م. حسن أبوسم
من أسباب التأخر في كتابة اليوم الأخير أني اريد أن أترك لنفسي مجالاً لتستوعب أنها تودع تلك الجميلة (مروي) فكم تمنيت عند الوداع أن أبقى أسبوعاً يوماً و لو ساعاتٍ إضافية . لكن هي حكمة الله في اللقاء و الفراق .
أصبحنا باكراً و قد تلقينا رسالة من اللجنة المنظمة بأن على الجميع توضيب أمتعتهم و تجهيز الشنط و كأنما نتلقى إنذاراً مبكراً بوداع درة الشمال . فبدأت بتجهيز أمتعتي و بالكاد أدركت شاي الصباح لأن الوقت قد سرقني و في خلدي ذكريات الأيام السابقة .
بعد ذلك توجهنا إلى قاعة المؤتمرات ، حيث انعقدت آخر جلستين الأولى في ( الري و المياه و البيئة) و الثانية في (الإنشاءات والتشييد) و كانت الأوراق العلمية المقدمة في اليوم الأخير ثرية و غنية بمحتوياتها .
من أسباب التأخر في كتابة اليوم الأخير أني اريد أن أترك لنفسي مجالاً لتستوعب أنها تودع تلك الجميلة (مروي) فكم تمنيت عند الوداع أن أبقى أسبوعاً يوماً و لو ساعاتٍ إضافية . لكن هي حكمة الله في اللقاء و الفراق .
أصبحنا باكراً و قد تلقينا رسالة من اللجنة المنظمة بأن على الجميع توضيب أمتعتهم و تجهيز الشنط و كأنما نتلقى إنذاراً مبكراً بوداع درة الشمال . فبدأت بتجهيز أمتعتي و بالكاد أدركت شاي الصباح لأن الوقت قد سرقني و في خلدي ذكريات الأيام السابقة .
بعد ذلك توجهنا إلى قاعة المؤتمرات ، حيث انعقدت آخر جلستين الأولى في ( الري و المياه و البيئة) و الثانية في (الإنشاءات والتشييد) و كانت الأوراق العلمية المقدمة في اليوم الأخير ثرية و غنية بمحتوياتها .
و بين الجلستين كانت وجبة الإفطار اليومية و أيضا تم تقديم و عرض محاضرة تشاركية ناقشت (مشكلة النز "صعود المياه السطحية لمستويات قريبة جدا من سطح الأرض " في منطقة مروي و ما حولها) . تم تقديمها بواسطة أستاذي القدير ( د.خالد عبدالفتاح) و بمشاركة كل من (د.هشام عصام - م.أحمد عبدالرحيم - و تصوير وائل ) .
و قد سبق هذه المحاضرة . ورقة علمية قدمها (بروف.جمال مرتضى عبده) عن مشكلة مماثلة في مدينة الرياض بالمملكة العربية السعودية و تحديداً في منطقة "حي النسيم" و لكن المسببات تختلف عن حالة مدينة مروي . و قد خَلُصَت المحاضرة إلى توصيات أهمها ضرورة الإسراع في إيجاد المسببات و البدء في معالجتها لتخفيف وطئة الضرر الواقع على المواطنين ، و هنا نشكر على من سيتكبد العناء للمساعدة في رفع الضرر عن المواطنين ..
في الجلسة الثانية قدمت (د.سلمى يحيى ) ورقة علمية عن (التقييم العقاري : لمحات من واقع الممارسة في السودان ) . و من هنا أريد توجيه خالص شكري و تقديري لها على دعمها لي و تحفيزي و لولا الله ثم هي لما كنت أحد المشاركين في المؤتمر .
بعد نهاية آخر جلسة من جلسات المؤتمر تم تقديم ممثل المشاركين في المؤتمر (د.علي حسين) لإلقاء كلمته نيابة عن كل المشاركين.
