الرئيسية » , , » (السايفونات) ترياق الانتحار الجماعي .... ياسمين البرير عبد الله

(السايفونات) ترياق الانتحار الجماعي .... ياسمين البرير عبد الله

Written By Admin on الثلاثاء، يوليو 01، 2014 | 3:24 ص

الراكوبة

تلقيت يوم امس اتصال هاتفي من شقيقتي الصغرة ( نيرمين ) تطمئن فيه على صحتي وتتفقد احوالي وتبلغني اشواق الوالدة التى خرجت لتؤدي واجب العزاء فى وفاة واحد من الجيران بمنطقتنا بالثورة ، وعندما استفسرتها عن هوية المتوفي اخبرتني انه المربي الفاضل عمنا (يعقوب ) الذي يسكن ثالث منزل من منزلنا لقد اسلم الروح لبارئها مطلع اول امس بعد معاناة طويلة مع مرض الفشل الكلوي الذي نخر في جسده حتي اودعه التراب ، ولا اريد في هذه المساحة الخوض في خلقه واخلاقه فقط يكفي انه من ابناء غرب السودان المعروفين باخلاق القران رجال الحارة الذين يعتد بهم في المواقف الفاصلة ولكني اريد ان اجعل من اسباب مرضه قضية يجب الا تهدأ ، وكيف لا والعم يعقوب اصيب بالداء العضال نتيجة المياه الملوثة كما جاء في تقرير الجهة الصحية التى شخصت المرض ، اما كيف تلوثت المياه الجوفية ؟ فكانت الاجابة عند المعمل القومي (استاك ) الذي اكد فنيوه ان ( السايفونات ) هي السبب المباشر في التلوث ، وبعد التقصي والتدقيق من جانب سكان الحارة اكتشفوا وجود سبعة ابار ( للسايفون ) تحيط بصهريج الماء الوحيد احاطت السوار بالمعصم وجميعها تعود تبعيتها لاهل الحل والعقد من وجهاء الحارة ... والغريبة احدهم يحمل درجة الدكتوراة في الامراض المستوطنة وآخر كان يحمل رتبة لواء بالشرطة احيل للصالح العام مطلع التسعينات ، على العموم كان اقل السبعة اصحاب ( السايفونات ) مدير مدرسة حكومية متقاعد ، بمعني جميعهم نخبة من الرواد المثقفين الذين يفترض ان يتصدروا لمهمة تنوير المجتمع بخطورة ( السايفون ) لا ان يتبنوه ويشجعوا الجميع ليحذوء حذوهم ... لان بوفاة العم يعقوب يكون عدد الذين قضوا بالفشل الكلوي بالحارة قد تجاوز عتبة الاربعة اشخاص وهذه نسبة كبيرة ومخيفة للغاية .

صحيح الانسان ( عدو نفسه ) احياناً ولكن من يتصدر لعلاج مثل هذه المشاكل التى في ظاهرها بسيطة وفي باطنها من قبلها العذاب ، فأين الجهات الحكومية لتضع الحد لهذا العبث بالارواح ، ولماذا لا يتم تشريع قوانين جديدة بخصوص الامر ؟ واين دور الوسائط الاعلامية الحكومية فى تمليك المجتمع المعلومة الثقافية التى تمكنه من محاربة ( السايفون ) ؟ واياً كانت التكلفة لماذا لاتهتم المحليات بمشروع الصرف الصحي الموحد ؟ فهنا في العاصمة الاريترية اسمرا افقر العواصم الافريقية بمقايس السودانيين يوجد صرف صحي حكومي في الحي الذي نسكن فيه في حين في ارقي احياء العاصمةالخرطوم لا يوجد تصريف لمياه الامطار ناهيك عن الصرف الصحي .

عموماً مات العم يعقوب متأثراً بسبب الجهل والتخلف الذي يعتنقه افراد المجتمع ( فشخرة وبوبار) في الفاضي ،فالموضة في الاحياء الفقيرة في العاصمة الخرطوم هذه الايام كما اخبرتني شقيقتي ( نيرمين ) تتعلق ( بشوفنا بتاعت السايفونات ) فكل من هب ودب وقبض بالحلال أو الحرام ( ان شاء الله ) مليون جنيه فهو بصدد تشيد ( سايفون ) ليصب الزيت فى نار الانتحار الجماعي القائم علي قدم وساق بين المواطنيين .
شارك هذا المقال :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

 
Support : Creating Website | Johny Template | Mas Template
copyright © 2011. سوداكون - All Rights Reserved
Template Created by Creating Website
Proudly powered by Blogger