شرقاً، وهناك طريق بحسب الخطة سوف يأتي من كوبري جامعة السودان من فوق كبري الحرية، أي أنه طريق معلَّق يصب فوراً في الأسنان، وبالتالي الكبري سيكون بلا قيمة بعد ذلك، يعني أنا بكون حليِّت مشكلة الحركة الشمال والجنوب وشرق وغرب ويصبح المسلمية تراثاً، ولكن رغم ذلك بعد بدأنا العمل فيه لابد من إكماله.

*كوبري الدباسين واحد من المشاكل المرحَّلة على عدد من الوزارات السابقة؟
الحمد لله، الأمور "ماشة كويس"، الكوبري دا طبعاً المشاكل السابقة دي نحن ما دايرين نتكلم فيها، وقبل كدا تكلمنا فيها وقلنا حاجة ما حضرناها، ولكن ما وجدناها في المستندات هو أن هناك خلافات في الحديد الذي تم توريده بجانب خلافات تعاقدية، والشركة التي أتت من البداية تبيَّن أنها في الأصل شركة غير مؤهلة ولم تستطع العمل وطلبت فسخ العقد. المهم أن الأمر كان فيه تعقيدات كثيرة موجودة، وأتت شركات تانية وبرمت معها تعاقدات جدية، لكن العمل توقف بسبب مشاكل التحويل، وكانت هذه أيضاً الحاجات المهمة جداً وكان في مشكلة في تحويلها في ظل الحصار الكان موجود في ذلك الوقت المهم، كان هناك مجموعة مشاكل تعاقدية وإدارية ومالية عملت على تأخير العمل، ونحن عندما أتينا وجدنا عقودات موقعة بالدولار، وهناك أكثر من جهة مسؤولة، ومن هذا المقام لابد أن نشكر أخونا الباشمهندس "حبيب الله" الوزير السابق، الذي كان له دور كبير جداً في حلحلة هذه المشاكل.
نحن قعدنا يمكن (أكتر) من أربعة أشهر، في اجتماعات متواصلة مع الوالي ومع شركة المقاولات والاستشاري واستطعنا تغيير كل العقودات وإرجاعها إلى الجنيه السوداني وعدَّلنا جزءاً كبيراً جداً من شروط التعاقد التي كانت موضوعة، وأخذنا كل شيء مطلوب من العملة الصعبة من مسؤوليات المقاول ووضعناه على مسؤوليات وزارة المالية وهي ملزمة تحوَّل النقد الأجنبي للشركات في مصر والصين لاستيراد الحديد، والحمد لله نجحنا في هذا النقطة نجاحاً كبيراً جداً وقمنا بحلحلة كل المشاكل الإدارية وحصرنا المشروع في ثلاث جهات، وهي: المالك والاستشاري والمقاول، وأخرجنا جميع الأطراف التي كانت موجودة في النص، وحملنا وزارة المالية المسؤولية في تحويل النقد الأجنبي، نحن لا دخل عندنا لنا به، تحوَّل عبر البنك، عبر عملاء (يشيلوه) بالحقيبة الدبلوماسية، دي شغلتهم، والحمد لله نجحنا وحوَّلنا قروش الحديد كلها في مصر والصين واشتريناه، وآخر كمية كانت في قبل شهر، والآن شغالين في التصنيع وعندنا الآن في مصر حوالي 12 باكيه، تم توريد سبعة منها الباقي في طريقها للوصول، الصين قامت بتوريد أربعة باكيات والباقي في طريقه وحتى شهر مارس، يكون اكتمل توريد الحديد ويبدأ بعد ذلك التركيب.
*قطعتم شوطاً كبيراً حتى الآن؟
الآن بدينا تركيب السقوفات وبدأنا صب خمسة بحور، طبعاً الجسر دا أطول جسر في أفريقيا، فيه 29 بحراً، بطول كيلو و (700) متر، ضعف كبري الحلفايا ولو وقفتي الآن في منطقة الشجرة جوار البحر سوف تجدين شيئاً مرعباً.
*متى يتم الافتتاح؟
في برنامجنا وضعنا نهاية 2018م، موعداً لتسليمه إن شاء الله، ما لم تحصل أشياء (تانية)، لكن برنامجنا واضح وحديدنا مؤمَّن والتصنيع ماشي والمقاول المحلي شغال، ويقوم بصب السقف، وإذا قمتم بتسجيل زيارة الآن للجسر ستجدون العمل جارٍ، ويمكن أن تذهبوا بسيارتكم حتى (300) متر، وهي المساحة التي تم صبها في السقف، ودي ما حصلت أصلاً قبل كدا، قبل (10) سنوات، ما حصلت، نحن ما دايرين نتكلم عن إنجازاتنا، لكن الحمد لله حللنا المشاكل الإدارية والتعاقدية، هدفنا الإستراتيجي في 2018م، أن ينتهي هذا الجسر ونخلص جسر النيل الأزرق القديم ونخرجه بصورة حديثة جداً حتى أننا سوف نقوم بتغيير اللون وعمل إنارة حديثة، وسوف نضيف مسار عربات من الناحية الغربية، وسوف ننتهي من صيانة المنشية ونسلِّم المسلمية، ونبدأ في إنشاء الجسور الجديدة (النيل الأزرق الجديد الأبيض الجديد كافوري) بالنسبة لكوبري الهجرة داخل ضمن الإستراتيجية، لكنه أولوية رابعة ودي إستراتيجية جديدة، نسأل الله أن يقدِّرنا عليها.

*ماذا عن كوبري توتي بحري؟
جسر توتي متوقف العمل فيه بسبب خلاف مع الشركة الإيرانية، وأن لم نقم بحل هذا الخلاف لن نستطيع العمل فيه، هناك علبتان تم إنشاؤهما، ولكن بسبب الخلاف بين الشركة المفترض أن تقوم بالتمويل أخذ الأمر منحنى أخر خاصة بعد سوء العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وأي خلاف بين مشروع بين الطرفين إذا لم يحل فإنه ليس من المسموح البدء في العمل.

*أين وصل الأمر حتى الآن؟
نحن نحاول حل الأمر ودياً، ولكن إذا اضطررنا إلى تحكيم، فالتحكيم سيكون خارج السودان في جنيف، وهذه واحدة من المشاكل والأخطاء التي كانت في العقودات سابقاً، وهي أن يحتكموا إلى إلى قوانين خارج السودان ودي مشكلة كبيرة جداً، الآن نحن في كل عقوداتنا نحتكم إلى القانون السوداني، وإذا مشينا بعيد خالص نحتكم إلى محاكم دبي، الحمد لله أمورنا بقت واضحة والحمد لله في إستراتيجية بعد دخول وزارة الإستراتيجية ودا في حد ذاته إنجاز.


شارك هذا المقال :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

 
Support : Creating Website | Johny Template | Mas Template
copyright © 2011. سوداكون - All Rights Reserved
Template Created by Creating Website
Proudly powered by Blogger