ثم كلمة (د.أمجد عثمان عبداللطيف) منسق المؤتمر و قام بدوره بتوجيه الشكر لكل المشاركين و ذكر في كلمته الجنود المجهولون فرداً فرداً، الذين كانوا خلف الكواليس لإنجاح المؤتمر .
كما تمت دعوة جامعة الخرطوم المستضيفة للمؤتمر الثاني 2018 لإستلام علم المؤتمر
ثم كلمة مدير الجامعة الذي أثنى على اللجنة المنظمة و على طلاب الجامعة الذين واصلوا ليلهم بنهارهم لرعاية ضيوفهم و خدمتهم . كما شكر المشاركين و الأساتذة الأجلاء.
ثم استلم المايكروفون مقدم اليوم الختامي و ودع الجمع وداع من تعارفوا لدهر من الزمان و كانت كلمات الوداع تلقي وقعاً مؤلماً لكل من تعلق بروعة المكان ..
بعد ذلك تم إخطارنا بأن إدارة الجامعة تصر على أن نتناول وجبة الغداء بمباني إدارة الجامعة و رفعت الجلسة الأخيرة فكانت القاعة تعج بالكاميرات و الصور التذكارية لأهل بيت قد اجتمعوا و تفرقوا إلى لقاء قريب بإذن الله ، تحرك الجميع كلٌ إلى غرفته لأخذ أمتعته و التوجه نحو الباصات فكان مشهد الوداع مهيباً كمشهد القدوم ..
بعد ذلك تم إخطارنا بأن إدارة الجامعة تصر على أن نتناول وجبة الغداء بمباني إدارة الجامعة و رفعت الجلسة الأخيرة فكانت القاعة تعج بالكاميرات و الصور التذكارية لأهل بيت قد اجتمعوا و تفرقوا إلى لقاء قريب بإذن الله ، تحرك الجميع كلٌ إلى غرفته لأخذ أمتعته و التوجه نحو الباصات فكان مشهد الوداع مهيباً كمشهد القدوم ..
تحركت الباصات نحو مقر إدارة الجامعة و إذا بمأدبة الغداء في انتظار الوفد المودع . تناولنا وجبة الغداء و كانت الجلسة تضج بالمودة و المحبة بين الجميع من أهل البيت و ضيوفهم . و في تمام الساعة الثالثة و الثلث انطلق الجمع مودعاً لأهل الدار الذين جادوا بكرمهم و أغدقوا عليهم بكل ما استطاعوا . فلهم جزيل الشكر عنا و لا يقدر على جزائهم على حسن صنيعهم مع ضيوفهم إلا الكريم القدير . و نقول لهم أن لنا لقاء قريب بإذن الله إن مد الله في أعمارنا ، و من يتوشح ثوب الوداع لابد له من لقاء .
و عند الرجوع إلى الخرطوم كانت الرحلة هي الأجمل حيث كانت المقاعد الخلفية شاهدة على نقاشات علمية و فكرية و اجتماعية و حتى وصولنا للعاصمة لم نكل أو نَمَلّ بسبب حسن الصحبة و الرفقة ..
و أقول ختاماً
انقضت أيام ﻭﺟﺪ ﺭﺣﻴﻞ ................ ﻭﻟﻢ ﻳﺸﻒ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺼﻔﺎﺀ ﻏﻠﻴﻞ
ﻭﻣﺪﺕ ﺃﻛﻒ ﻟﻠﻮﺩﺍﻉ ﻓﺼﺎﻓﺤﺖ ............ ﻭﻓﺎﺿﺖ ﻋﻴﻮﻥ ﻟﻠﻔﺮﺍﻕ ﺗﺴﻴﻞ
ﻭﻻ ﺑﺪ ﻟﻸﻻﻑ ﻣﻦ ﻓﻴﺾ ﻋﺒﺮﺓ ............ ﺇﺫﺍ ﻣﺎ ﺧﻠﻴﻞ ﺑﺎﻥ ﻣﻨﻪ ﺧﻠﻴﻞ
إلى لقاء قريب يجمعنا بإذن الله ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق