الرئيسية » » الإنتباهة تلقي الضوء علي مقال منشور علي سوداكون.نت: الجالوص فن قديم ، ماذا قالت عنه المبدعة «حّنه»؟!

الإنتباهة تلقي الضوء علي مقال منشور علي سوداكون.نت: الجالوص فن قديم ، ماذا قالت عنه المبدعة «حّنه»؟!

Written By sudaconTube on السبت، أغسطس 31، 2013 | 10:49 م



صحيفة الإنتباهة 

قفا نبكي ذكرى حبيب ومنزل
بسقط اللوى بين الدخول فحومل
للمنزل في النفس ذكريات عزيزة وحنينة وغالية، بغض النظر عن ماهيته ومكوناته وشكله خصوصاً لو ارتبط بذكريات الطفولة والصبا والشباب والأفراح والليالي الملاح والشاعر يقول في البيوت الريفية البسيطة:
هنالك حيث تاتلف العذارى
وتشتبه المساجد والخيام
وحيث ترى النسيم يضوع طيباً
فحيي من مراقده الغرام
والفن في حياة الإنسان والحيوان والطير والكائنات كلها نسيج من الوجدان على قدر شفافيتها وجميل دواخلها. فترى الطيور مثلاً يسمو إبداع بعضها في رسم أعشاشها، وحتى الحشرات ومنها العنكبوت.

لكن الإنسان الأول بدأ يبني لنفسه بيوتاً تحاكي الطبيعة فكان أفضل ابداع له من الطين، أو ما يسمى «الجالوص» مع اختلاف الفنون والثقافات والمعتقدات والمؤثرات المناخية لذا فإن أفضل الخطط والمخططات الإسكانية ما يعبر عن ذوق وإرث وتاريخ وطيبعة الشعوب ولذلك يمكنك التعرف على السمة المميزة لشعب ما من خلال طرازه العمراني كما الطراز الياباني مثلاً.

الجالوص في اللغة أساساً تأتي كلمته من «جصّ» جصيصاً ومعناها تأوه من شدة التضييق عليه.. أي أنها كلمة تفيد الاتقان في الصنعة. فجصّص البناء أي طلاه بالجصّ والجصّ هي مادة الطين تطبخ حتى تصير كالحجارة فيبنى بها. و«الجفصين» كلمة يونانية وهي ما يطلى به البيوت والجصّاص هو صاب الجصّ.

ذلك ما يدل أن أصول الجصّ هذا يوناني عريق لفترة ما قبل الميلاد فيما اشتهر به اليونانيون، من فنون النحت وتشكيل الطين وفنون البحث عن ما يصلح للبناء والتشكيل الفني.

أما في السودان فإن الجالوص عندنا هو غالب بناء أهل السودان فقد كان يتسم بالجودة بل والمهارة في إعداد مادة البناء «الطين». هناك نوعيات تسمى «الرقيطة» أو المادة اللازجة التي تتمتع بخاصية التماسك والمقاومة ولها فنيون بلديون خبراء ومهرة يقومون بوظيفة التخمير أولاً، هم «الطيّانة» ويخرجون منها الهواء عن طريق الخلط «بالارجل» ثم التخمير ليومين تقريباً يقومون بعدها بإعداده على شكل كتل صغيرة ثم يتولون أمر تجويدها لقذفها «للمعلم» البناء والذي يتولى البناء على طريقة ما يسمى «سُريقه» أو طوف كل يوم ويتركونها ليوم كامل كي تجف وتتماسك وهكذا حتى يبلغ البناء ذروته للسقف. وللسقف فنون أيضاً وللكحله فنون و«للعتب» فنون وطقوس تذبح له الذبائح. كما إن هناك عادات موروثة من الأساسات توضع له العيش والكمون والبن و«هذه طبعاً خرافات» قصدها من قصدها على سبيل الفأل الحسن.

ثم بعد السقف يوضع «النعال» أي القش وله عدة مسميات. وفي النهاية تفتح السباليق والزبالة. ويعيش المنزل سنين عدداً له ذكريات يشب الفتى الذي ولد فيه طفلاً فيشهد ختانه ومن بعد شبابه وزواجه وأحفاده.

الشاهد أننا لم نتطور في بناء الجالوص..
لا أدري لماذا؟ وقصرت الأبحاث إلا من مجتهدين لم تجد إبداعاتهم في واقعنا المعاش من علماء أجلاء حظاً. وهذا هو سر تخلفنا.. وبالبحث في مجالات متعددة للجالوص كفن عالمي تختار اليوم جزءاً يسيراً من النت من موقع «سوداكون نت» بعنوان: بيوت الجالوص منازل سحرية غاية في الإبداع تقول:

بيوت الطين مبنية على قاعدة علمية تسمى: «علم البيوجومتري» ويعتمد بشكل كبير على نظرية كروية الأرض، بالتالي فإن تصميم تلك المنازل يسمى بالدائرة السحرية.

فهو مأخوذ من الشكل الهندسي الذي خلق الله به الشمس والقمر.

تحدث «حَنه الخليلي» وهي مفكرة ومبدعة واختصاصية بصريات وأول من صممت بيوت طين بإبداع متميز قالت: إن المادة المستعملة هي مادة «أسمنتية» لكنها تأخذ اللون القديم مع دمج القش بمادة في الجير بطريقة معينة ومعبأة في أكياس بلاستيك.

ويوجد فتحة في البناء في السقف لإخراج الطاقة الموجودة في المنزل حتى لا تسمح للهواء بأن يخرج أو يدخل.

عموماً هنالك قاعدة ذهبية تكمن دائماً وراء إبداع وجودة وبقاء كل عمل وهي «التجويد»:

إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه. إن العيب ليس في الجالوص أو مواد بناء معينة أو الطريقة.. ولكن يكمن في من هم خلف أي إنجاز.

اليوم تحول البناء معظمه إلى ما يسمى الطوب الأخضر.

تخلى الذين يعدونه عن أهم مكوناته وهي المواد والتخمير والالتزام بالقواعد الهندسية البلدية منها والعلمية وما عاد هنالك فنيون مخلصون مهرة.. وما عاد الإنسان يحمل في دواخله أبسط ضروريات المحبة والإخلاص والقناعة بعمله.

هذا هو السيل والطوفان الذي جرف وكسر.
ويا قماري ابني عشك قشة قشة
وعلمينا كيف على الحب دارنا يُنشأ

صحيفة الإنتباهة
شارك هذا المقال :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

 
Support : Creating Website | Johny Template | Mas Template
copyright © 2011. سوداكون - All Rights Reserved
Template Created by Creating Website
Proudly powered by Blogger